تقوم السلطات العراقية حاليا بتنفيذ مشروع لبناء سد مائي على مجرى نهر دجلة، سيكون من نتيجته غرق مدينة اشور التاريخية، التي تعتبر اهم المواقع الاثرية في العراق. ويقع السد الذي يتم بناؤه الآن على بعد حوالي 130 كيلومتراً جنوب مدينة الموصل، بين جبلي مكحول وحمرين. ويثير المشروع مخاوف علماء الآثار، بسبب الدمار الذي سيلحق بالآثار الآشورية في المنطقة والتي تعتبر من أهم عناصر التراث البشري في الشرق الأوسط. ففي لندن قال جون كيرتس رئيس قسم الشرق الادنى القديم بالمتحف البريطاني الذي عاد اخيرا من زيارة الى بغداد، ان هذا المشروع سيؤدي الى دمار غالبية بقايا عاصمة الاشوريين القديمة، التي لا تزال مدفونة تحت الارض في انتظار معاول الأثريين للكشف عنها. واقترح مؤيد دمرجي مستشار الحكومة العراقية للآثار والتراث، بناء سور عال حول الموقع لحمايته من الغرق، وان اعترف بأن هذا المشروع يحتاج الى تكاليف باهظة لبنائه.
والسبب الذي دفع الحكومة العراقية الى تنفيذ المشروع بشكل عاجل، ان السلطات التركية صارت في السنوات الاخيرة تأخذ غالبية مياه نهر دجلة من منابعه الواقعة في ارضها، مما ادى الى قلة الماء الذي يصل الى العراق، بحيث اصبح من الممكن عبور النهر سيرا على الاقدام في بعض مواقعه. وسوف يقوم خزان بحفظ المياه لاستخدامها في ري المناطق الزراعية خلال موسم الجفاف، في بحيرة تمتد حوالي 32 كيلومترا وراء السد.