كراتشي: انتحاري يفجر حافلة للقوات البحرية ويقتل 11 خبيرا عسكريا فرنسيا و3 باكستانيين

إسلام آباد تلمح إلى مسؤولية الهند ولا تستبعد تورط جماعات أصولية معادية للغرب

TT

قالت الشرطة الباكستانية إن 14 شخصا (11فرنسيا و3 باكستانيين) قتلوا في انفجار حافلة أمام أحد الفنادق الفخمة في كراتشي، كما أصيب نحو 34 آخرين بجروح من بينهم 16 فرنسيا. واضافت ان الانفجار الذي مزق الحافلة إلى أشلاء حوالي الساعة الثامنة صباح امس بالتوقيت المحلي أحدث حفرة عميقة في المكان وأدى إلى تناثر زجاج نوافذ فندق شيراتون.

وقالت الشرطة ان عددا من الفرنسيين القتلى يعملون في قطاع البناء. واوضحت أن انتحاريا اقتحم الحافلة التابعة للبحرية الباكستانية أمام الفندق. وقال الرئيس الاقليمي للشرطة سعيد كمال ان 4 باكستانيين من بين القتلى. واشارت الشرطة الى انه من المحتمل أن تكون له علاقة بانفجارات شهدتها كراتشي في الأيام القليلة الماضية. ووقع الانفجار في حي راق بضواحي كراتشي توجد فيها عدة فنادق دولية. ووصف شهود عيان الحادث بأنه كان مرعبا. وقال ضابط الشرطة منير الشيخ: «إن دوي الانفجار كان قويا بحيث أعتقد أننا سمعناه من مسافة عشرة كيلومترات». واضاف: «لقد كنت واقفا في الشارع حين سمعت الانفجار الذي كان قويا ومثيرا للهلع». وجاء الانفجار بعدما تلقى المواطنون الغربيون في باكستان تحذيرات من احتمال التعرض لهجمات جماعات اصولية معارضة لتعاون الرئيس برويز مشرف مع الغرب في الحرب الدائرة في أفغانستان ضد بقايا حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وكانت كراتشي قد شهدت في الأيام القليلة الماضية عدة تفجيرات أعقبت قتل عضو من (الحركة القومية المتحدة) التي تمثل الناطقين باللغة الأردية الذين هاجروا من الهند بعد انفصال باكستان عام 1947. واوضحت الشرطة ان الانفجار استهدف حافلة تابعة للبحرية الباكستانية. واضافت: «ان الاعتداء اوقع ايضا 22 جريحا بينهم 18 فرنسيا حين صدمت سيارة مفخخة حافلة تابعة للبحرية الباكستانية كانت تنقل الموظفين الفرنسيين في مديرية بناء السفن.

وفي باريس قالت وزارة الدفاع الفرنسية ان الفرنسيين الذين قتلوا في الانفجار كانوا يساعدون باكستان على بناء غواصة. واوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية جان فرنسوا بورو ان الخبراء الفرنسيين لا يقيمون بصفة دائمة في كراتشي بل كانوا في مهمة محددة يشارك فيها نحو 30 خبيرا للمساعدة على بناء باكستان غواصة ثانية من طراز «اجوستا». واوضح ان الحافلة التي تعرضت للهجوم «كانت تسلك يوميا طريقا مغايرا منذ احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي».

وكانت باكستان قد وقعت في 21 سبتمبر عام 1994 مع مديرية بناء السفن التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية، عقدا لبناء ثلاث غواصات هجومية تقليدية من طراز «اجوستا 90 ـ بي» في اطار عملية نقل تكنولوجيا، تبلغ قيمته الاجمالية 5.4 مليار فرنك فرنسي (قرابة 750 مليون دولار).

والغواصة «اجوستا 90 ـ بي» مخصصة للتصدير، وهي نسخة محدثة للغواصة «اجوستا» مع اداء افضل (انظمة قتالية وعمق في الغوص وطاقم مخفض الى 36 شخصا). وتستخدم هذه الغواصات التي تعمل بالدفع العادي في الهجمات وفي مراقبة السواحل.

وسلمت الغواصة الاولى التي بنيت في فرنسا في حوض شربورج الى باكستان في نهاية عام 1999. اما الغواصتان الاخريان فهما في طور البناء. وينص العقد على ان تبنى اجزاء الغواصة الثانية في فرنسا على ان تجمع في باكستان. اما الغواصة الثالثة فتبنى في احواض كراتشي بالكامل.

وقال سيد كمال شاه رئيس شرطة اقليم السند: «لم تعلن اي جهة مسؤوليتها.. ولا نستبعد تورط تنظيم القاعدة.. شبهاتنا تتجه عبر الحدود.. واشير الى الهند». وتابع: «انه يبدو عملا تخريبيا يأتي في وقت يستأنف فيه النشاط الاقتصادي في كراتشي التي بدأ الاجانب يأتون اليها».

وبدوره قال وزير الاعلام الباكستاني نزار ميمون: «ان الامر يتعلق بوضوح بعمل تخريبي وان الارهابيين ضربوا القدرات الدفاعية لباكستان ومصالحها الاستراتيجية». واضاف ان «المهندسين الفرنسيين كانوا يساعدون زملاءهم الباكستانيين، وهي محاولة واضحة لاخافة اولئك الذين يأتون لتطوير القدرة الدفاعية الباكستانية.. لا يمكن ان يكون ذلك عمل جهة من داخل البلاد».

وستصل صباح اليوم الى كراتشي وزير الدفاع الفرنسي ميشال اليو ـ ماري للتعرف على الظروف الحقيقية التي احاطت بالحادث.

ووصف الرئيس الفرنسي، في بيان قرأه ظهر امس امام الصحافة في باحة قصر الاليزيه هذا العمل الارهابي بانه «جبان ومقيت». واعلن شيراك انه اتصل بمشرف وطلب منه تشديد الحماية للرعايا الفرنسيين العاملين في باكستان من اجل ضمان امنهم كما طالبه بالعثور على الفاعلين واحالتهم الى المحاكم المختصة.

واعاد شيراك تأكيد وعزم فرنسا على «استخدام كل الوسائل من اجل محاربة الارهاب الدولي». ويجيء وصول وزيرة الدفاع الفرنسي الى باكستان بناء على طلب عاجل وملح من الرئيس شيراك شخصيا.

وتعمل مجموعة من المهندسين والفنيين الفرنسيين الذين ينتمون الى ادارة المنشآت البحرية التابعة لوزارة الدفاع على صناعة غواصة باكستانية تنفيذا لعقد دفاعي وقع قبل وصول الجنرال مشرف الى السلطة عن طريق انقلاب عسكري عام 1999.

واعلنت مصادر «ادارة المنشآت البحرية» انها قررت ترحيل من بقي حيا من مهندسيها وفنييها العاملين في حوض بناء السفن التابع للحكومة الباكستانية في كراتشي. وكانت المجموعة تتشكل من 40 شخصا ينتمي غالبيتهم الى مدينة شربورغ الواقعة على المحيط الاطلسي حيث اكبر الاحواض الجافة الفرنسية. واصيب اهالي المدينة بالذهول فيما عمدت مؤسسة بناء السفن الى تشكيل خلية من الاطباء وعلماء النفس لمساعدة العائلات التي فجعت بهذه العملية الارهابية.

وامس، وجه رئيس الاركان الفرنسي الجنرال جان بيار كلش اصابع الاتهام الى منظمة «القاعدة» التي يتزعمها اسامة بن لادن. وقال كلش ردا على سؤال لمحطة اذاعية ان ثمة «امكانية لا يمكن تجاهلها» حول تورط القاعدة في عملية الاعتداء في كراتشي.

ويذكر ان فرنسا شاركت في الحرب الاميركية على طالبان والقاعدة بوسائل امنية وبحرية وجوية.

غير ان الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية نفى ان تكون للسلطات في باريس «اية فكرة» حول منفذي الهجوم لان الوقت «مازال مبكرا» للخوض في هذا الجدل.

وتوجهت امس مجموعة تابعة للادارة العامة للامن الخارجي (المخابرات الخارجية الفرنسية) الى باكستان للمشاركة في التحقيق والتعرف على المعطيات الموجودة بحوزة السلطات الباكستانية، فيما عمدت النيابة العامة في باريس الى فتح تحقيق مواز.

وبحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فان اجراءات امنية مشددة كانت تطبق، منذ الحادي عشر من سبتمبر الماضي، على تنقلات افراد المجموعة بحيث كانت تغير مسارها يوميا في الفندق الى مقر عملها. واعترف الناطق باسم الوزارة ان نقطة الضعف الوحيدة في الاجراءات الامنية كانت تحديدا لدى صعود المجموعة الى الحافلة. وقد وقعت العملية الارهابية عندما كانت المجموعة تتأهب لركوب الحافلة. ونفى جان فرنسوا بيرو ان يكون المهندسون والفنيون الفرنسيون قد تعرضوا لتهديدات سابقة.

واعلنت السفارة الفرنسية في اسلام اباد عن تشديد «التدابير الامنية» المتخذة لضمان امن المواطنين الفرنسيين على كل الاراضي الباكستانية.

.. وقذيفة تستهدف عسكريين أميركيين في جنوب باكستان اسلام اباد ـ وكالات الانباء: قال مصدر باكستاني امس ان قذيفة اصابت اول من امس معهدا يضم عسكريين اميركيين يشاركون مع جنود باكستانيين في عملية مطاردة فارين محتملين من حركة طالبان وتنظيم القاعدة في منطقة ميرانشاه القبلية في شمال باكستان عند الحدود الافغانية. واضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه: «انها القذيفة الثانية في غضون اسبوع، ودمرت جدار معهد التدريب (حيث يقيم العناصر الاميركيون) لكن احدا لم يصب بجروح، بيد ان القذيفة خلفت فجوة بعمق متر عند اسفل الجدار». واوضح ان نحو 14 خبيرا عسكريا اميركيا في الاتصالات يقيمون في هذا المعهد في ولاية وزيرستان.

يذكر ان قذيفة اخرى استهدفت معهد ميرانشاه في 30 الشهر الماضي وسقطت على بعد ثلاثين مترا من المبنى الذي يقيم فيه العسكريون الاميركيون وكذلك قوات باكستانية. وافاد بعض السكان الاسبوع الماضي انهم تلقوا منشورات صادرة عن مجموعة مجهولة باسم «مجاهدو شمال وزيرستان» تهددهم بعواقب وخيمة اذا تعاونوا في العمليات التي يجريها الاميركيون في هذه المنطقة.

وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد اعلن في اواخر الشهر الماضي ان عناصر امن اميركيين يشاركون في عمليات مشتركة تجرى في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان لكنه قلل من اهمية عددهم ودورهم.

الجيش الهندي يقتل 5 انفصاليين كشميريين جامو (الهند) ـ رويترز: قالت الشرطة الهندية امس ان خمسة مسلحين يشتبه انهم من انفصاليي كشمير المسلمين قتلوا في اشتباكات جرت في ولاية جامو وكشمير المضطربة. والولاية الهندية الوحيدة التي تقطنها اغلبية مسلمة هي محور مواجهة عسكرية القائمة بين الهند وباكستان منذ ان حشدتا مليون جندي على حدودهما المشتركة عقب هجوم دموي على برلمان الهند في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، والقت نيودلهي مسؤوليته على جماعات اصولية كشميرية تتخذ من باكستان مقرا لها.

وقال ضابط هندي ان ثلاثة من الانفصاليين قتلوا مساء اول من امس في معركة دارت مع قوات الامن الهندية في مقاطعة بونتش على بعد 255 كيلومترا شمال جامو العاصمة الشتوية للولاية، وفي معركة اخرى مع افراد امن احدى القرى قتل اثنان من مقاتلي جماعة العسكر الطيبة في منطقة دودا على بعد 170 كيلومترا شرق جامو.

وتقاتل اكثر من عشر جماعات كشميرية الحكم الهندي في كشمير، وتقول السلطات الهندية ان نحو 3000 قتيل سقطوا في الصراع المستمر منذ اكثر من 12 عاما.