وفاة ممثل جبهة البوليساريو بلندن في ظروف غامضة

TT

علمت «الشرق الأوسط» من عناصر قيادية سابقة في جبهة البوليساريو، عادت أخيرا الى المغرب، أن محمد فاضل البشير اسماعيل، ممثل الجبهة في بريطانيا، توفي ليلة السبت الماضي في لندن في ظروف لا تزال غامضة. ومن جهته، أكد ابراهيم بلالي شقيق المتوفى وفاة أخيه. وقال ان الوفاة كانت مفاجئة ولا يزال يلفها الغموض. وذكر بلالي الذي يعيش في مدينة العيون (كبرى حواضر الصحراء الغربية) مع والد ووالدة المتوفى، لـ«الشرق الأوسط» ان شقيقه وجد ميتا بمكتبه في لندن يوم عودته من مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غرب الجزائر) التي قضى فيها 12 يوما رفقة قافلة بريطانية للتضامن مع الصحراويين. وقال بلالي ان الاسرة لا تزال تنتظر نتائج التحقيق في الوفاة، ولم يستبعد بلالي فرضية تعرض اخيه لمحاولة اغتيال، بيد انه لم يشر بأصبع الاتهام الى اية جهة.

وأضاف بلالي قائلا: «التأويلات الآن كثيرة، وتبني اية فرضية سيكون اجحافا من قبلنا قبل ان تظهر نتائج التحقيق». وأوضح ان أخا له يقيم في لاس بالماس بالجزرالخالدات توجه امس الى الجزائر في انتظار وصول جثمان المتوفى للاطلاع على نتائج التحقيق في الوفاة.

وحسب عبد الله الغيلاني وزير الصحة السابق في جبهة «البوليساريو» الذي عاد أخيرا الى المغرب، والذي سبق له ان التقى فاضل اسماعيل قبل ثلاثة اشهر في لاس بالماس، فان هذا الاخير كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يكن يشتكي من اي مرض. ونفى الغيلاني، الذي شغل منصب وزير الصحة في الجبهة عام 1989 مدة سنة، لـ«الشرق الأوسط»، ان يكون لفاضل اي ملف صحي في ما سبق.

ومحمد فاضل بشير اسماعيل (53 سنة)، اب لستة اطفال، وتابع دراسته بالمغرب في كلية الاقتصاد التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، والتحق بصفوف الجبهة عبر الجزائر عام 1976، وهو ينتمي الى قبيلة ازركيين شتوكة السويح. وعرف دائما بتمرده على قيادة جبهة البوليساريو، ولذلك كان دائما يبعد لشغل مناصب خارج معسكراتها. وسبق له أن تولى منصب ممثل الجبهة في اديس ابابا (اثيوبيا)، وفي باريس واخيرا في لندن، وشغل ايضا منصب وزير الاعلام لمدة سنة واحدة، عام .1989 وما بين سنتي 1986 و1988 شغل منصب مدير ديوان زعيم الجبهة محمد عبد العزيز، ولذلك فهو يعرف الكثير من المعلومات الخاصة عن الجبهة. وكان يوصف بكونه من بين ابرز اطر جبهة البوليساريو. بيد ان تشدده في مواقفه المخالفة لقيادته جعل منه عنصرا مغضوبا عليه. وحسب معلومات خاصة استقتها «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من الجبهة فان فاضل عارض بقوة اقتراح تقسيم الصحراء الغربية الذي طرحته الجزائر الى ذلك، تعذر الحصول على مزيد من التفاصيل حول وفاة فاضل من مكتب الجبهة في لندن، فقد اتصلت «الشرق الأوسط» هاتفيا بالمكتب بيد انها لم تجد الا «المجيب الالي». كما تم الاتصال بالسفارة الجزائرية، حيث اكتفى مصدر فيها بالقول إنه سمع بخبر وفاة فاضل، لكنه لم يؤكد أو ينفي الخبر، ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

وفي سياق ذلك، علمت «الشرق الأوسط» ان الصديق ماء العينين ممثل جبهة البوليساريو في الجزائر، ووزير خارجيتها السابق، حل بالعاصمة البريطانية بعد وفاة فاضل، لمرافقة جثته الى الجزائر.