إسرائيل تعيد احتلال الخليل وتقتل 8 من بينهم أحد قادة كتائب الأقصى

TT

بعد ساعات على قبول السلطة الفلسطينية الاقتراح الاميركي لفك الحصار عن مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله اقدمت قوات الاحتلال على اجتياح مدينة الخليل واعادة احتلالها وقتل 8 اشخاص وجرح العشرات. واكد مصطفى النتشة رئيس بلدية الخليل ان القوات الاسرائيلية احتلت المدينة بالكامل وفرضت عليها نظام منع التجول، وتقوم باطلاق الرصاص على كل من يجرؤ على الخروج الى الشوارع. وبدأت عملية الاجتياح بعيد منتصف الليل عندما تسللت قوات اسرائيلية خاصة من وحدتي المستعربين «دوفيديفان» و«ايجوز» الى قلب المدينة وحاصرت العديد من البنايات التي ادعت قوات الاحتلال انها تؤوي مطلوبين فلسطينيين. وقامت طائرات هليكوبتر من طراز «اباتشي» اميركية الصنع باسناد القوات الخاصة، باطلاق عشرات الصواريخ على البنايات المحاصرة التي كانت في حي الزيتونية ومحيط جامعة الخليل. وكانت القوات الخاصة تطلق اثناء انتشارها النار على أي عنصر للامن الوطني تواجهه، وقتل جراء ذلك ثمانية اشخاص وجرح العشرات. وعلم ان من بين القتلى احد عناصر «كتائب شهداء الاقصى» الجناح العسكري لحركة فتح، وثلاثة من افراد الشرطة الفلسطينية، في حين ان الاربعة الاخرين من المدنيين. وذكرت مصادر فلسطينية ان القوات الخاصة اعتقلت ستين شخصا من بينهم عناصر من حماس وفتح والجهاد الاسلامي. وعلم ان من بين المعتقلين عمر ناصر الدين القائد الجديد لـ«كتائب شهداء الاقصى» الذي خلف مروان زلوم القائد السابق للكتائب الذي اغتاله جيش الاحتلال بقصف السيارة التي كان يستقلها من الجو في السبوع الماضي، كما تم اعتقال حازم الجمل احد عناصر الكتائب. وبعد ذلك اقتحمت قوات الاحتلال من لواءي «جولاني» و«هناحل» تعززها الدبابات المدينة من ثلاثة اتجاهات. وتصدى المقاومون الفلسطينيون للقوات الغازية التي اقتحمت حارة الشيخ. وأفادت المصادر الطبية أن قوات الاحتلال استهدفت سيارات الإسعاف واطقم الهلال الأحمر وهي في طريقها للقيام بواجبها، وحالت دون وصولها إلى أماكن الجرحى، وعرضت حياتهم للخطر. وقال شهود عيان إن هناك جرحى ظلوا في الشوارع بينهم عمار جوابرة دون أن يستطيع أحد الوصول إليهم لكثافة إطلاق النار الذي يصل إلى كل شيء متحرك. وداهمت قوات الاحتلال العديد من مقار محطات التلفزة والاذاعة المحلية وحطمت محتوياتها واعتقلت حسن الجعبري مدير محطة تلفزيون «النورس» واياد الهندي مدير محطة «المستقبل». كذلك داهمت المنازل وقامت بعملية تفتيش من منزل إلى منزل في المدينة وحملة اعتقالات واسعة طالت ما يزيد عن 100 شخص معظمهم من كبار السن والأطفال. وأفاد مواطنون أن قوات الاحتلال فجرت ونسفت أبواب المنازل خلال عمليات المداهمة والتفتيش. وقالت المصادر الفلسطينية إن جنود الاحتلال اقتحموا عشرات المنازل والمؤسسات والشركات في منطقة شارع السلام ووادي أبو كتيلة ونفذوا عمليات نهب للمنازل وغيرها وعبثوا في داخلها وسرقوا محتوياتها. من ناحية ثانية كشفت حركة حماس في منطقة الخليل عن هوية احد منفذي الهجوم على مستوطنة ايدورا التي قتل فيها خمسة مستوطنين واصيب عشرة اخرون. وذكرت مصادر مقربة من حماس ان طارق دوفش (21 سنة) الذي قتل بعد ساعات على الهجوم في اشتباك مع جنود الاحتلال هو احد منفذي الهجوم. واشارت حماس الى ان دوفش طالب في السنة الثانية في كلية الهندسة جامعة البولتكنيك في الخليل. وكانت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس قد اعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ العملية في بيان رسمي. وفي بيت لحم ذكرت مصادر فلسطينية ان احد المحاصرين في كنيسة المهد وهو نضال عبيات من كتائب شهداء الاقصى، قتل عندما اطلق عليه جنود الاحتلال النار بعد ان خرج من الكنيسة. وجاء هذا التطور رغم ان مصادر فلسطينية اشارت الى ان خمسة عشر من المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في الكنيسة قرروا الخروج منها. وقد نفت مصادر فلسطينية ما تناقلته وكالات الانباء من ان هناك قرابة ثلاثين مسلح فلسطيني داخل الكنيسة اعلنوا موافقتهم على التوجه للخارج كمخرج لازمة حصار الكنيسة. وجاءت هذه الاشاعات بعد ان اعلن صلاح التعمري رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني بشأن الكنيسة ان الجانب الفلسطيني قرر تجميد الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي بسبب رفض قوات الاحتلال السماح بادخال مواد غذائيه للكنيسة، ولتعمد قوات الاحتلال اطلاق النار على الكنيسة بهدف قتل من فيها. وداهمت قوات الاحتلال مخيم الدهيشة في بيت لحم الليلة قبل الماضية بينما استمر حظر التجول المفروض على مدن وبلدات ومخيمات المدينة الاخرى لليوم السابع والعشرين على التوالي. وفي منطقة القدس اقتحمت قوات جيش الاحتلال فجر امس بلدة سلوان وقامت بحملة مداهمات وتفتيش واسعة، حيث اعتقلت خلالها عدداً من الشباب الفلسطيني قادتهم بعد ذلك الى سجن المسكوبية في القدس الغربية. في نفس الوقت استعادت المخابرات الاسرائيلية العامة «الشاباك» اسلوب استدعاء الشباب الفلسطيني في شرق القدس للمقابلة في مراكز الشرطة. وذكرت مصادر فلسطينية ان رئيس شعبة المخابرات الإسرائيلية في منطقة القدس سلم الليلة الماضية، أوامر لعدد من شبان بلدة صور باهر جنوب شرقي القدس، لمقابلة ممثلي «الشاباك»، في مركز شرطة الاحتلال في منطقة رأس العامود.

وفي قطاع غزة اصيبت مواطنة فلسطينية بجراح عندما اطلق عليها جنود الاحتلال بالقرب من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. من ناحية ثانية أكدت اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية رفضها لأية مساعدات مهما كانت من الحكومة الاميركية او وكالة العون الاميركية. ودعت هذه اللجان في بيان أصدرته، المؤسسات غير الرسمية في فلسطين، إلى رفض المساعدات والمعونات المقدمة بشكل مباشر أو غير مباشر من الحكومة الأميركية والمؤسسات المرتبطة بها.