مساعد رئيس الأركان البريطاني السابق يدعو «ناتو» لبحث التدخل في الأراضي الفلسطينية

جنرال إسرائيلي متقاعد يؤكد أهمية الحل مع الفلسطينيين * دعوة رؤساء أركان جيوش متوسطية عربية إلى اجتماع في أكتوبر

TT

دعا تيموثي غاردن مساعد رئيس الاركان البريطاني السابق حلف شمال الاطلسي (ناتو) الى التفكير بالتدخل لحل الصراع الراهن في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

واكد المارشال الجوي المتقاعد ان على «ناتو» ان يكرس بعض جهوده لمحاولة ترسيخ الاستقرار في مناطق النزاع بدلا من الاقتصار على مهماته العسكرية التقليدية. جاء ذلك في مداخلة القاها المسؤول المتقاعد امس في اليوم الثاني والاخير لمؤتمر «ناتو وامن المتوسط» الذي نظمه «المعهد الملكي للخدمات (الدفاعية) الموحدة» بلندن.

وقال المارشال المتقاعد ان احتمال وصول اسلحة التدمير الشامل الى ايدي مجموعات او افراد يمثل خطرا اشد بكثير من حيازة دول شرق اوسطية لهذه الاسلحة. واذ استبعد حصول هذه المجموعات على اسلحة كيماوية وجرثومية من دولة كالعراق، فقد اعرب عن اعتقاده بصعوبة حيازتها اسلحة نووية «لا يملكها العراق نفسه ايضا».

واعتبر مساعد رئيس الاركان البريطاني السابق ان هذه المجموعات التي قد تكون خطرا بالغا على امن المتوسط ومناطق اخرى هي «حركات على شاكلة «القاعدة» و«انتحاريين يائسين على الطريقة الفلسطينية» اضافة الى ما قد يتمخض عنه توجيه ضربة الى العراق من «ردود افعال يقوم بها عملاء تابعون لدولة».

واذ شدد على خطورة التهديد الصادر عن الافراد، اكد المارشال غاردن ان اجدى الطرق لمكافحتهم هي «النشاطات الاستخبارية التقليدية المضادة للارهاب والاجراءات الوقائية والشرطة»، واضاف ان الناتو لم يلعب دورا بارزا على صعيد اي من هذه الميادين، الامر الذي دفعه الى حث الدول الاعضاء في الحلف على التفكير جديا في بذل المزيد في هذه المجالات.

وفيما لفت الى ان الناتو سيلعب على الدوام دورا مهما لحماية الدول الاعضاء من هجوم باسلحة التدمير الشامل، قال غاردن ان من الحكمة ان يسعى الحلف الى «ترسيخ الاستقرار». واضاف ان النزاعات «تنشأ من عدم المساواة والظلم»، مما يعني ان مكافحة الاخطار التي تتهدد الامن العالمي ستحقق نجاحا اكبر اذا تم العمل على اجتثاث اسباب الظلم. واثنى في هذا السياق على جهود الناتو «لخلق الظروف المواتية لاعادة بناء الثقة في منطقة البلقان»، لافتا الى ان «الحوار المتوسطي (بين الناتو ودول عربية اوسطية) يمكن ان يكون اداة لتعزيز الثقة». واردف «اذا تم التوصل الى تسوية للوضع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، فلربما كان للناتو دور في مراقبة تطبيق اتفاقية من هذا النوع».

وكان مساعد رئيس الاركان البريطاني السابق سلط الضوء في بداية مداخلته على قصور التعريف الشائع لاسلحة التدمير الشامل. وشدد على ان المهم هو قدرة السلاح على التدمير وليس طبيعته فحسب، مشيرا الى ان السكاكين الحقت القدر الاكبر من الدمار في حالتين بارزتين اخيرتين هما مجازر رواندا وضربات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي، اللتين تمخضتا عن افدح الخسائر البشرية في السنوات القليلة الماضية.

من جهته، تحدث البريغادير جنرال المتقاعد شلومو بروم عن التحديات الامنية الجديدة في شرق المتوسط. وقال رئيس قسم التخطيط السابق في هيئة الاركان الاسرائيلية ان نجاح بلاده في حماية امن حدودها يبقى ناقصا ما لم يتم التوصل الى حل مع الفلسطينيين. واعتبر ان الاخطار الرئيسية التي تتهدد اسرائيل هي «الارهاب، واسلحة التدمير الشامل مع الصواريخ البالستية وحركة السكان». واقر بأن تل ابيب تملك التفوق العسكري لجهة حيازتها اسلحة متقدمة تكنولوجياً.

واضاف ان اسرائيل «صارت اقل قلقا من التهديدات العسكرية المتوقعة، واكثر ادراكا (لاهمية) اشكال اخرى من التهديدات الامنية الابسط». وعبر عن رأيه في ان «حوار الناتو المتوسطي ليس قناة يمكن استعمالها فعليا لتحقيق تعاون عملياتي فعال مع دول متوسطية لا تنتمي الى الحلفاء وذلك بسبب الانقسامات السياسية العميقة في الشرق الاوسط، ولان الحوار مسيس لدرجة كبيرة ومثقل بالحاجة للاجماع على اي عمل سيتخذ».

اما الادميرال غريغوري جونسون، القائد العام لقوات حلف الناتو في جنوب اوروبا، فأكد ان «الحوار المتوسطي هو فرصة لنشر السلام والاستقرار الى جنوب دول الناتو». واضاف قائد الاسطول الاميركي السابق «انا مؤيد بحماس للحوار المتوسطي المفيد للجانبين، بيد انني واقعي ايضا واعرف ان الممكن انجاز الكثير مما لم ينجز بعد في هذا الاطار». واعتبر ان التعاون الوثيق بين الناتو والدول المتوسطية العربية من شأنه ان «يحرر المنطقة من خطر الارهاب، وخطر اسلحة التدمير الشامل، وخطر الازمات الاقتصادية». وقال ان الحوار لن يأخذ مداه الممكن، قبل احلال السلام في الشرق الاوسط. وشدد على ان الدول الحلفاء تعتبر «جنوب المتوسط منطقة بالغة الاهمية بالنسبة لنا استراتيجيا واقتصاديا».

وفي معرض حديثه عن المساعي لتعزيز التعاون بين الناتو والدول المتوسطية، كشف الادميرال جونسون عن ان دعوات رسمية قد وجهت لرؤساء اركان جيوش المغرب ومصر وتونس واسرائيل والاردن وموريتانيا المشاركة في الحوار، لحضور مؤتمر سيعقد في نابولي في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. واشار الى ان الهدف من اللقاء هو تدارس سبل دفع عجلة تقدم الحوار المتوسطي الى الامام، معربا عن امله في ألا تؤدي الاوضاع المتدهورة في الشرق الاوسط الى شغل المؤتمرين عن مناقشة القضايا الجوهرية على جدول اعمال الاجتماع.

وقال قائد قوات الناتو في جنوب اوروبا ان النشاطات المشتركة بين الحلف والدول المتوسطية الى ازدياد. واضاف ان العام الحالي شهد حتى الان 45 نشاطا مشتركا اشتملت على زيارات وتمرينات عسكرية ومؤتمرات. وفيما لم يستبعد احتمال انضمام دول عربية متوسطية اخرى الى الحوار مع الناتو في المستقبل، نفى الادميرال جونسون معرفته بأن ايا منها ستلحق بالحوار في وقت قريب. وقال ان هناك اشارات مشجعة من الجزائر، التي سيقوم بزيارة رسمية لها الشهر القادم.