وزير الداخلية اللبناني يتهم مستشارا للحريري بتسريب «خبر خاطئ» ويلوح بملاحقته قضائيا

TT

اعتبر وزير الداخلية اللبناني الياس المر ان «لا خلاف شخصياً بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري حول موضوع الهاتف الخليوي بل هناك وجهتا نظر» معرباً عن اعتقاده انه «لم يعد هناك الكثير من البعد بين الرئيسين». واتهم المر المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة، هاني حمود، بتسريب «خبر خاطئ» عن تهجمه على وزير الاتصالات جان لوي قرداحي وكسر اصبعه. واعلن انه سيعرض الموضوع على مجلس الوزراء، ملوحاً بمقاضاة حمود وملاحقته قانونياً.

وقال المر، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه امس بعد اجتماع خصص للبحث في شؤون السير مع كبار الضباط: «ليست هناك مصلحة في ان يكون هناك خلاف في هذه المرحلة ووضع البلاد الاقتصادي والمالي دقيق وصعب». واضاف: «لا اعتقد ان هناك خلافاً شخصياً بين الرؤساء حول موضوع الهاتف الخليوي، بل وجهتا نظر، الاولى لرئيس الجمهورية رأيناها في الصحف ووجهة نظر اخرى. واعتقد ان اقرب وجهات النظر اليوم ان هناك مصلحة في ان تتسلم الدولة هذا القطاع لانه ملكها ولو انه معطى لشركات لفترة زمنية معينة ... واعتقد ان الرئيسين، في نهاية المطاف، لن يكونا بعيدين عن هذا التوجه، لان لا مصلحة اليوم في ان يذهب قرش واحد من خزينة الدولة».

ورفض المر مقولة ان الخلاف هو على تقاسم الحصص، قائلاً: «حتى يكون هناك تقاسم يجب ان يكون هناك فريق يطالب بحقه من فريق آخر، بينما رئيس الجمهورية يقول ان الدولة يجب ان تتسلم هذا القطاع وتضع يدها عليه ومن ثم ترى اين مصلحتها».

وعلق المر على ما تردد عن خلافه والوزير قرداحي فقال: «المؤسف ان هذا الخبر تسرب في احدى الصحف. وقد سربه مستشار رئيس الحكومة الاعلامي هاني حمود. وانا متأكد ان هذا تم من دون علم الرئيس الحريري». واضاف: «لا اعتقد ان هناك مصلحة في ان يورط مستشار رئيس الحكومة في كلام ليس دقيقاً او صحيحاً. وانا لن اتراشق في الاعلام بهذا الموضوع، بل سأطرحه على طاولة مجلس الوزراء امام 30 وزيراً ورئيسي الجمهورية والحكومة واسأل: لماذا جرى هذا الشيء؟ وبعدها هناك نيابة عامة وقانون ولي كل الحق في ان اطالب بحقي وحق غيري عندما يكون هناك خبر مدسوس».

واكد المر ان لا خلاف شخصياً بينه وبين رئيس الحكومة. وقال: «على العكس كان الجو ممتازاً. واعتقد ان مستشاره الاعلامي تسرع وتصرف وورطه. وعندما سيعود الرئيس الحريري (من ماليزيا) سنضع النقاط على الحروف امام مجلس الوزراء وينتهي الموضوع».

ونفى المر ما ذكرته الصحيفة الني نشرت خبر الخلاف مع قرداحي من انه اتهم الاخير بتمكين نزار دلول (نجل النائب محسن دلول حليف الرئيس الحريري) من شراء اسهم في شركة «ليبانسيل» للهاتف الخليوي بحيث اصبح يمتلك غالبية اسهمها بدلاً من شقيقه زياد المدعوم من المر. وقال: «انا لا اعرف زياد دلول. وانا ارفض ظلم الناس بهذه الطريقة. وهذه ليست اول مرة يفعلها مستشار الرئيس الحريري، ففي الفترة الماضية رمى في الاعلام الاجنبي انني ضد اتلاف الزراعات الممنوعة وغيري مع اتلافها». واضاف: «اعتقد اذا كان هناك شخص يجر رئيس الحكومة اكثر من مرة الى مواقف كهذه فمن المفترض ان يحاسب، على رغم ان رئيس الحكومة يقول لي انه ضد هذا الشيء وليس له علم به».

وعما اذا كان يعتقد ان الخلاف الرئاسي سيؤدي الى تغيير حكومي، قال المر: «ليس هناك خلاف حكومي هناك اختلاف في وجهات النظر وهناك مؤسسة مجلس الوزراء يطرح الموضوع امامها وتحل المسألة بالطرق الدستورية». واضاف: «اعتقد انه لم يعد هناك الكثير من البعد بين الرئيسين في وجهة النظر القائلة ان الدولة يجب ان تتسلم. من هنا ارى اننا قادمون على حل وليس على مشكلة».