وزير العدل البرازيلي يستجوب بنفسه مصريا تطالب القاهرة باسترداده

TT

استجوب وزير العدل البرازيلي اول من امس، مصريا اعتقل في منتصف مايو (أيار) الماضي بمدينة فوز دو إيغواسّو، القريبة من حدود البرازيل مع الباراغواي، وهو محمد علي أبو العز المهدي ابراهيم سليمان، البالغ عمره 35 سنة، وفق ما علمته «الشرق الأوسط» من بيان أمني برازيلي. وكان رجال من جهاز مكافحة الارهاب في البرازيل اعتقلوا أبو العز، المتزوج من طبيبة الأسنان البرازيلية، روكايا ماناه، وله منها ابنة وحيدة عمرها 3 سنوات، لدى خروجه من منزله في منطقة قرب «جسر الصداقة» الفاصل فوق نهر «بارانا» بين البلدين، أي عند حدود مثلثة تشارك فيها الأرجنتين أيضا، حيث يقيم أكثر من 25 ألف مغترب ومتحدر عربي، منهم 23 ألفا من لبنان على الأقل.

وانتدب وزير العدل البرازيلي، كارلوس فيللوسو، نفسه شخصيا لدراسة ملف أبو العز، فاستجوبه اول من امس طوال ساعة، نفى خلالها أن يكون له أي ضلع بعمليات ارهابية، وقال إن حالته المادية المتواضعة «أكبر دليل على أنني لست ارهابيا، فالارهابيون يملكون المال عادة». وفق تعبيره وهو يحاول اقناع الوزير بأنه ليس الا ضحية اضطهاد ديني «فقد بدوأ يلاحقونني بعد أن اعتنقت الاسلام في مصر، ولأني خشيت على حياتي هناك، فقد غادرت الى البرازيل بعد أن أمضيت فترة في السعودية والباراغواي» كما قال.

وفي حيثيات أرسلها القضاء المصري منذ شهرين لنظيره البرازيلي للمطالبة بأبو العز، أنه متهم بالمشاركة في منظمات ارهابية وبعمليات قتل وحمل سلاح غير مرخص ومتفجرات، وكذلك المشاركة في 1994 بمجزرة الأقصر التي ذهب ضحيتها 61 قتيلا من السياح، معظمهم سويسريون، وهو ما نفاه أبو العز، الذي كان سجينا في 1999 طوال 4 أشهر بفوز دو ايغواسّو، عن مشاركته بعمليات تهريب بضائع والكترونيات منزلية عبر الحدود مع دول الجوار لصالح متجر شارك في ملكيته مع مهاجر آخر بمدينة فلوريانوبوليس، عاصمة ولاية سنتا كتارينا، بجنوب البرازيل، ومن زجه وراء القضبان ذلك الوقت وصل اسمه للقاهرة، التي علمت بوجوده هناك، فأسرعت منذ عامين تعد ملف المطالبة بتسليمه.

وكانت الشرطة قد نقلت أبو العز بعد اعتقاله الى برازيليا، عاصمة البرازيل، بعد شائعات عن امكانية ارتباطه بتنظيم «القاعدة» في أفغانستان، لأن رجالها اكتشفوا في منزله بعد اعتقاله صورة لشلالات «فوز دو إيغواسّو» الشهيرة بجوار المدينة التي يقيم فيها، واتضح أنها نفسها، وبالمقاس ذاته، لصورة عن الشلالات عثر عليها صحافي أميركي قبل 6 أشهر وهي معلقة على جدار بيت كان يقيم فيه مقاتلون من «القاعدة» في كابل. الا أن أبو العز أكد أنه لم يكن يعرف أحدا في افغانستان، ولا زارها في حياته أيضا.

وكانت «الشرق الأوسط» قد اتصلت بالمدير العام لشرطة فوز دو إيغواسو، الكولونيل جواكيم مسكيتا، وسألته المزيد عن أبو العز، المعتبر ثاني مصري يتم اعتقاله بالتهمة نفسها، بعد اعتقال مواطنه محمد سعيد مخلص بأوائل 1999 في بلدة تقع على الحدود مع البرازيل والأوروغواي، حيث ما زال سجينا بمونتيفيديو ينتظر الترحيل لمصر أيضا، فقال مسكيتا إن شرطة البرازيل كانت تملك المعلومات عن أبو العز منذ بدأت ترصده وتراقبه قبل عامين، الا أن وصول الملف المصري عنه عزز الشبهات أكثر، وكذلك عززتها الصورة المكتشفة بكابل للشلالات، مضيفا أنه لو كان حاصلا على الجنسية البرازيلية «وهو كان سيحصل عليها بعد شهرين لولا اعتقاله» لما فكرت البرازيل بتسليمه الى مصر. =