إيطاليا مترددة واليونان ترفض استقبال الفلسطينيين المحاصرين في كنيسة المهد

TT

صرح جيانفرانكو فيني نائب رئيس الوزراء الايطالي امس بانه على الولايات المتحدة ان تحسم مع الاتحاد الاوروبي الدولة التي سيتعين عليها استقبال الفلسطينيين الذين يحتمون في كنيسة المهد في بيت لحم. وعرقلت ايطاليا اتفاقا امكن التوصل اليه بوساطة اميركية جزئية يستهدف انهاء حصار الجيش الاسرائيلي المستمر منذ 37ِ يوما للكنيسة، متعللة بانها لم تبلغ باي خطط لترحيل 13 فلسطينيا في الكنيسة الى اراضيها. وصرح فيني بانه يعارض استقبال اي نشطاء فلسطينيين لكنه ترك الباب مفتوحا امام امكانية التوصل الى حل وسط. وقال في مقابلة مع صحيفة «لاستامبا» الايطالية اليومية «اريد ان اكون واضحا واقول ان ذلك القرار لا يمكن ان يكون قرارا يخص ايطاليا وحدها، ايطاليا مستعدة لان تقوم بدورها لكن في اطار اوروبي». واضاف «انطباعي الشخصي انهم لن يجيئوا قط الى ايطاليا، اعارض ذلك لانه اذا استقبلنا 13 فلسطينيا فاننا نعرض البلاد لمخاطر قاتلة». والاتفاق على انهاء المواجهة في كنيسة المهد ببيت لحم معلق على العثور على دولة مستعدة لاستقبال 13 مسلحا فلسطينيا على قائمة المطلوبين في اسرائيل. وتحدث وزير الخارجية الاميركي كولن باول مرتين اول من امس الى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في محاولة لاقناعه بقبول الفلسطينيين المنفيين لكن مسؤولين قالوا انه فشل في مهمته. واعرب مسؤولون ايطاليون، من بينهم فيني عن مخاوفهم من ان وجود الفلسطينيين قد يجعل ايطاليا هدفا لهجمات جماعات مسلحة من الشرق الاوسط على غرار ما حدث في الثمانينات، لكن السياسي الايطالي المخضرم فرانسيسكو كوسيغ الذي رأس ايطاليا خلال الفترة من عام 1985 وحتى عام 1992 رفض تلك المخاوف، قائلا انه لا ينبغي لايطاليا ان تقوض الاتفاق. وقال في مقابلة مع صحيفة الميساجيرو «نصحت برلسكوني بقبول العرض، فالمساهمة في تلك العملية قد تضمن لنا امنا قويا». واضاف شارحا «باستقبالنا 13 فلسطينيا نحن نبعدهم عن القمع الاسرائيلي ونقلل مخاطر حدوث هجمات ارهابيين اسلاميين في ايطاليا». وقال نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب امبرتو رانييري (الديمقراطيون اليساريون) «ان المشكلة يمكن ان تحل فقط في اطار مبادرة مشتركة من الاتحاد الاوروبي وانني مقتنع بانه في هذه الحالة ستشارك فيها ايطاليا». واعلنت اليونان امس رفضها استقبال الفلسطينيين اذا ما طلب منها ذلك. وقال بانوس بجليتيس المتحدث باسم السفارة اليونانية للصحافيين «اليونان لن تقبل استقبال الفلسطينيين المحاصرين في كنيسة المهد. لم يطلب ذلك منا بصورة رسمية او غير رسمية». واكدت اليونان على لسان بانيوتيس بيغليدس الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية اليونانية اول من امس بشكل قاطع انها لن تستقبل فلسطينيين من المحتجزين داخل كنيسة المهد في بيت لحم. واضاف بيغليدس في بيان صحافي امس في مقر الخارجية اليونانية ان بلاده ستستأنف جهودها في الوساطة لحل المشكلة، وقال «لكن ذلك لا يعني ان اليونان ستقبل المحتجزين على اراضيها».

ودعا الفاتيكان الى التضامن من اجل رفع الحصار عن كنيسة المهد حيث وجه روجيه اتشيغاراي نداء امس للتضامن بهدف رفع «العقبة الاخيرة» التي تحول دون رفع الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على كنيسة المهد، وشدد موفد البابا يوحنا بولس الثاني الى القدس التي عاد منها الاثنين في تصريح نشرته الفاتيكان «في هذه الساعة بالذات وفي وقت بلغت فيه المفاوضات خط النهاية حالت عقبة اخيرة دون التوصل الى الحل المنشود من قبل الجميع». وقال الكاردينال اتشيغاراي ان «احدا لا يمكنه ان يبقى مكتوف اليدين في الوقت الذي يجب فيه ان تتشابك كل الايدي لتشكيل سلسلة تضامن طويلة تمتد من الشرق الى الغرب». واشار الى «الوضع الماساوي الذي لا يطاق الذي تمر به كنيسة المهد منذ اكثر من شهر»، موضحا ان هذا الوضع «هو في صلب اهتمامات الجميع بسبب الطابع الرمزي لهذا المكان المقدس ولانه يشكل اختبارا لارادة قادة الشعبين المشتركة للتوصل الى سلام فعلي في كل الارض المقدسة».