اغتيال فورتاين يحدث هزة سياسية في هولندا وزعيم اليمين المتطرف الجديد.. أجنبي

كوك: الانتخابات العامة ستجري في موعدها

TT

اجتمع رئيس وزراء هولندا ويم كوك امس بأعضاء من الحزب اليميني المتطرّف الذي كان يتزعّمه اليميني المتطرف بيم فورتاين، الذي اغتيل بعيارات نارية اول أمس. وقال كوك، ان الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد (15 الشهر الجاري) بالرغم من اغتيال فورتاين. وكان من المتوقع ان يحصل الحزب الذي كان يتزعمه فورتاين على خمسة وعشرين مقعدا في الانتخابات العامة المقبلة، على الرغم من أنه يعارض الهجرة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه كان من المتوقع أن يحصل على 15 في المائة من مجموع الأصوات.

ووصف آد ملكيرت زعيم الحزب الاشتراكي الحاكم قتل فورتاين بأنه «مروع.. يصعب تصديق أن يحدث هذا في هولندا. لقد فقدت الديمقراطية الهولندية براءتها». ويذكر ان اطرافاً في المعارضة دعت الى تشكيل حكومة وطنية ائتلافية انتقالية تقود البلاد حتى الموعد الجديد لاجراء الانتخابات البرلمانية، الا ان هذا الطلب قوبل بالرفض من جانب ممثلي اليمين المتطرف، الذين تمسكوا خلال الاجتماع مع كوك امس باجراء الانتخابات في موعدها، على اساس ان مستقبل هولندا السياسي يجب ان يأتي في المرتبة الاولى، كما ان اجراء الانتخابات في موعدها سوف يساعد على اعادة الهدوء في البلاد.

وكان وزير العدل الهولندي كورت هالس قد اعلن في مؤتمر صحافي امس عدم وجود رؤية واضحة حول الاسباب الحقيقية التي دفعت القاتل الى الاقدام على اغتيال فورتاين. واضاف ان القاتل الهولندي الجنسية ينتمي الى اليسار المتطرف، وفي مقتبل العقد الثالث من عُمره وأبيض البشرة ورفض اعطاء المزيد من المعلومات حول شخصيته في اطار الحفاظ على سرية التحقيقات الجارية. لكنه اشار الى «ان الجريمة لها صلة بالايديولوجية السياسية الهولندية».

وقد سارعت الحكومة عقب وقوع الحادث الى اعلان هوية القاتل الهولندية لامتصاص غضب الهولنديين بسرعة، خاصة بعد ان اشارت اصابع الاتهام عقب الحادث الى الاجانب بصورة مباشرة، وخاصة العرب منهم، نظرا لمواقف بيم فورتاين وافكاره المعادية للاجانب عامة والمسلمين والعرب خاصة.

ورغم الاعلان عن جنسية القاتل الا ان اعمال الشغب والعنف جرت بعد الاعلان عن وفاة فورتاين، حيث شهدت المدن الكبرى في هولندا تجمعات كبيرة من المواطنين، واضطرت الشرطة الى فتح خراطيم الماء عليهم لتفريقهم.

وامس خرجت مظاهرات لانصار اليمين المتطرف يحملون لافتات معادية للاجانب بصفة عامة والعرب بصفة خاصة، كما ردد المتظاهرون شعارات معادية للحكومة الحالية. وشهد عدد من المدن مثل العاصمة امستردام ولاهاي وروتردام، المدينة التي حصل فيها فورتاين على نسبة عالية من الاصوات في الانتخابات البلدية الاخيرة، مصادمات بين المتظاهرين ورجال الشرطة. ويذكر ان الشخص الثاني الذي سيخلف فورتاين في قيادة اليمين المتطرف يدعى جواو فاريلا، وهو في العقد الثالث من عمره، ممن اصل اجنبي ينتمي الى اصول سورينامية ومن عائلة مسيحية جاءت من جزيرة سورينام التي كانت مستعمرة هولندية وما زالت حتى الآن تتمتع بعلاقات خاصة مع هولندا.

وترك فاريلا اسرته وهو في سن السادسة، وتبنته احدى الاسر الهولندية وانهى دراسته الجامعية في مجال الاقتصاد، واستطاع خلال فترة وجيزة ان يحقق لنفسه مكانة مرموقة توجّت باختياره مديرا لاحدى الشركات الكبرى في هولندا. واستعان به فورتاين في الفترة التي سبقت الانتخابات البلدية الاخيرة ووضع اسمه في المرتبة الثانية في القائمة الانتخابية، التي كان من المقرر ان يخوض بها الانتخابات البرلمانية القادمة.

وبعد مقتل فورتاين اصبح فاريلا الرجل الاولى في القائمة، وبالتالي سيتولى زعامة اليمين المتطرف في المرحلة القادمة.

وفاريلا، الذي كان يعيش مع سبعة من الاخوة قال في تصريحات سابقة، انه ترك العائلة ذات «التقاليد القديمة» حتى يستطيع ان يحقق ذاته، ونجح في ذلك. وهو من دعاة ضرورة ان يكون الوجود الاجنبي في هولندا ذا قيمة وليس هامشيا، ويطلب من الاجانب الذين ينوون الاستقرار في المجتمع الهولندي ان يتحولوا الى اعضاء ناشطين ويعملون مع الهولنديين على تنمية المجتمع، وليس مجرد اشخاص موجودين للاستفادة من مميزات هذا المجتمع وربما كانت تلك الافكار وراء اختيار فورتاين له للانضمام الى قائمته ضمن عدد اخر من الاجانب.