محمد بن راشد: أولوية الإمارات هي السعي لإقرار السلام وإبعاد المنطقة عن التوتر السياسي والعسكري

رئيس الأركان لا يستبعد تدعيم الدفاعات الجوية بصواريخ مضادة للصواريخ

TT

قال الشيخ محمد بن راشد المكتوم، ولي عهد دبي، ووزير الدفاع بدولة الامارات، ان اولوية الامارات هي «السعي لاقرار السلام والحفاظ على استقرار المنطقة وابعادها عن اجواء التوتر السياسي والعسكري».

واضاف الشيخ محمد في رده على سؤال حول ما إذا كانت هناك توجهات بشأن وجود قوات صديقة في اطار التكهنات الخاصة بوجود القوات الاميركية في المنطقة وانعكاس هذه التكهنات على دولة الامارات «انه مهما بلغ حجم الخلافات او سوء التفاهم بين دول المنطقة، فإن دولة الامارات هي دولة وئام وسلام، وهي تعمل ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على سلامة وأمن المنطقة وتجنيب شعوبها أية مشاكل او نزاعات ليعم الرخاء كافة دولة المنطقة وبما يفضي الى حماية السلام العالمي ويؤدي الى تعزيزه».

وقال الشيخ محمد الذي كان يتحدث بمناسبة احتفال دولة الامارات بذكرى توحيد قواتها المسلحة «ان التعاون والتنسيق الدفاعي والامني بين دول مجلس التعاون قائم قبل تشكيل المجلس الدفاعي المشترك في قمة مسقط الاخيرة»، لكنه قال ان المجلس الدفاعي سيساعد على وضع التنسيق والتعاون الامني في اطار منظم ومدروس حتى يرتفع مستوى التعاون الى اقصى درجاته ويحقق الاهداف المرسومة له.

وذكر الشيخ محمد بن راشد ان القوات المسلحة الاماراتية تشكل جانبا أساسيا من قوة «درع الجزيرة»، التي أنشئت بقرار من قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي وكل ما يتخذه القادة والزعماء من قرارات بشأن تطوير وتوسيع هذه القوة ستكون القوات المسلحة الاماراتية جاهزة لتنفيذه من أجل المصالح العليا لدول وشعوب المجلس والامة العربية والسلام.

على صعيد اخر، قال رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الاماراتية الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ان التحديات والتهديدات التي تواجهها دول مجلس التعاون متقاربة، الامر الذي يجعل التعاون العسكري المشترك أمرا حتميا، مشيراً الى ان منظومة «حزام التعاون» هي وجه من وجوه التنسيق المشترك، بداية على طريق تكامل القوات المسلحة بين دول المجلس.

والمعروف أن «حزام التعاون» يتضمن تنسيق الجهود بين جيوش دول المجلس لمواجهة أي تهديد مشترك، وفي الوقت نفسه يزيد من درجة التقارب والترابط بين هذه الجيوش لتنفيذ مهامها في حماية مصالحها الحيوية المشتركة والدفاع عن مكتسباتها.

وقال رئيس هيئة الأركان ان منظومة حزام التعاون ليست إلا وسيلة ضمن وسائل متعددة تضمن أمكانيات مستقبلية اكبر للعمل الخليجي المشترك.

وأضاف أن توحيد المناهج التدريبية في جيوش دول مجلس التعاون تعد خطوة كبيرة بالفعل، مشيراً الى ان الكليات العسكرية في دولة الامارات تحقق درجة من درجات التقارب بتخريجها عددا من القادة والضباط من مختلف دول المجلس، مشيراً الى ان هناك جوانب حيوية تحتاج الى مزيد من التقارب والتنسيق وأهمها التسليح.

وقال «ان من شأن تبني سياسة أكثر تقاربا في هذا الجانب تفعيل القدرات العسكرية لكل دولة على حدة ولدول المجلس بشكل عام» لكنه استدرك قائلاً: «ان ذلك لا يعني الغاء الخصوصيات الدفاعية حسب طبيعة واحتياجات كل دولة ولكنه يعني القدرة على العمل معا في المجالات التي تتشابه فيها الظروف والاحتياجات».

وذكر الشيخ محمد ان القوات المسلحة الاماراتية تمتلك حاليا منظومات دفاع جوي قادرة على الدفاع عن المجال الجوي الوطني بفاعلية وتأثير ضد جميع أنواع التهديدات المحتملة وتوفر حماية للاهداف الحيوية.

وقال ان هذا لا يمنع أن تدرس دولة الامارات أمكانية تدعيم دفاعاتها الجوية بالصواريخ المضادة للصواريخ.

وفيما يخص نظام «باتريوت»، قال «إن احتياجات الامارات الدفاعية هي التي تفرض علينا اختيار نوعية السلاح»، مشيراً الى أن صد الصواريخ البالستية يتطلب امتلاك منظومة صاروخية دفاعية متكاملة تضمن تدمير الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى وهذا يتطلب اجراء دراسات فنية وميدانية لجميع أنواع منظومات الدفاع ضد الصواريخ وخصائصها وتقييم أدائها العملياتي تمهيدا لاختيار الاصلح من بينها.

وقال ان الردع جزء مكمل للدفاع، وأن الدفاع ضد الصواريخ البالستية لا يتطلب بالضرورة وجود منظومات صاروخية مضادة للصواريخ لان هناك بدائل عسكرية متاحة تضمن الدفاع ضد هذا التهديد.

وذكر رئيس أركان القوات المسلحة الاماراتي ان الدفاع عن السواحل يحتاج الى قدرات متعددة، والطائرات مجرد جزء منها، لذلك فان دولة الامارات تضع ضمن مخططاتها المستقبلية امتلاك منظومة دفاعية بحرية متكاملة تشمل اسلحة ومعدات متنوعة وليس فقط الطائرات. وقال انه رغم هذه الخطط المستقبلية فان القوات البحرية في دولة الامارات بوضعها الحالي قادرة على حماية مياهها الاقليمية ضد أي تهديد أو اعتداء.

واعلن الشيخ محمد بن زايد ان فكرة انشاء جامعة عسكرية متخصصة ليست بعيدة عن تفكير القوات المسلحة الاماراتية.

وذكر ان هناك العديد من المعاهد العسكرية في الامارات ومن شأن ضمها الى بعضها البعض لانشاء اول جامعة عسكرية متخصصة في دول التعاون.

وقال ان هناك مشروعات للدراسات العليا العسكرية ومنح شهادات ماجستير ودكتوراه في العلوم العسكرية.