تجددت الاشتباكات مرة اخرى صباح امس بين ميليشيتين قبليتين، احداهما تابعة للعقيد عبد الله يوسف، والثانية للعقيد جامع علي جامع، الطرفين المتنازعين في حكم ولاية بونت بشرق الصومال. فقد نشر كلا الجانبين قواته على طول الطريق الذي يربط مدينة بوصاصو الساحلية المهمة بمدن المنطقة الاخرى. وبدأت المواجهات صباح امس قرب مدينة جروي عندما نصبت ميليشيا جامع علي جامع كمينا لقافلة عسكرية تابعة للعقيد يوسف كانت في طريقها الى مدينة قرطو للسيطرة عليها.
وحسب شهود في المنطقة فان اشتباكات دامية حدثت في المكان، تبادل فيها الطرفان اطلاق قذائف مدافع الهاون وصواريخ ارض جو الامر الذي ادى الى مقتل عدد من الجانبين، في حين ان الخسائر الحقيقية بين الطرفين غير معروفة على وجه الدقة.
وانتشرت المعارك الى قرى كثيرة في المنطقة وهناك مخاوف متزايدة من انتقال المعارك الى داخل مدينة بوصاصو نفسها.
واكدت مصادر في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» ان الرجلين يقودان العمليات الحربية شخصيا لحسم هذا الصراع الذي امتد لاكثر من 9 شهور منذ اختيار مؤتمر القبائل في مدينة جروي العقيد جامع علي جامع رئيسا للولاية خلفا لعبد الله يوسف الذي رفض هذه النتيجة واعتبرها غير قانونية، مؤكدا انه لا يزال الرئيس الشرعي لولاية بونت.
من جهة اخرى، شهدت مدينة بربرا الساحلية في شمال الصومال، تشييع جثمان رئيس جمهورية ارض الصومال الراحل محمد حاج ابراهيم عقال الذي توفي يوم الجمعة الماضي في بريتوريا بجنوب افريقيا. ووصلت طائرة خاصة حملت النعش الرئاسي من جنوب افريقيا الى المطار العسكري في مدينة بربرا، حيث نقل في موكب ضخم الى المقبرة التي ووري الثرى فيها الى جنب ضريح والده الحاج ابراهيم عقال تبعا للوصية التي كتبها الرئيس الراحل بيده قبيل وفاته.
وشارك في مراسم التشييع الرئيس الحالي لجمهورية ارض الصومال طاهر ريالي كاهن وجمع غفير من السياسيين الصوماليين السابقين الذين لم يسبق ان تجمعوا في مكان واحد منذ السنوات العشر الماضية.
كما شارك وزير الدولة بوزارة الخارجية الاثيوبية تاكيدا المو، الذي كان على رأس وفد رسمي، بالاضافة الى عدد من قادة المنظمات الدولية العاملة في الصومال.
ومنعت السلطات الجديدة في جمهورية ارض الصومال وفدا جيبوتيا رسميا من المشاركة في مراسم تشييع جنازة الرئيس عقال، وكان إدريس حربي نائب رئيس البرلمان الجيبوتي، على رأس الوفد الشعبي والرسمي. وابلغ حربي قبيل هبوط طائرته في مطار بربرا صباح امس برفض استقبالهم مما اجبر الوفد على العودة الى بلاده.
وقال ادريس حربي ان سلطات جمهورية ارض الصومال كانت على علم بقدوم الوفد، لكنهم فوجئوا بقرار رفض هبوط طائرتهم في مطار بربرا. ولم تعلق السلطات الجديدة في جمهورية ارض الصومال على هذه الخطوة. وقد كانت بين الطرفين علاقة متوترة في فترات سابقة أدت الى قطع الاتصالات الرسمية بينهما واغلاق الحدود، لكن العلاقات رجعت الى طبيعتها مؤخرا.