الجيش الروسي: قتلنا شامل باساييف.. لكننا لم نعثر على جثته بعد

TT

اعلن رئيس اركان القوات المسلحة الروسية اناتولى كفاشتين امس مقتل شامل باساييف اشهر المقاتلين الشيشان. وقال الجنرال كفاشتين خلال لقائه مع العسكريين الروس في غروزني عاصمة الشيشان، انه لم يتم العثور بعد على «جثته» المقاتل الشيشاني، مما يعيد الى الاذهان ما حدث لدى الاعلان عن مقتل المقاتل العربي الاصل «خطاب» الذي لم تعلن القيادة العسكرية الروسية رسميا عن مقتله الا بعد قرابة الشهر من الاعلان عن ذلك.

ويعتقد المراقبون ان صدور مثل الخبر على لسان الجنرال كفاشتين، وفي مثل هذا التوقيت الذي عقب الاعلان عن مصرع خطاب يزيد من نسبة صحة الخبر.

وقالت مصادر روسية: من السابق لآوانه «تناول تفاصيل هذه العملية».

كما رفضت مصادر المخابرات الروسية التعليق عليها، مما يعني ضمنا انها تمت في نفس الاطار الذي سبق واعلنته حول وجود خطة تستهدف تصفية او اعتقال زعماء المقاتلين الشيشان، وخصت بالذكر آنذاك، خطاب وباساييف وجيلانف وايضا الرئيس الشيشاني اصلان مسعدوف.

وفيما يعتبر المسؤولون الروس بداية النهاية لحركة المقاومة الشيشانية، اعلن الجنرال جينادى تروشيف قائد القوات الموحدة في شمال القوقاز، ان الباب لا يزال مفتوحا امام استسلام هؤلاء المقاتلين للمثول امام العدالة الروسية.

ويذكر ان الجيش الروسي كان قد ادعى قتل باساييف عدة مرات في السابق. وكانت وكالة المخابرات العامة الروسية قد اعلنت في الاسبوع الماضي عن تمكنها من قتل القائد الشيشاني العربي الاصل خطاب في عملية سرية. وكان خطاب من اعوان باساييف المقربين. واكد المقاتلون الشيشان مقتل خطاب يوم الاثنين الماضي في جريدتهم الالكترونية «صوت القوقاز». وقالوا ان المخابرات تمكنت من النيل منه بواسطة رسالة مسمومة حملها اليه احد المقربين، لكنهم لم يعلنوا شيئا حول صحة مقتل باساييف الذي يحمل لقب «أمير مجلس الشورى العسكري لقيادة المجاهدين الشيشان». وقال المكتب الصحافي للرئيس الانفصالي اصلان مسعدوف انه لا يملك اي معلومات في هذا الشأن.

وكان شامل باساييف (37 عاما) قد اعتبر عدو روسيا الاول في اعقاب الحرب الشيشانية الاولى بين عامي 1994 و1996، ويحمله المسؤولون الروس مسؤولية حركتي عصيان وقعتا في جمهورية داغستان المجاورة للشيشان في شهري اغسطس (آب) وسبتمبر (ايلول) 1999، اضافة الى موجة التفجيرات التي شهدتها عدة مدن روسية وراح ضحيتها 239 شخصا. وتعللت موسكو بهذه الهجمات لتنفيذ هجومها الحالي ضد المقاتلين الانفصاليين في الشيشان، بالرغم من نفي باساييف القاطع لأي علاقة له بالتفجيرات. وسبق للحكومة الروسية ان عرضت مليون دولار مكافأة لمن يقتل باساييف. وقال الجنرال جينادي تروشيف قائد القوات الروسية في داغستان: «لقد قررنا رصد مكافأة قدرها مليون دولار لرأس شامل باساييف». واضاف الجنرال تراشيف: «من سيأتي برأسه سيحصل على مليون دولار، أكان شيشانيا او عنصرا في الاجهزة الروسية الخاصة». وختم يقول «يجب القضاء على باساييف لقد جلب مآسي كبيرة جدا على روسيا وعلى شعبه نفسه».

وكان باساييف قد فقد إحدى قدميه في فبراير (شباط) عام 2000 لدى مروره على لغم فيما كان يقود عملية فرار للمقاتلين الشيشان من العاصمة الشيشانية غروزني. وكان على رأس مجموعات مسلحة تسللت في أغسطس (آب) عام 1999 الى جمهورية داغستان المجاورة لإقامة جمهورية إسلامية. ولكن القوات الروسية أنهت الحركة العسكرية لباساييف في داغستان وشنت هجوما شاملا على الشيشان لملاحقتهم.

واكدت اسرة سامر صالح السويلم «خطاب» انه توفي بعد خمس دقائق من فتحه لرسالة مسمومة، واكدت كذلك انه لم يكن يتبع لأي تنظيم سياسي او فكري انما كان لارضاء ربه ونصرة اخوانه المسلمين، واضافت في بيان: «خطاب» نفر الى الجهاد وهو في الثامنة عشرة من عمره تحديدا عام 1408هـ غيرة لدين الله واستجابة لفتوى اهل العلم عن فرضية العين في الجهاد في افغانستان».

واوردت اسرة خطاب امس بياناً توضحيا خصت «الشرق الأوسط» بنسخة منه عزته الى المغالطات التي لحقت بابنها من حيث الجنسية وانباء حول صحة مقتله ونشأته وجهاده، وقالت الاسرة في بيانها: «لقد ثبت لدينا صحة خبر اغتياله مسموما غدرا بواسطة رسالة مسمومة توفي بعد خمس دقائق من فتحها». واشار البيان الى ان خطاب ينتمي لاسرة تتحدر اصولها من نجد التي هاجرت الى منطقة الاحساء عام 1240هـ ومن ثم انتقل والده الى مدينة عرعر في المنطقة الشمالية حيث ولد خطاب هناك عام 1389هـ ثم انتقلت اسرته الى المنطقة الشرقية بمحافظة الخبر، وله من الاخوة خمسة، وترتيبه الخامس من بين اخوته، بالاضافة الى اختين من والدته السعودية الجنسية من اصل تركي.