ناجون من حادث طائرة «مصر للطيران» في تونس يروون لـ«الشرق الأوسط» التجربة المروعة

مصور محمد الدرة: لا أصدق نجاتي * رئيس المضيفين: لحظة الارتطام كانت أشبه بالزلزال

TT

وصف عدد من الناجين من حادث طائرة «مصر للطيران» التي تحطمت اول من امس فوق مرتفعات النحلي بتونس ارتطام الطائرة بأنه يشبه الزلزال.

وقال رئيس طاقم المضيفين محمد امين عبد العزير لـ«الشرق الأوسط» وهو يرقد على سرير مستشفى مدينة أريانة ان الاجواء المناخية اثناء الهبوط كانت قاسية جدا والرؤية منعدمة، وان قائد الطائرة اشرف عبد العال ابلغه ان الجو في تونس سيئ للغاية، وانه سيستعد للهبوط «وعليك تهيئة المسافرين دون ضجيج وبهدوء». واضاف عبد العزيز «قمت بهذه المهمة وطلبت من المسافرين ربط احزمتهم بشكل جيد وأخذ نفس عميق والاحتفاظ به في صدورهم للتخفيف من المطبات الهوائية التي نمر بها، وان يسندوا ظهورهم بشكل جيد الى المقاعد لامتصاص اية صدمة قوية تحدث».

واضاف عبد العزيز الذي اصيب بكسور في صدره «عندما ارتطمت الطائرة خيل لنا كأن زلزالا قد حدث، فقد تناثرت الطائرة الى قطع صغيرة وطارت المقاعد في جهة والجزء الأمامي في جهة والجزء الخلفي في جهة». وتابع «وفور استقرارنا على سطح الارض لم اصدق انني على قيد الحياة وشاهدت عددا من الركاب في الجزء الاول من الطائرة يحاولون الخروج فيما كان بقي الركاب موجودين في الجزء الثاني من الطائرة الذي كان مغلقا عليهم».

وقال عبد العزيز بانه لحظة خروجه من الطائرة سأل عن قائدها أشرف عبد العال ومساعده خالد عودة «فاتضح لي في ما بعد انهما كانا في كابينة القيادة المنغرسة في الوحل». وتابع حديثه وهو في حالة تأثر شديد قائلا انه طلب من بعض الركاب الذين كانوا على قيد الحياة محاولة كسر زجاج كابينة القيادة.

اما الصحافي الفلسطيني طلال ابو رحمة الذي ذاع صيته بعد تصويره لعملية اغتيال الطفل محمد الدرة من قبل الجنود الاسرائىليين وكان من بين الناجين من الحادث، فقال لـ«الشرق الأوسط» التي زارته في احد مستشفيات ضواحي العاصمة تونس، انه غير مصدق بنجاته من هذا الحادث، وانه بالرغم من تعرضه للموت حوالي عشر مرات الا ان هذه الحادثة ستبقى عالقة في ذهنه طوال حياته، على غرار حادثة قتل محمد الدرة. واضاف طلال ابو رحمة الذي اصيب في رقبته بشرخ، انه شعر لاول مرة بهزة في الطائرة تبعها طلب من الطيار بربط الاحزمة وهو يطمئن الركاب بأن ما يحدث عادي بسبب المطبات الهوائية، ثم سمع صوت عجلات الطائرة وهي تنزل فيما بدا القلق باديا على الركاب «وفجأة شعرت وكأن الطائرة ترتطم اكثر من مرة وتنشطر الى نصفين». وكان ابو رحمة في الجزء الاول الذي شاهد منه الضوء وبدأ في التحرك الى الخارج ليجد نفسه بصحبة الراكب عبد الكريم الحيزاوي الاستاذ في معهد الصحافة بتونس، الا انه وجد امرأة ومعها اطفال في حاجة الى المساعدة فحمل احد الاطفال وساعد ايضا في اخلاء عدد من الركاب. وقال طلال ابو رحمة انه سمع امرأة اخرى تصرخ وكانت في الجزء الثاني من الطائرة وطلب منها الصمود لحين وصول فرق الانقاذ.

وعلم ان المواطن السعودي صالح ملائكة اصيب اصابة طفيفة وغادر المستشفى بعد تلقي العلاج ليقيم بأحد فنادق العاصمة التونسية. كما علمت «الشرق الأوسط» ان من بين الضحايا شاب تونسي وزوجته وكانا عائدين من قضاء شهر العسل في مصر. وعلم ايضا ان طفلا رضيعا يبلغ من العمر شهرين كان السبب في نجاة امه واخيه اللذين كانا في مؤخرة الطائرة، اذ فلت من يد امه ليتدحرج الى مقدمة الطائرة فاندفعت هي وراءه مع طفلها الثاني لتجد نفسها في الجزء الاول من الطائرة الذي نجا اغلب ركابه. وقالت نرجس حدادا وهي تونسية متزوجة من مصري من على سرير المستشفى حيث تتماثل للشفاء من اصابات طفيفة «شعرنا باهتزازات وقال لنا احد افراد الطاقم ان السبب هو مطب هوائي. وفجأة اصطدمت الطائرة بالارض ووجدت نفسي انا وطفلي وسط الحطام». واضافت «قمت بتخليص نفسي وطفلي من خلال التسلل من فتحة في الطائرة ووجدنا انفسنا على حشائش تل». وقال حسام مرتضى وهو مهندس مصري عمره 42 عاما يعمل بشركة اسمنت «لم نحصل على تحذير مبكر بأن كارثة قادمة». واضاف «وعندما احسسنا بمطب جوي قال قائد الطائرة بهدوء: خذوا نفسا عميقا ثم اصطدمت الطائرة بالارض وانشطرت الى جزءين». وقال «نحن الذين كنا في المقدمة تمكنا من الخروج من الحطام بسهولة. ومعظم الموتى والجرحى كانوا يجلسون في الجزء الخلفي».