برودي يعترف بأن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى موقف موحد تجاه الشرق الأوسط

TT

اعتبر رومانو برودي، رئيس المفوضية الاوروبية، ان التباين في وجهات النظر بين دول الاتحاد الاوروبي هو السبب الرئيسي في عدم اتباعه سياسة فعالة حيال الشرق الأوسط. واقر في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، ان اوروبا لا تملك موقفا موحدا ازاء العراق والنزاع العربي ـ الاسرائيلي. ووجه برودي، الذي كان يتحدث امس في مؤتمر صحافي عقده في اكسفورد بمناسبة افتتاح مدرسة سعيد للاعمال التابعة لجامعة اكسفورد انتقادات الى بريطانيا بسبب ترددها في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واعرب عن رأيه في ان لندن مخطئة في تحبيذ مزيد من التقارب مع الولايات المتحدة، على حساب علاقاتها مع شريكاتها الاوروبيات.

واستوضحته «الشرق الأوسط» عما اذا كان تردد بريطانيا في الانخراط بالاتحاد الاوروبي هو العامل الاساسي الذي يمنع اوروبا من لعب دور بناء ومؤثر بالنسبة للعراق والنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني الراهن، فقال برودي «يمكن لبريطانيا ان تساهم في تأدية دور اكثر فعالية». واضاف «ان هذا الانقسام الذي تعاني منه سياستنا (الاوروبية) الخارجية هو الذي يمنعنا من القيام بدور اهم في الشرق الاوسط». وزاد «ما لم يكن هناك موقف موحد، من الصعب علينا ان نحدث اي تأثير حقيقي». واردف «لقد قدمنا مساعدات مالية كبيرة للفلسطينيين بناء على طلب اسرائيل، كما تربطنا علاقات طيبة باسرائيل». وتابع «ليس من الممكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط من دون الاتحاد الاوروبي».

وكان رئيس المفوضية الاوروبية قد القى محاضرة بعنوان «الاتحاد الاوروبي وبريطانيا والعالم»، انتقد فيها موقف لندن من الوحدة الاوروبية. وقال ان ترددها في الالتحاق بالركب الاوروبي بصورة تامة امر يصعب فهمه، لا سيما ان مصيرها يكمن في القارة الاوروبية.

وتساءل عن سر حماسها «حين تتعاطى مع امة واسعة النفوذ على بعد اكثر من 3 آلاف ميل، فيما تخشى اداء دور كامل في صياغة مستقبل القارة التي تنتمي اليها». واشار الى ان دولة في العالم، مهما بلغت قوتها، عاجزة عن «حل قضايا مثل الهجرة وطلب اللجوء والارهاب بمفردها».

وقال رئيس المفوضية الاوروبية «ربما كانت بريطانيا ترى ان علاقتها الخاصة مع اميركا تعطيها تأثيرا اقوى في العالم. لكني لا اعتقد ان هذا (الاعتقاد) صحيح».

الى ذلك قال المتحدث الرسمي للمفوضية الاوروبية لـ«الشرق الأوسط» امس ان الاجتماع المقرر ان يكون عقد ليلة امس بين برودي والمستشار الالماني غيرهارد شرودر في بروكسل يهدف الى بحث الدور الاوروبي المطلوب الآن لاعادة ترميم بنية السلطة الفلسطينية التي هدمتها اسرائيل وأتلفتها.

وشدد المتحدث لـ«الشرق الأوسط» على ان بروكسل التي تنتظر وصول الرئيس ياسر عرفات اليها بعد العمل بالاتفاق الذي توصلت اليه الادارة الاميركية مع حكومة شارون لرفع الحصار عنه وانسحاب القوات الاسرائيلية من رام الله سوف تبحث مع الرئيس عرفات بشكل خاص المتطلبات الحقيقية لترميم واعادة اصلاح وتأهيل المنشآت الفلسطينية التي مول الاتحاد الاوروبي بناءها مثل مطار غزة وهيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني وفندق انتركونتينتال والمكتب المركزي الفلسطيني للاحصاء وغيرها.

واكد دبلوماسي اوروبي لـ«الشرق الأوسط» ان المفوضية تقوم حاليا بمشاورات مع الدول الاوروبية العضو في الاتحاد التي تكفلت في السابق ببناء احدى المؤسسات الفلسطينية التي هدمها الجيش الاسرائيلي للنظر في امكانية تمويل ترميمها او اعادة بنائها بالكامل ومدى معاودة مساهمة تلك الدول في اعادة احياء البنية التحتية الفلسطينية التي دمرتها اسرائيل كاسهام منها في عملية السلام.