سفير إثيوبيا في السعودية: كسبنا التحكيم ضد إريتريا ونتوقع الانتهاء من ترسيم الحدود خلال 6 أشهر

TT

قال مهدي احمد علي جديد، سفير اثيوبيا المعين في الرياض، ان بلاده ترتبط بعلاقات جيدة مع السعودية ودول الخليج، وهي في تطور دائم في كافة المجالات خاصة في المجال الاقتصادي، وان هناك مجموعة كبيرة من المستثمرين السعوديين الذين سجلوا حضوراً بارزاً في مختلف المجالات الاستثمارية.

وأشار مهدي الى ان بلاده تتطلع الى علاقات اوسع مع السعودية في كافة المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي حيث تعتبر اثيوبيا البوابة الرئيسية للأسواق الافريقية، كما يشكل السوق المحلي الاثيوبي فرصة طيبة للمستثمرين خاصة مع وجود نحو 65 مليون نسمة، هو مجموع عدد السكان الذين يشكلون قوة شرائية تجذب اي مستثمر، اضافة الى قوانين الاستثمار المرنة التي تعتمدها حكومة بلاده في تعاملاتها التجارية.

وقال ان اثيوبيا غنية بالمنتجات الزراعية مثل القهوة والحبوب، وايضا الفواكه الموسمية بأنواعها والجلود واللحوم، اضافة الى الأيدي العاملة الماهرة الرخيصة، والمدربة التي يمكن الاستفادة منها في المشاريع المشتركة او للعمل في السعودية. وقال «هذه الامور ستكون ضمن اولوياتنا المستقبلية للتعريف بما لدينا للسعوديين».

واضاف السفير الاثيوبي ان بلاده تتمتع بمناخ جيد ونظيف، يمكن للسياح السعوديين قضاء اوقات ممتعة في منتجعاتها، وأنهارها وغاباتها البكر في مناخ مناسب وطبيعي خال من التلوث. واوضح ان ذلك يعززه وجود فنادق ممتازة في العاصمة وايضاً في باقي المناطق، وقال ان السائح السعودي يمكنه قضاء وقت ممتع في اثيوبيا خاصة في نهاية الاسبوع نظراً لقربها من السعودية.

وبشأن قضية التحكيم بين بلاده واريتريا في نزاعهما الحدودي، اوضح السفير الاثيوبي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» امس، ان بلاده، قبلت بالحكم الصادر من مفوضية الحدود بشأن نزاعها مع اريتريا، نظراً لأن نتيجة التحكيم لبت مطالبها بالكامل. وقال «قبلنا بنتيجة التحكيم فور تسلمنا النتيجة، وذلك عندما اعلن سيوم مسفن وزير الخارجية ذلك من خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده في اديس ابابا لاعلان النتيجة وكسب القضية».

وأشار الى ان منطقة «بادمي» موضع النزاع ومناطق اخرى مثل زالامبيا وغيرها، اصبحت اثيوبية بموجب قرار التحكيم، وان ما يدعيه الطرف الاريتري بكسبه منطقة «بادمي» ربما يأتي في اطار محاولات الحكومة الاريترية إسكات اصوات التيارات المعارضة في الداخل، وقال «نحن كسبنا القضية وأعلنا ذلك فوراً، فيما صمت الجانب الاريتري لمدة يومين، او اكثر قبل ادعائه الانتصار».

وتوقع السفير الاثيوبي، الانتهاء من ترسيم الحدود ووضع العلامات في غضون 6 أشهر من الآن، وقال «ان الادعاء الاريتري بحصوله على الاراضي المتنازع عليها من خلال التحكيم ومنها «بادمي» وغيرها من المناطق سيظهر للجميع، وان المسألة واضحة في قرار التحكيم وهذا ليس بالسر الذي يمكن اخفاؤه». مضيفاً «عند وضع العلامات الحدودية ستتبلور الامور وسيعرف العالم من كسب ومن خسر في هذه القضية».

وبشأن عودة العلاقات بين البلدين بعد الترسيم، قال ان الشعبين الاثيوبي والاريتري بينهما روابط كثيرة تجعل من التعايش اكثر من ممكن، وان التوجه العام في الوقت الحالي هو التعايش بين الشعوب، وليس بين البلدين فقط، بل بين شعوب المنطقة ككل. وقال «ان المشكلة تكمن في النظام الحاكم في اريتريا الذي يختلق دائماً المشاكل مع جيرانه».

ورداً على سؤال حول مدى تأثير حرمان بلاده من استخدام الموانئ الاريترية ومدى تأثير ذلك على الاقتصاد الاثيوبي، قال «اقتصادنا لم يتضرر من هذه المقاطعة اطلاقاً، مع وجود البدائل الجاهزة مثل ميناء جيبوتي وبورت سودان وايضا الموانئ الكينية، التي وضعت تحت تصرف الواردات الاثيوبية وصادراتها».

وقال السفير الاثيوبي ان بلاده مهتمة بحل قضايا المنطقة من خلال منظمة «الايقاد» ومنها قضية جنوب السودان والصومال.

وفي الشأن الصومالي نفى مهدي ان تكون لبلاده اية مطامع في هذا البلد، وقال ان استقرار الصومال هو من استقرار اثيوبيا والعكس صحيح.

وحول الاتهامات التي توجه للحكومة الاثيوبية من قبل الحكومة الانتقالية الصومالية وبعض الجماعات الصومالية الاخرى، التي تقول ان اثيوبيا تسعى لاضعاف الصومال، وانها لا تريد حكومة قوية في الصومال، قال «نفضل حكومة قوية في الصومال لأن ما يجري في الصومال ينعكس على اثيوبيا سلباً او ايجاباً، لذلك هذا الادعاء غير صحيح اطلاقاً».