الكويت: الشيخ صباح يرفض تدخل أحد في شؤون بيت الحكم

TT

رفض رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد تدخل أحد في شؤون بيت الحكم. وقال ان «اهل البيت يدبرون امورهم ولا احد غيرهم يقدر على ان يتولى الامر الا ابناء الاسرة الحاكمة».

وكان الشيخ صباح يرد على اسئلة الصحافيين حول ما طرحته مجموعة من ابناء الاسرة الحاكمة في فترة ماضية من وثيقة تنادي باجراء اصلاحات سياسية تطال المراكز العليا.

وتمنى الشيخ صباح الاّ يدخل احد «في صلب الموضوع الخاص ببيت الحكم في وجود الامير الشيخ جابر الاحمد وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح».

يذكر ان مجموعة الوثيقة التي تضم ناشطين في الاسرة الحاكمة ابرزهم نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك والمستشار بديوان ولي العهد الشيخ ناصر صباح الاحمد ووزير الاعلام الشيخ احمد الفهد وطالبت بتغييرات في منهجية عمل السلطة التنفيذية. غير ان عقد التحالف انفرط بعد توزير عدد من اصحاب الوثيقة. ويسعى آخرون من داخل الاسرة منذ اسابيع الى احياء تلك الوثيقة من خلال اجراء اتصالات مع رموز في الاسرة كان ابرزهم رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي الصباح.

وعن نتائج زيارة ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز الى الولايات المتحدة، ابدى الشيخ صباح ارتياحا كبيرا للنتائج وقال «نحن سعداء بأن الامير عبد الله حمل المشقة في القضية الفلسطينية، ونعتز كخليجيين او عرب بهذا الجهد».

واضاف ان «الامير عبد الله يجاهد ويحارب دائما من اجل قضايانا، والحمد لله جاءت النتائج ايجابية تمثلت في فك الحصار عن الرئيس الفلسطيني ابو عمار». وتمنى ان «تأتي بعد ذلك خطوة سلام المنطقة، والتحقيق في ما حصل داخل مخيم جنين، لان ما حدث يوجب محاكمة شارون (رئيس الوزراء الاسرائيلي) كمجرم حرب».

وحول مدى تحسن العلاقة بين الكويت والفلسطينيين، اوضح الشيخ صباح ان «الكويت لم تكن في يوم بعيدة عن فلسطين والرئيس ياسر عرفات، كما ان منظمة فتح نشأت على ارضنا».

واعتبر ان ما حدث من مواقف فلسطينية بعد الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 «نوع من وقفة النفس، وتصرف من البعض المؤيد لجريمة الاحتلال».

واضاف «مع كل ما بدر، فان قضية فلسطين محفورة في قلب كل عربي وشخص كويتي، وسنقف مع الفلسطينيين الى ان تتحرر بلدهم».

وحول الهجوم النيابي خلال جلسة البرلمان امس على الدول التي وقفت مؤيدة للاحتلال العراقي اشار الشيخ صباح الى ان «الطرح النيابي لا يمثل الحكومة». وتمنى على «الدول التي مست، ان تفهم ان ما تعرضت اليه من انتقادات يعبر عن وجهة نظر البرلمان الذي هو حر في ما يقوله، ولا احد يستطيع منع النواب من قول ما يريدونه، لأن حرية الرأي لدينا مكفولة».

واضاف ان الدول التي اعادت الكويت علاقاتها معها بعد التحرير لم تتغير في مواقفها المساندة للكويت «ما عدا الجزائر التي نعتقد ان لها ظروفا معينة».

وقال «بعثت برسالة الى المسؤولين الجزائريين لمعرفة السبب في تحول مواقفهم في قضية الاسرى».

وكانت علاقة الكويت مع الاردن وتونس والجزائر وموريتانيا واليمن وليبيا والسلطة الفلسطينية مرت بفتور منذ الاحتلال العراقي، ثم ما لبثت ان عادت العلاقات الى طبيعتها في السنوات الاخيرة باستثناء العلاقة مع السلطة الفلسطينية التي لم تكسر طوق العلاقة معها. وان كانت الكويت تناست خلافاتها مع السلطة الفلسطينية بعد الاحداث المريرة التي مرت على الفلسطينيين في الشهور الماضية، وعكست احتواء الخلاف باقامة حملات رسمية لتقديم التبرعات المالية، والسماح للجان الشعبية بانشاء لجان لدعم الاراضي المحتلة.

وكان النائب مسلم البراك شن امس هجوما من العيار الثقيل على السودان وليبيا والجزائر «التي لم نفاجأ بموقفها ضد قضية الاسرى».

واضاف ان وزير المالية الكويتي «اعلن عن دعم الاقتصاد الجزائري، وقدم 10 ملايين دولار دعما لاقامة سد هارون الجزائري، نحن مواقفنا واضحة، لكن هؤلاء يقدمون لنا في الغرف المغلقة عبارات منمقة ويتخلون عنا في تبني قضايانا ويصوتون ضدنا في المحافل الرسمية».

وعلق وزير الاعلام الشيخ احمد الفهد على انتقادات البراك فأكد ان «الحكومة حريصة على متابعة حقوق الكويتيين، والمشاركة في صياغة القرارات التي تهم بلدنا».

واضاف ان «الكويت تظل مساندة للدول العربية، وذلك غير مرتبط بشروط او مصالح لاعتقادنا بثوبنا القومي».

لكن وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح ايد النائب البراك في شأن «موقف بعض الدول التي خيبت املنا، وعتبنا على اخواننا في هذه الدول بطرقنا الدبلوماسية».

وطالب ان «تكون مواقف بعض الدول العربية من قضية الاسرى الكويتيين بالوضوح ذاته الذي اتخذ في قمة بيروت العربية الاخيرة».