السعودية تؤكد عزمها على مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين وتتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسعي لصرف الأنظار عن مبادرة السلام

اعتبرت اتهامات شارون لها بـ«دعم الإرهاب» بأنها خدعة تكتيكية وشددت على أن مواقفها ثابتة

TT

اكدت السعودية عزمها على مواصلة تقديم المساعدات الانسانية الى الفلسطينيين رافضة دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لها لوقف هذه المساعدات. وقال مصدر سعودي مسؤول امس ان «السعودية ستواصل تقديم المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني الذي تضرر ويتضرر من الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية». واعتبر المصدر السعودي المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان «اثارة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون لاتهاماته للسعودية بتقديم مساعدة مالية لعائلات الاستشهاديين الفلسطينيين، هي جزء من الحملة السياسية والاعلامية التي تنشط بها اسرائيل وانصارها في الولايات المتحدة هذه الايام ضد المملكة بسبب مواقف السعودية المبدئية في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والتي هي مواقف ثابتة لا يمكن ان تتغير».

واتهم المصدر السعودي شارون بمحاولة تحويل الانظار عن مبادرة السلام التي طرحها الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي واعتمدتها الدول العربية في قمة بيروت الاخيرة. واستند شارون الذي اجرى محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش اول من امس في مزاعمه الى وثائق يزعم انها تثبت اتهاماته للسعودية والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ورفضت الولايات المتحدة اصدار حكم على الوثائق قائلة انها ترحب بأي معلومات جديدة قد تتضمنها ولكنها اكدت اهمية المحاولات في المستقبل لحل الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

ورفض مستشار ولي العهد السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي اول من أمس مزاعم شارون ووصف وثائقه بأنها خدعة تكتيكية. ومضى يقول انه من السيء ان يحضر رئيس الوزراء الاسرائيلي الى واشنطن بنية محاولة تعطيل عملية السلام بتوجيه اتهامات لا اساس لها من الصحة ضد السعودية ودول عربية اخرى وبمحاولة تشويه صورة رئيس السلطة الفلسطينية المنتخب. وقال انه لا يعتقد ان اي عاقل سيصدق مثل هذه المزاعم. واستطرد ان الاسرائيليين يحاولون تحويل الانظار عن تخاذلهم في احلال السلام. ومضى الجبير يقول ان العرب ينتظرون موافقة اسرائيل على المبادرة، مضيفا انه سيكون من الضروري الاستماع الى الاسرائيليين وهم يقبلون مبدأ الانسحاب.

وقال الجبير ان السعودية قدمت مساعدات للفلسطينيين المحتاجين بصرف النظر عن خلفياتهم. واستطرد ان الاسرائيليين قتلوا اكثر من 1600 فلسطيني خلال الـ18 شهرا الماضية، مضيفا ان عائلاتهم ليس لها مورد رزق. ومضى يقول ان المساندة السعودية ليست خاصة بالمهاجمين الذين يفجرون انفسهم وان السعودية لا تتعهد بمساعدة عائلاتهم وانما تقدم المساعدة لاي عائلة فلسطينية تحتاج المساعدة. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية في المؤتمر الصحافي اليومي اول من امس ان الولايات المتحدة تشعر «بالرضا» بعد المحادثات التي اجرتها مع سعوديين بشأن المساعدات.

وكان شارون دعا مساء اول من امس في واشنطن السعودية الى وقف دعمها المالي «لعائلات منفذي الهجمات الانتحارية» بسبب ما وصفه بـ«الارهاب». واعتبر وقف هذه التحويلات المالية «شرطا» لمشاركة الرياض في مؤتمر سلام. وزعم خلال مؤتمر صحافي ان «تحويل الاموال السعودية الى حماس والى عائلات منفذي العمليات الانتحارية يجب ان يتوقف». وقال ايضا ان «مشاركة المملكة العربية السعودية في مؤتمر اقليمي مشروط بوقف هذه التحويلات المالية».

الى ذلك، اعلن مسؤول سعودي امس ان قافلة مساعدات سعودية جديدة للفلسطينيين ستصل الى العاصمة الاردنية عمان اليوم في اطار المساعدات التي تقدمها المملكة لسكان الاراضي الفلسطينية المحتلة. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن السفير السعودي لدى الاردن عبد الرحمن العوهلي ان القافلة تضم 75 شاحنة محملة بمواد غذائية وعلاجية وطبية وان حمولتها ستسلم للهيئة الاردنية للاغاثة تمهيدا لنقلها بطائرات الهليكوبتر والشاحنات الاردنية الى الاراضي الفلسطينية. واشارت الوكالة الى 95 شاحنة سعودية محملة بالاغذية والادوية وصلت الشهر الماضي الى الاردن في طريقها الى الاراضي الفلسطينية لمساعدة المتضررين من الحملة العسكرية الاسرائيلية.