الحريري ينهي اليوم زيارته لماليزيا وينوه بتأييد مهاتير للقضايا العربية

TT

اكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ان لا سلام في المنطقة اذا لم تنسحب اسرائيل من الاراضي اللبنانية والسورية. وقال: «اننا ننتظر نتائج الجهود الاميركية لدفع اسرائيل الى احترام القانون الدولي».

ينهي الحريري زيارته لماليزيا اليوم وينتقل منها الى إسلام اباد للقاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف لتهنئته باعادة انتخابه رئيساً لباكستان لمدة خمس سنوات ثم يعود بعدها الى بيروت.

وكان الحريري قد اجرى امس محادثات مع نظيره الماليزي مهاتير محمد. وافاد بيان اصدره المكتب الاعلامي للحريري ان البحث «تناول الوضع في الشرق الاوسط وتدعيم العلاقات بين لبنان وماليزيا».

ووصف الحريري في حديث ادلى به في كوالامبور، نظيره الماليزي بأنه «رجل سلام وزعيم مسلم وصديق للعالم العربي دعم على الدوام القضية المحقة للشعب الفلسطيني والحقوق العربية».

ورداً على سؤال حول الاستثمارات الماليزية المحتملة في لبنان، قال الحريري: «يوفر لبنان فرصاً عديدة للمستثمرين وخصوصاً في الوقت الحاضر مع اطلاق الحكومة برنامجاً واسعاً للخصخصة في قطاعات مهمة مثل الاتصالات والكهرباء والمياه والتبغ وغيرها. كانت هناك محاولات سابقة من مستثمرين ماليزيين، واليوم ماليزيا ليست في حال جيدة فحسب، بل انها باتت نموذجاً للمنطقة برمتها لناحية التقدم. ولا يمكن للمستثمرين الماليزيين ان يجدوا سوقاً افضل من السوق اللبنانية».

ورداً على سؤال حول الوضع في الشرق الأوسط، قال الحريري: « عندما شن شارون حربه على الفلسطينيين، فانه لم يدمر بناهم التحتية ومدنهم ومخيماتهم على رؤوس العائلات القاطنة فيها فحسب، لكنه، وهذا الاهم، دمر فكرة السلام وفلسفة السلام. هناك حاجة الآن لشيء كبير بالحجم نفسه لما دمرته اسرائيل من اجل اعادة الثقة بين الاطراف والايمان بفكرة السلام.» واضاف:« في عقل كل عربي الآن سؤال ما اذا كان هناك شريك اسرائيلي للسلام. فشارون ليس رجل سلام، بل رجل حرب».

وسئل الحريري عن رأيه في مسألة الارهاب، فأجاب: «نحن ضد الارهاب. وكان لبنان ضحية الارهاب لاعوام طويلة خلال الحرب. ان الارهاب يتنافى مع ديننا وقيمنا وكل ما نؤمن به كمسلمين. لسوء الحظ، فان اسرائيل تستخدم الحرب ضد الارهاب لتدفع اجندتها قدما. وهي تحاول استخدام الولايات المتحدة في هذه العملية».

وحول الغاء لجنة تقصي الحقائق عما حصل في مخيم جنين، قال الرئيس الحريري: «نحن نأسف ايضاً لقرار الامم المتحدة الغاء بعثة تقصي الحقائق ونعتبره تطوراً خطيراً جداً وسابقة للمجتمع الدولي. ما يقوله هذا القرار لبقية العالم هو ان التعنت يكافأ وان هناك مقاييس مختلفة بحسب البلدان. وهذا يثبت ان اسرائيل تنفذ حرفياً بالجرائم التي ترتكبها وتحت عيون العالم بأسره، كما ان ذلك يقوض نفوذ الامم المتحدة ومهمتها. واذا لم يجر شيء لعكس الموقف ومحاسبة اسرائيل فإن اي بلد في العالم لن يحترم ارادة المجتمع الدولي بعد اليوم وسوف نعيش في شريعة الغاب، عوضاً عن شريعة القانون». ومن جهته اعلن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بعد محادثاته مع نظيره اللبناني ان لبنان دعا ماليزيا الى المشاركة في برنامج الخصخصة الذي اطلقته حكومته وخصوصاً في قطاعي الاتصالات وبناء الفنادق. وقال: «ان المستثمرين الماليزيين الذين اوقفتهم ازمة جنوب شرقي آسيا عام 1997 عن الاستثمار في لبنان سيتوجهون مجدداً اليه». ولاحظ «ان الصناعة الفندقية والسياحية تسجل نمواً في لبنان بعد حادثة 11 سبتمبر (ايلول) التي دفعت مزيداً من العرب الى لبنان للسياحة». واكد رئيس وزراء ماليزيا «ان لبنان يمكنه ان يشكل مركز توزيع للمنتجات والسلع الماليزية نحو الدول المجاورة» مضيفا: «لديهم علاقة جيدة مع سورية ومع العراق ايضاً. ونحن ندرس هذه الامكانات».