لبناني يشعل فتيل الخلافات بين قادة الاتحاد الدولي لكرة القدم بسويسرا

رهيف علامة: لا دخل لي بالموضوع وتبادلهم للاتهامات بدأ مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد لـ«الفيفا»

TT

منذ 5 أيام، والأحوال ليست على ما يرام بين قادة الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) الواقع مركزه الرئيسي في زوريخ (سويسرا)، لأن اتفاقا عقده الاتحاد قبل 7 أشهر مع رئيس اتحاد الكرة اللبناني السابق رهيف علامة، تحول سريعا الى شرارة أشعلت فتيل خلافات واتهامات تحتدم يوميا في قمة المنظمة التي لم تشهد انشقاقات مثيلة منذ تأسيسها قبل 98 سنة.

وكل شيء بدأ حين قدم أمين عام الفيفا، السويسري ميشيل زن روفينين، تقريرا من 21 صفحة يوم الجمعة الماضي الى اللجنة التنفيذية، وفيه اتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزف سيب بلاتر، بالفساد وارتكاب مخالفات لدستور المنظمة، المنشغلة هذه الأيام بتنظيم مباريات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان بعد شهر، قائلا إنه دأب على اساءة الادارة بانتظام عن طريق الخداع ودفع أموال بشكل غير مشروع، بل خالف النظام وأمعن في المحسوبية منذ تولى الرئاسة في 1988 خلفا للبرازيلي، جوان هافلانج.

ولم يكتف روفينين فقط بتقديم التقرير، المتضمن اتهاما لبلاتر بأنه تعاقد مع اللبناني علامة كمستشار لقاء 5 آلاف دولار «من دون أن يقوم الأخير بأي نشاط منذ 7 أشهر الى الآن» وفق تعبيره، بل مضى ببث الفاكسات الى وسائل الاعلام في دول بخمس قارات، وبعدها نشر أيضا ملخصات عن تقريره في موقع للفيفا على الانترنت، وهو موقع يقبل عليه ملايين المحبين للعبة كل يوم للاطلاع على مجرياتها ونشاطات الاتحاد الدولي بأربع لغات، فحقن رئيس المنظمة، البالغ من العمر 66 سنة، بمزيد من الغيظ أكثر، الى درجة أنهم يتوقعون «قنابل موقوتة» حين يعود بلاتر من زيارة يقوم بها الآن لكوريا الشمالية.

وفي تقرير روفينين، المدعم بتفاصيل دقيقة ومستندة لأدلة وروايات شهود، أن بلاتر «دفع أموالا لأحد أعضاء اللجنة التنفيذية، يجب اخضاعه للمساءلة بسببها» وفق ما قال. وذكر أنه دفع 25 ألف دولار للحكم الدولي، لوسانت بوشاردو، لكي يدلي بتصريحات سلبية عن الصومالي فرح أدو، نائب رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) الناشط مع حملة انتخابية لصالح رئيس الاتحاد الافريقي، الكاميروني عيسى حياتو، المنافس لبلاتر على رئاسة الفيفا، في انتخابات ستجري في 29 الجاري بسيول، عاصمة كوريا الجنوبية.

وقبل أن يسافر بلاتر الأسبوع الماضي الى الصين وكوريا الشمالية، رد مؤقتا وكيفما كان على روفينين وهو يغادر بالطائرة من زوريخ الى بكين، وقال إنه ينبغي له العمل بشكل أكثر جدية «ويتوقف عن لعب دور المحقق في «سي.آي.إيه» وغيرها» في اشارة منه الى وكالة المخابرات الأميركية. مع ذلك، اعترف بأنه دفع 50 ألف دولار لفاتيشسلاف كولوسكو، نائب رئيس الفيفا من 1980 الى 1998 كمرتب شهري لعامين، مؤكدا أنه لم يتبع الاجراءات السليمة حين فعل ذلك قبل انتخابه رئيسا للمنظمة لأربع سنوات.

وهناك اتهام خطير أورده روفينين أيضا عن بلاتر، من أنه دفع 55 ألف دولار بسبتمبر (أيلول) الماضي للرئيس السابق للفيفا، جوان هافلانج «من دون شرح لأسباب الدفع» مضيفا أنه بعد شهر من الدفعة، أي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقعت الفيفا عقدا مع الرياضي اللبناني، رهيف علامة، ليقدم بموجبه خدمات استشارية للاتحاد لقاء 5 آلاف دولار في الشهر «الا أنه منذ ذلك الحين لم يقم بأي خدمة من أي نوع كانت على الاطلاق، لذلك يجب مساءلة بلاتر حول هذا الاتفاق أيضا» كما قال.

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» برهيف علامة، المتفرغ حاليا لعمله كمستشار للفيفا من بيروت بموجب العقد ومدته عام واحد فقط، فقال عبر الهاتف من العاصمة اللبنانية أمس إنه قدم الكثير من العمل منذ وقع الاتفاق قبل 7 أشهر «والعجيب بأمر روفينين أنه هو الذي وقع معي العقد لأكون مستشارا، وبحوزتي نسخة منه، فكيف يهاجم رئيس الفيفا بشأنه؟».

وذكر علامة إن قضيته هامشية، ومرت مرور الكرام في تقرير روفينين «ولا أعتقد أنه يقصدني بالذات، لكني مستاء منه لكونه يتهمني بعدم الانتاج، وأنا الذي أقوم بعملي من هنا على خير ما يرام. الا أنني لن أقاضيه».

* ولو أمعن في الهجوم عليك أكثر؟

ـ لا أعتقد أنه سيفعلها، الا أن لكل حادث حديث فيما لو بالغ أكثر.

* ذكر في تقريره أنه بدأ يراجع عمل رئيس الفيفا منذ توقيع الاتفاق معك، لأنه رآه اتفاقا لا يناسب، فكنت بذلك بداية الأزمة.

ـ لا تصدقه، فهو الذي وقع الاتفاق، وليس بلاتر.

* ما قصده من زجك في الموضوع؟

ـ إنها خلافات تبدأ عادة مع اقتراب الانتخابات في أي منظمة.

* لماذا اختاروك أنت بالذات كمستشار؟

ـ لأن الفيفا تعرف من تختار، ولا علاقة لي بسجالهم الانتخابي.

* تؤدي عملك كما يفرض الاتفاق، أم أن روفينين محق؟

ـ هذا ادعاء، وهو مخطئ، فأنا أقوم بعملي طبعا.

وقال علامة، البالغ عمره 55 سنة، إن قيمة العقد 60 ألف دولار بالسنة «ولا تمثل من الجمل أذنه. لكن روفينين يتحدث عن أزمة أكبر بكثير، وهو هاجم باصا كنت من ركابه فقط.. لست أنا الأزمة. أما قوله إنها بدأت منذ توقيع العقد معي، فهذا شأنه» وفق تعبيره.

وذكر علامة، وهو الأمين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم طوال 16 سنة انتهت بتوقيع العقد بينه وبين الفيفا العام الماضي، أن روفينين كان الأمين العام المساعد للفيفا في 1998 فلماذا لم يتحدث عن بلاتر ذلك الوقت «وكشف الآن فقط مخالفاته السابقة لانتخابه رئيسا للفيفا، وفقط منذ توقيع العقد معي؟.. هذا غريب منه، الا أني لا أهتم» كما قال.

وأضاف علامة الذي كان في السابق عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لكنه استمر على منصبه فيه كنائب رئيس للجنة المسابقات، أنه لا يطمع بأي شيء من الفيفا، فهو يقوم بأعمال تجارية عامة في بيروت، ولا يعنيه موضوع المساجلات في ردهات الفيفا وخارجها، لا من قريب ولا من بعيد، لأنه بريء مما يشكون «وهي ضربة جزاء يحاول روفينين تسديدها في مرمى بلاتر قبل 3 أسابيع من الانتخابات، لا أكثر ولا أقل، وقد ينجح أو يفشل بتسجيل هدف.. لا أدري حقيقة» كما قال. =