عرب بلجيكا غاضبون لمأساة الأسرة المغربية

اتهام شرطة بروكسل بالتقصير مما أتاح لمتطرف يميني بقتل عربي وزوجته

TT

ساد الحزن والغضب اوساط الجاليات العربية والاسلامية بصفة عامة والمغربية بصفة خاصة في بلجيكا امس في اعقاب الحادث المأساوي الذي وقع أول من امس في منطقة ستاربيك احد احياء العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي تعيش فيها اعداد كبيرة من العرب وخاصة المغاربة حيث قتل رجل مغربي (47 عاما) وزوجته، واصيب اطفاله الاربعة باصابات مختلفة احدهم حالته سيئـة ويخضعون الآن للعلاج بالمستشفى، في اعتداء لعجوز يميني متطرف اطلق عليهم الرصاص أول من امس.

وعقب الحادث انتقلت «الشرق الأوسط» الى الموقع حيث تجمع المواطنون العرب في الشوارع والمقاهي والمساجد، والكل كان يشعر بالحزن لما حدث للعائلة المغربية التي كانت تتمتع بسمعة طيبة، واستنكر العرب الحادث. وقال احدهم «ان الحكومة ما زالت تعاملنا على اننا مواطنون من الدرجة الثالثة».

والتقى رئيس البلدية برلنارد كليرفايت وعدد آخر من المسؤولين في الحي بالمواطنين العرب بالقرب من موقع الحادث الذي وصفه رئيس البلدية بأنه «مؤسف للغاية». واضاف ردا على اتهام من احد المواطنين بأن الحكومة كانت تعلم ان مرتكب الحادث يميني متطرف، ولم تفعل شيئا لحماية جيرانه، بل تنتظر حتى وقوع الكارثة تم تتدخل: «نعم كنا نعلم ان البلجيكي العجوز متطرف، ولديه افكار متطرفة، ولكن لا نستطيع ان نقوم بحبسه معاقبة له على افكاره، وهناك اشخاص آخرون يحملون نفس الافكار، ويعيشون في كل شارع داخل المدن البلجيكية، ولكن اعلم جيدا انهم لا يفكرون في القيام بمثل هذا العمل الذي لم يكن احد منا يتوقعه».

ولم يكن الرد كافيا حيث شهدت المنطقة عقب الحادث وحتى الساعات الاولى من صباح امس مصادمات بين المواطنين ورجال الشرطة الذين القوا القبض على عدد من الصبية واطلق سراح بعضهم لصغر سنهم.

وهناك قناعة تامة لدى بعض المواطنين من اصول مغاربية بأن الشرطة لم تقم بواجبها لمنع وقع الحادث وحماية الاجانب، فضلا عن وصولها متأخرة لموقع الحادث، وهذا ما اكدته شاهدة عيان تعيش في المنزل المجاور لمنزل الضحايا حيث قالت «سمعنا صوت اطلاق الرصاص، وقمنا بابلاغ الشرطة التي وصلت بعد 12 دقيقة، كانت كافية للجاني لاتمام جريمته، ووصلت سيارة واحدة فيها رجلا شرطة تعرضا لاطلاق الرصاص من الجاني واختبآ خلف سيارتهما واتصلا بالاسلكي لطلب مزيد من رجال الشرطة».

واكد شاهد عيان ان الأهالي هم الذين تدخلوا على الفور، وان الجاني انتحر وليس صحيحا ان رجال الشرطة قتلوه.

وادى المواطنون المغاربة امس صلاة الغائب على روحي الضحيتين وتم التحفظ على جثتيهما من جانب السفارة المغربية تمهيدا لدفنهما في المغرب.

وابرزت الصحف البلجيكية الحادث امس ونقلت عن الطفل الصغير ياسين (10 سنوات) قوله: «بابا مات وأمي ماتت.. ذهبت اليها وهي على الارض ووجدت ثقبا في ظهرها، ولا تتنفس وبعد ذلك اخذت في الصراخ أنا وأخوتي نطلب النجدة واستطاعت شقيقتي الكبرى (19 عاما) ان تقفز من النافذة وهي تصرخ الحقونا ـ الحقونا».