«ناتو» يرفع حواره الأمني مع دول جنوب المتوسط إلى المستوى الوزاري ويسعى إلى تدريبات عسكرية مشتركة

TT

كشف مصدر دبلوماسي رفيع في حلف شمال الاطلسي (ناتو) امس عن ان الحلف قرر رفع مستوى الحوار الذي كان يقيمه منذ عام 1994 مع سبع دول متوسطية (مصر والاردن وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا واسرائيل) الى المستوى الوزاري بعد ان كان طيلة هذه المدة على مستوى السفراء المعتمدين للدول المذكورة لدى بروكسل، مقر الحلف.

وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» ان الحلف سوف يوجه دعوة الى وزراء خارجية الدول المتوسطية السبع للمشاركة في قمة الحلف المزمع عقدها في براغ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وعزا الدبلوماسي الاطلسي هذا القرار الى الضوء الاخضر الاميركي الجديد لرفع وتيرة التعاون الامني حول المتوسط بين «ناتو» ومجموعة تلك الدول في اطار «الحوار الامني حول المتوسط» القائم خاصة بعد ان تغيرت الاهتمامات الاميركية بمنطقة المتوسط بعد تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. من ناحية ثانية علمت «الشرق الأوسط» ان الاجتماع الوزاري الاول للحوار الامني المتوسطي الذي سيعقد على هامش قمة الحلف في براغ سيبحث سبل التعاون العسكري بين الحلف ودول جنوب المتوسط وكذلك الدخول في عمليات ميدانية تدريبية مشتركة الى جانب التعاون في مجال تبادل المعلومات العسكرية وتحويل ذلك التعاون الذي ظل منذ عام 1994 سياسيا فقط الى تعاون ميداني بين القوات والاجهزة الامنية التابعة لها.

وعزا دبلوماسي اطلسي آخر ذلك التحول الاميركي في الموقف من دول جنوب المتوسط الى رغبة واشنطن في محاصرة الدول المتوسطية التي تصفها بـ«المارقة» وبدأت تفكر في اضافتها الى قائمة دول ما تسميه «محور الشر» التي حددتها الادارة الاميركية في البداية بالعراق وايران وكوريا الشمالية ثم هددت اخيرا بضم ليبيا وسورية اليها. وحسب المعلومات المتداولة في بروكسل فإن التعاون في اطار الأمن في المتوسط سيتحول الى مخلب اميركي ـ اطلسي يستهدف الدول المتوسطية التي تتهمها الولايات المتحدة بالسعي الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل وتطويرها.

كما كرر دبلوماسيون غربيون في بروكسل «ان «ناتو» لم يعد بعد 11 سبتمبر ينظر الى شركائه في المتوسط بنفس الرؤية التي كان ينظر بها اليه قبل ذلك التاريخ وانه يحث قيادات الدول المتوسطية السبع على تطوير تعاونها معه في حوض المتوسط لمحاربة «الارهاب الدولي» والعناصر التي تتسلل الى بلدان المنطقة الى جانب تأمين مرور ناقلات النفط حتى وصولها بسلام الى الدول الغربية، علماء بأن نحو 65 في المائة من الاستهلاك العالمي للنفط يمر عبر البحر الابيض المتوسط.

في المقابل تفيد المعلومات من داخل «ناتو» بأن الدول المتوسطية اصبحت منقسمة على نفسها في ابعاد ونتائج تطوير ذلك التعاون مع الحلف. وتقول ان اسرائيل والجزائر هما من اكثر اعضاء مجموعة دول جنوب المتوسط تحمسا لتطوير ذلك التعاون، فيما باتت تنظر اليه بقية المجموعة، وفي مقدمتها مصر، بكل ريبة وتخوف وترى فيه احتمال تأجيج الغضب السائد حاليا في شوارعها مع استمرار انحياز الولايات المتحدة الاعمى لاسرائيل ضد المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني.