جان ـ بيار رافارين من سياسي ميداني إلى رئاسة الحكومة في فرنسا

TT

باريس ـ أ.ف.ب: يعتبر جان ـ بيار رافارين (53 سنة) الذي عينه الرئيس جاك شيراك امس رئيسا للحكومة، وغير المعروف حتى الآن خارج النطاق السياسي الضيق، نموذجا لممثل الشعب الميداني الذي حدد لنفسه طوال الحملة الانتخابية مهمة الدفاع عن فرنسا «من الاسفل» ضد النخبة.

وهذا القائد السابق للشباب الجيسكارديين صاحب الاسلوب الساخر يتمتع بقدرة كبيرة على التعبير ومؤهل تماما لادارة الاجتماعات العامة. في عام 1995 عين وزيرا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتجارة والحرف في حكومة آلان جوبيه بعد فوز شيراك. وقبلها كان متحدثا باسم الحزب الليبرالي الوسط «الاتحاد من اجل الديمقراطية الفرنسية»، وكان من الداعمين لترشيح شيراك ضد الغالبية الواسعة في تشكيله التي اختارت ادوار بالادور.

وهذا هو المنصب الوزاري الوحيد الذي شغله رافارين الذي عمل سابقا في مجال الاعلانات. ويتعمد وهو رئيس للمجلس التنفيذي لمنطقة بواتو ـ شارانت (غرب) احيانا الاشارة الى ان ميزانية وزارته كانت ادنى من ميزانية منطقته.

وقد انخرط رافارين في وقت مبكر جدا في الحملة الرئاسية الاخيرة لجاك شيراك عبر تأسيسه عام 1999 مع الوزيرين الديغوليين السابقين ميشال بارنييه ودومينيك بيربن والوسطي جاك بارو نوادي «الحوار والمبادرة» الشيراكية. وسموا «الفرسان الاربعة» وكانوا اول من تجاوز الحدود بين تشكيلات المعارضة الثلاثة. واكثروا من تنقلاتهم في كل ارجاء فرنسا وقاموا بوضع كتاب مشترك بعنوان «عقدنا من اجل فرنسا» بهدف رفع المشاعر من القاعدة الى رئيس الدولة وتقديم هيكلية افكار لليمين. وهي مبادرة جعلته من جديد يخرج عن توجه حزبه «الديمقراطية الليبرالية» الذي ترشح رئيسها الآن مادلان الى الانتخابات الرئاسية.

ولد رافارين في 3 اغسطس (آب) 1948 في بواتييه (غرب) وتخرج من المدرسة العليا للتجارة في باريس، وليس من المدرسة الوطنية للادارة التي تعد للمناصب العليا العامة والنخبة السياسية الفرنسية، كما يروق لاصدقائه القول. وبين عامي 1976 و1981 في ظل رئاسة جيسكار ديستان، عمل في مكاتب وزارية عدة: العمل، والشباب والرياضة، والزراعة.

وفي موازاة ذلك اصبح امينا عاما للشباب الجيسكارديين اي المناصرين لجيسكار ديستان (1974 ـ 77) ودخل في قيادة الحزب الجمهوري الذي اصبح «الديمقراطية الليبرالية» عام .1997 وفي عام 1981 اصبح مديرا عاما لشركة اتصالات ثم مفوضا عاما لمعهد اورو ـ 92 (1988 ـ 92).

وبعد انتخابه مستشارا محليا لبواتو ـ شارانت عام 1986، اصبح بعد سنتين اصغر رئيس لمجلسها التنفيذي وهو في الاربعين من عمره. ثم اعيد انتخابه في هذا المنصب في 1992 و.1998 وكان نائبا اوروبيا بين العامين 1989 و1995 عن لائحة الاتحاد من اجل الديمقراطية الفرنسية ـ التجمع من اجل الجمهورية بقيادة جيسكار ديستان. وفي عام 1995 انتخب عضوا في مجلس الشيوخ عن منطقة بواتو ـ شارانت، لكنه استقال من هذا المنصب ليمارس مهامه الوزارية، إلا انه اعيد انتخابه عام .1997 ومنذ 1998 يرأس رافارين رابطة مناطق فرنسا. وهو يحمل وسام جوقة الشرف ومتأهل وله ابنة.