طرد عرفات أحد 3 تصورات لرد إسرائيل على العملية الانتحارية في ريشون ليتسيون

احتمال ضرب غزة والجيش الإسرائيلي يتدرب على مهاجمة مراكز سكانية

TT

يشير المراقبون في اسرائيل الى ان هناك ثلاث صور محتملة لردة الفعل الاسرائيلية على العملية الفدائية في ريشون ليتسيون، إحداها طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خارج الأراضي الفلسطينية. وقال رون بن يشاي المعلق العسكري في القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي الى انه في حال تأكدت التوقعات الاولية بأن منفذ العملية جاء من قطاع غزة فانه مما لا شك فيه فان الجيش سيشن حملة عسكرية على قطاع غزة، الا ان بن يشاي الذي يدعي انه يعتمد في تقييماته على ضباط كبار في هيئة اركان جيش الاحتلال يؤكد ان خطة عمل الجيش في قطاع غزة ستكون مختلفة عن تلك التي اعتمدها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، نظرا للواقع الديموغرافي والطبوغرافي المغاير في قطاع غزة، الى جانب الاستعدادات التي اتخذها الفلسطينيون هناك لمواجهة أي محاولة اجتياح قد تقوم بها قوات الاحتلال. وحسب بن يشاي فانه لو ترك الامر لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون فانه سيوصي بشن حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة، الا ان وزير دفاعه بنيامين بن اليعازر ومعظم اعضاء هيئة اركان الجيش الإسرائيلي يتحفظون على فكرة القيام بأي حملة واسعة، لا سيما اذا تأكد ان منفذ العملية لم يأت من قطاع غزة. مع العلم ان صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية كشفت النقاب الاسبوع الماضي عن تدريبات تقوم بها وحدات اسرائيلية في منطقة تسيئليم في صحراء النقب للقيام بعمليات انتقائية في قطاع غزة.

من ناحيته يؤكد جور اليتسار خين المراسل العسكري للتلفزيون الاسرائيلي انه عندما يتحدث قادة الجيش والساسة عن ضرورة استكمال حملة الجدار الواقي فانهم يقصدون البنية التحتية لمنظمات المقاومة في قطاع غزة، لكنهم يختلفون حول حجم الحملة المقرر القيام بها وطابعها. ويشدد بعض وزراء حكومة شارون مثل وزير الامن الداخلي عوزي لانداو على انه حتى لو تبين ان منفذ العملية جاء من الضفة الغربية وأن المسؤول عنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيجب العمل في قطاع غزة، وذلك لان قيادة حماس وبنيتها التحتية موجودة هناك. ويشير المراقبون الى ان هناك احتمالاً ان يكون الرد الاسرائيلي على العملية في قرار واضح بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الضفة الغربية وقطاع غزة. ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» في عددها الصادر امس عن وزير إسرائيلي متطرف ان هناك طريقتين لطرد عرفات، فاما عن طريق ادخال اصلاحات بنيوية على هيكل السلطة، واما بمحاصرة مقره وطرده للخارج. وحسب الوزير الاسرائيلي فان طرد عرفات قد يساعد في بلورة الاصلاحات التي ينادي بها شارون والتي يؤيدها الرئيس الاميركي جورج بوش. اما الصورة الثالثة لردة الفعل الاسرائيلي يشير اليها بن يشاي وعدد من المراقبين العسكريين الإسرائيليين وتقضي بان لا تقوم حكومة شارون بالرد على العملية وبدلا من ذلك تستغل ما جرى في تسجيل نقاط في الساحة الدولية وتهيئة الرأي العام الدولي لتقبل فكرة اجتياح غزة وطرد عرفات وفي حال حدثت عملية فدائية اخرى تقوم اسرائيل بالخطوتين معا: حملة عسكرية في قطاع غزة الى جانب طرد عرفات. ويذكر ان رئيس اركان جيش الاحتلال شاؤول موفاز اكد اول امس انه في حال استؤنفت ما سماها بـ«العمليات الارهابية»، فان الجيش سيقوم بحملة «اوسع واعمق» من حملة «الجدار الواقي».