مبارك يهاجم قنوات فضائية عربية ويتهمها ببذر روح الكراهية والشقاق بين العرب

حذر في خطاب من أن الحرب ضد الإرهاب بدأت تفقد مصداقيتها بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي

TT

هاجم الرئيس المصري حسني مبارك قنوات فضائية تلفزيونية عربية امس بدون ان يسميها قائلا انها بخلاف كل المحطات الفضائية في العالم تقوم ببذر روح الكراهية والشقاق بين العرب.

وفي كلمة بمناسبة عيد العمال قال الرئيس مبارك ان المحطات الفضائية في مختلف أنحاء العالم لا تستغل في مهاجمة الدول الاخرى الا في العالم العربي.

واضاف: هل تسمعون ان القنوات الفضائية الاوروبية تستخدم لمهاجمة دول اوروبية بعضها البعض الا في عالمنا العربي.. انما قنواتنا تستخدم لبذر الشقاق والكراهية بين الدول العربية وبعضها ولا تمس احدا اخر غير الامة العربية.

في الوقت ذاته حذر الرئيس مبارك من أن الحرب ضد الارهاب بدأت تفقد مصداقيتها خاصة بالنسبة للعالمين العربي والاسلامي. وقال مبارك في كلمة ألقاها أمس في الاحتفال بعيد العمال ان الجميع كان ينتظر بعد أن انتهت الحرب ضد الارهاب أن يجري العمل على احلال السلام في الشرق الاوسط استنادا الى القرارات الدولية وضمان قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية جنبا الى جنب واعادة الجولان المحتل الى سورية واعادة ما تبقى من أراضي لبنان.

وأوضح الرئيس مبارك ان القوى الدولية وبدلا من أن تركز على السلام أخذت توجه اهتمامها للاعتبارات الامنية بهدف تحقيق مكاسب سياسية لصالح اسرائيل التي تجاوزت كل الحدود وضربت عرض الحائط بكل القوانين والاعراف والقرارات الدولية وظهر ارهابها بوضوح في العدوان على القيادة والاراضي الفلسطينية وعدم اصغائها لنداءات القوى الدولية بالتوقف عن ممارساتها العدوانية.

وقال مبارك: وعلى الرغم من ادانتنا الواضحة والقاطعة لاستخدام العنف ضد المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء الا اننا نؤكد مرة أخرى ان احتلال الاراضي الفلسطينية مع ما يقترن به من ممارسات استفزازية غير شرعية هو السبب الرئيسي في تصاعد حدة المقاومة الفلسطينية للاحتلال، ولذا فلكي تتوقف المقاومة فلا بد ان ينتهي الاحتلال ولن يتحقق ذلك الا من خلال العمل الجاد القائم على تحمل القوى الكبرى لمسؤولياتها وتقديمها لخطط سياسية متكاملة يتم الضغط على الطرفين وليس على طرف واحد لتنفيذها في اطار زمني محدد.

ودعا مبارك الى ان تتوقف فورا الحملة الشرسة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني وقيادته والتي تستند دون حق او منطق الى مقارنة غير واردة بين حرب الولايات المتحدة ضد الارهاب في افغانستان من جهة وحرب اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل الذي يقاوم الاحتلال، داعيا القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة للاضطلاع بمسؤولياتها في الوقف الفوري لكافة الممارسات الاسرائيلية الاستفزازية وفرض احترام اسرائيل للسلطة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا وشعبها والانسحاب فورا من ارضه المحتلة في اطار من التنفيذ الفوري لقرارات الشرعية الدولية وخاصة قراري مجلس الامن 1397 و1402 والبيان الرباعي الصادر في مدريد في العاشر من ابريل (نيسان). واعتبر مبارك موافقة اسرائيل والسلطة الفلسطينية على الاقتراح الاخير الذي تقدمت به الولايات المتحدة متضمنا لعدد من الترتيبات التي ستؤدي الى استعادة الرئيس عرفات لحريته في التنقل يوضح بجلاء اهمية الدور الاميركي في السعي للتوصل الى حلول وسط من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، ويؤكد في نفس الوقت ان تدخل الولايات المتحدة بقوة ومن خلال اقتراحات محددة في اطار خطة متكاملة للتسوية السياسية يمكن ان يترتب عليه انفراجة سياسية حقيقية تقود بدورها الى تحقيق الامن وضمان الاستقرار في المنطقة.

وقال مبارك انه «لكي يتحقق هذا فلا بد ايضا من ان تظهر اسرائيل رؤية واضحة نحو السلام تقابل الرؤية العربية التي اعتمدتها قمة بيروت وان توقن ان التفوق العسكري حتى وان شمل كافة اسلحة الدمار الشامل لن يضمن امنها وسلامتها وامن وسلامة مواطنيها وان الضمانة الوحيدة لامنها ولامن مواطنيها هي السلام الشامل القائم على اساس من التكافؤ والندية والاحترام المتبادل. ذلك السلام الذي لن يتم التوصل اليه بدون الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة وبدون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف».

وأكد الرئيس مبارك أن التطورات الاخيرة في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط أثبتت الحاجة الى صياغة جديدة للامن الجماعي العربي لضمان تحقيق التكامل السياسي المنشود وزيادة القدرة العربية على التأثير سياسيا واقتصاديا في العالم.

وشدد الرئيس مبارك على ان العالم العربي يملك قدرات كبيرة تمكنه من التأثير في مصالحه لكنه حذر من أنه اذا لم يشعر العالم بهذه القدرة فستفقد الامة العربية مكانتها ووضعها في العالم.

واكد مبارك أن القوات المسلحة المصرية قادرة على حماية أمن مصر القومي ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرضها.

وتناول الرئيس مبارك في كلمته التأثير السلبي لاحداث 11سبتمبر على الاقتصاد المصري، مؤكدا أن مصر استطاعت أن تبدأ في تجاوز هذه الاحداث بمساندة عدد من المنظمات الدولية.

وطالب الرئيس مبارك بألا تصبح أحداث 11 سبتمبر هي الشماعة التي يتم تعليق كل المشاكل عليها، مشددا على ضرورة الارتقاء بالصناعة المصرية لفتح افاق التصدير أمامها وكذلك الارتقاء بالخدمات المقدمة للجمهور والعمل على القضاء على كل المشاكل وفي مقدمتها البطالة وارتفاع معدلات النمو السكاني.

وأكد مبارك من ناحية اخرى عزمه على تعميق حرية الرأي والتعبير، مناشدا الاقلام الوطنية البعد عن الاثارة. كما اكد عزمه على تعميق الممارسة الديمقراطية والحزبية بما يحفظ مصالح مصر دون مزايدات عقيمة.