شيراك: زوجتي أول من تنبأ بفوز لوبن في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية

TT

باريس ـ وكالات الأنباء: قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان زوجته بيرناديت حذرته من تنامي التأييد للزعيم اليميني المتطرف جان ماري لوبن قبل النجاح غير المتوقع له في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة. واضاف: «لقد قضت اوقاتا طويلة في المكتب وكانت لها اتصالات كثيرة، وكان حقيقيا لقد شعرت بذلك (فوز لوبن)مما ادهشني.. لكنني لم اصدقها وقتها».

وتنبأت كافة استطلاعات الرأي باجراء جولة الاعادة بين شيراك ورئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان. والان تتوقع الاستطلاعات فوزا باغلبية كبيرة للسياسي المحنك شيراك في الوقت الذي تدعو فيه كل الاحزاب الرئيسية انصارها الى مساندته ضد منافسه المناهض للمهاجرين وللارتباط باوروبا.

وحضرت بيرناديت شيراك التي تشتهر بجمع الاموال للاعمال الخيرية وتعمل مستشارة محلية لحزب التجمع من اجل الجمهورية المحافظ الذي يتزعمه زوجها، تجمعات انتخابية حاشدة في مختلف انحاء فرنسا لمساندة محاولة شيراك اعادة انتخابه في الجولة الثانية من الانتخابات التي ستجري يوم الاحد المقبل.

واشاد شيراك ايضا بحماسة الشباب الذين يتظاهرون منذ ايام ضد لوبن لكنه حذر من اي اعمال عنف خلال مظاهرة عيد العمال(اليوم). وقال شيراك (69 عاما): «انني سعيد بالحماسة والانتفاض الذي نلاحظه اليوم لصالح قيم الديمقراطية والجمهورية لا سيما لدى الشباب». واضاف: «ان الشباب يظهرون تصميما كبيرا واحساسا بالمسؤولية، لكن التحرك السياسي في نظام ديمقراطي، لا يتم في الشارع وانما في صناديق الاقتراع».

وتابع: «لن يكون هناك اسوأ، في الوضع الحالي واسوأ للافكار التي يريد المتظاهرون الدفاع عنها، من حصول تجاوزات تؤدي الى عنف ومواجهات».

ويعتزم ايضا مئات الاف الاشخاص النزول الى الشوارع اليوم (الاربعاء) في ذكرى عيد العمال لتحويل هذه المسيرة التقليدية الى مظاهرة احتجاج واسعة ضد لوبن.

* عرض عضلات جماهيري في شوارع باريس اليوم

* ويتأهب عشرات الآلاف من الفرنسيين والمقيمين في فرنسا للنزول اليوم الى شوارع باريس والمدن الرئيسية في ما يبدو انه قمة التعبئة استعدادا للدورة الانتخابية الرئاسية الثانية التي يتنافس فيها مرشح اليمين المتطرف جان ـ ماري لوبن ومرشح الحزب الديغولي الرئيس الحالي جاك شيراك.

ويضع المسؤولون الامنيون اياديهم على قلوبهم مخافة ان يؤدي اي حادث بين المعسكرين المتظاهرين، انصار لوبن الذين توافدوا الى باريس من كل انحاء فرنسا وبين معارضيه الذين دعتهم الى التظاهر حوالي ستين جمعية وحزبا سياسيا، الى اندلاع مواجهات وحصول عمليات تكسير وعربدة ولصوصية واحراق واجهات محلات تجارية وخلافها.

وفي الايام الاخيرة، تتالت اجتماعات المسؤولين الامنيين فيما جندت وزارة الداخلية جهاز المخابرات العامة وجهاز التحري والشرطة وشرطة مكافحة الشغب واجهزتها الاخرى لتفادي اي اخلال بالنظام العام وللتدخل السريع في حالة حصول احتكاكات بين المتظاهرين. وينتظر ان تجري اليوم خمس مظاهرات اهمها المظاهرة التي يقوم بها انصار الجبهة الوطنية ورئيس المرشح والتي ستتوج بخطاب يلقيه لوبن ظهرا امام مبنى الاوبرا في باريس. ويعول لوبن على انزال 100 الف متظاهر، فيما يعد اكبر عرض عضلات للجبهة الوطنية وتحديا للتظاهرات التي تجري يوميا ضد رئيسها منذ ان ازاح جوسبان.

ومقابل مظاهرة اليمين المتطرف، تنطلق بعد ظهر اليوم تظاهرة كبرى معادية للوبن ولافكاره العنصرية ولبقائه في السباق الرئاسي، دعت اليها احزاب اليسار واليسار المتطرف والجمعيات الاهلية بمشاركة وزراء ومسؤولين سياسيين ونقابيين وفنانين ورياضيين وغير ذلك من مناهضي رئيس الجبهة الوطنية. ومساء امس تجمع آلاف من الفرنسيين في ساحة تروكاديرو بدعوة من مجموعة من الفنانين وغنوا النشيد الوطني الفرنسي تعبيرا عن تعلقهم بالجمهورية الفرنسية وبقيم الحرية والاخاء والمساواة. وافرد الاعلام الفرنسي مكانا بارزا للدعوة التي اطلقها نجم الكرة الفرنسية والعالمية زين الدين زيدان، الجزائري الاصل من اجل التصدي لزعيم اليمين المتطرف، فيما رد عليه هذا الاخير بالازدراء والتهكم. ويتأهب فريق الكرة الفرنسي الوطني لاذاعة بيان يدعو فيه للتصويت ضد لوبن. والمعروف ان غالبية اعضاء المنتخب الوطني من اصول اجنبية. وكان فريق الرجبي الذي يبلغ اللاعبون من اصول اجنبية فيه 13 لاعبا من اصل 15 لاعبا قد اصدر قبل ذلك بيانا بهذا المعنى.

وتعول السلطات الامنية في باريس وحدها على حوالي 5 آلاف عنصر وعلى مئات كاميرات الفيديو المزروعة على خطوط سير المظاهرات وعلى الرقابة الجوية (الطوافات) وعلى الجهوزية التامة من اجل ان يمر هذا اليوم بسلام.

ويصادف هذا اليوم عيد العمال في فرنسا وهو يوم عطلة رسمية وتظاهرات للنقابات العمالية التي ستنزل الى الشوارع في باريس والمدن الكبرى. وفي عام 1995 عمدت مجموعة من حليقي الرؤوس، كانت داخل تظاهرة لوبن الى القاء مواطن مغربي في نهر السين انتقاما من العرب. ويتخوف فريق اليمين المتطرف من حصول اية حادثة من هذا النوع من شأنها ان تؤجج العداء له وتزيد من تعبئة الشارع الفرنسي ضده.

وللمناسبة، وضعت الجبهة الوطنية بتصرف مناصريها حافلات مجانية لنقلهم الى العاصمة من كل المناطق الفرنسية فيما اليسار الفرنسي يبدو الاكثر تعبئة لمواجهة لوبن رغم هزيمة المرشح ليونيل جوسبان. ويبدو ان اليسار، بكل فئاته، يستفيد من هذه المظاهرات لاعادة احتلال واجهة الاحداث والامساك بزمام المبادرة بعد الهزة القوية التي اصابته والتي اخرجته من السباق الرئاسي للمرة الاولى منذ 40 عاما.