يجري ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في زيارته لمصر خلال ايام محادثات مع الرئيس حسني مبارك تتناول المستجدات والأوضاع بالأراضي المحتلة والموقف من مؤتمر السلام الذي اعلنت عنه الادارة الاميركية حديثا، وتأكيد تضامن كل من مصر والسعودية ووقوفهما مع الرئيس ياسر عرفات والشعب الفلسطيني لتحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية.
ومن المتوقع ان يطرح ولي العهد السعودي خلال اللقاء الذي سيتم بشرم الشيخ نتائج محادثاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش في 25 ابريل (نيسان) الماضي حول سبل وقف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين وضمان موقف اميركي متوازن من الصراع وامكانية ممارسة الولايات المتحدة ضغوطا على اسرائيل لوقف عملياتها العسكرية وتأكيد السعودية انها لن تستخدم سلاح النفط.
وكان الرئيس حسني مبارك قد أجرى اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي في 23 الماضي، كما بعث اليه برسالة سلمها مبعوث خاص على مستوى عال في الدار البيضاء، وقبل توجه ولي العهد الى الولايات المتحدة وذلك في اطار التشاور وتنسيق الجهود لتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية. وتوقعت مصادر سياسية مشاركة قيادات عربية في القمة المصرية ـ السعودية المرتقبة بشرم الشيخ وذلك في اطار تبادل الرأي لبلورة رؤية عربية مشتركة لحل النزاع الاسرائيلي ـ العربي من خلال مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت بالاجماع في الشهر قبل الماضي. يذكر ان آخر زيارة قام بها ولي العهد السعودي لمصر تمت في بداية يوليو (تموز) العام الماضي بالاسكندرية كما كان آخر لقاء بين مبارك والأمير عبد الله بن عبد العزيز بالسعودية يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.
من جهة اخرى يعقد غدا في القاهرة اجتماع تشاوري يحضره وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بمشاركة عدد من وزراء الخارجية العرب وعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية للتشاور حول تطورات الأوضاع في المنطقة ونتائج الزيارة الهامة التي قام بها الأمير عبد الله الى الولايات المتحدة أخيرا. وحسب مصادر الجامعة العربية تأكدت مشاركة وزراء خارجية مصر والاردن وفلسطين واليمن بينما لم يتأكد حضور وزيري خارجية سورية ولبنان حتى مساء أمس وان رجحت المصادر عدم حضورهما.
وأشارت المصادر الى ان الاجتماع سيناقش تقريرا حول التطورات في المنطقة في ضوء نتائج زيارة ولي العهد السعودي الى واشنطن واجتماعاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش والقيادات الاميركية وكذلك المستجدات على الساحة العربية في ضوء الاتصالات الجارية بين مختلف الأطراف. وكشفت المصادر النقاب عن ان الولايات المتحدة ابلغت السعودية موافقتها على وضع المبادرة العربية في الاعتبار كآراء وأفكار تساعد على التقدم في الموقف بالشرق الاوسط وليس لتنفيذها أو اتخاذ قرار بشأنها وان واشنطن أبقت الباب مفتوحا للمناقشة حول هذا الأمر.
وصرح مندوب الاردن الدائم لدى الجامعة العربية السفير هاني الملقي بأن الاجتماع التشاوري سيبحث مختلف التطورات والظروف الراهنة في المنطقة بخاصة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشار الى ان الاجتماع سيكون مفتوحا بالاضافة الى الدول الثماني أعضاء اللجنة لمن يرغب من وزراء الخارجية العرب في الحضور.
وصرح متحدث باسم الامين العام للجامعة العربية المستشار هشام يوسف ان المشاورات مستمرة بين الأمين العام ورئاسة القمة وكذلك وزراء الخارجية الأعضاء في لجنة المتابعة ولجنة مبادرة السلام العربية لتحديد موعد ومكان انعقادهما. وكانت لجنة المتابعة والتحرك العربية قد عقدت اجتماعا أمس بالقاهرة على مستوى المندوبين الدائمين بالجامعة العربية بمشاركة عمرو موسى ناقشت خلاله وهو الأول لها منذ قمة بيروت مختلف القضايا العربية وخاصة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتضم اللجنة في عضويتها كلا من مصر وسورية والاردن وفلسطين ولبنان والسعودية والمغرب والبحرين واليمن وسلطنة عُمان والجزائر والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وأشارت المصادر الى ان لجنة المبادرة العربية التي تضم في عضويتها كلا من مصر والاردن ولبنان وسورية وفلسطين واليمن والمغرب والسعودية ستعقد اجتماعا رسميا لها في العاصمة اللبنانية بيروت نهاية مايو (ايار) الجاري أو أول يونيو (حزيران) المقبل. ومن جانبه صرح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير محمد صبيح بأن الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني سيرأس وفد بلاده في الاجتماع التشاوري غير الرسمي الذي يعقد مساء غد الخميس بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية. وقال في تصريحات له أمس ان الاجتماع سيخصص لمتابعة لجنة المبادرة العربية طبقا لقرار القمة الذي ينص على تشكيل هذه اللجنة للتنسيق والتحرك على المستوى الدولي من أجل دعم المبادرة العربية. وحول اجتماع لجنة المتابعة والتحرك على مستوى المندوبين الدائمين أمس قال صبيح ان الاجتماع خصص لبحث قضايا اجرائية وتنظيمية، موضحا ان اللجنة ستعقد اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية في بيروت إلا انه لم يتم تحديد الموعد، مشيرا الى ان اللجنة تعقد اجتماعاتها مرة كل شهر على مستوى المندوبين الدائمين وكل شهرين على مستوى وزراء الخارجية.
واضاف انه جرت على هامش الاجتماع مشاورات بين المجتمعين حول زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لواشنطن وما أدلى به من تصريحات خلالها، وما عبر عنه بعض أعضاء الكونغرس الاميركي حول عمليات ترحيل للفلسطينيين من أراضيهم، واصفا ما صدر بأنه أمر خطير للغاية وعنصري من دولة تدعي الديمقراطية، ولا نسمع أصواتاً ترد عليها داخل الكونغرس أو داخل اميركا. وأكد صبيح ان العرب في حاجة الى تضامن عربي غير مسبوق لخطورة الاوضاع على كل القضايا العربية. ومن جهة أخرى نفى سفير لبنان ومندوبها لدى الجامعة العربية سامي قرنفل وجود أي تحفظات من أي دولة حول اجتماعات لجنة المبادرة العربية، وقال ان لجنة المبادرة ولجنة المتابعة ستعقدان اجتماعين منفصلين في بيروت وان رئاسة القمة تقوم باجراء المشاورات مع الاعضاء المعنيين لتحديد موعد اجتماعهما على ضوء هذه المشاورات.