بن اليعزر يؤكد أن كل الخيارات قائمة بشأن غزة وشارون يبلغ حكومته بأنه حقق إنجازات كبيرة في واشنطن

TT

اتهم وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر وزراء في الحكومة وجنرالات في الجيش بتسريب معلومات حول طابع العملية التي كان الجيش الاسرائيلي ينوي تنفيذها في غزة، الامر الذي افقدها عنصر المفاجأة وسمح لقادة «حماس» وعناصر جهازها العسكري الذين كانوا مستهدفين بشكل خاص في العملية ان يفروا من بيوتهم. وشدد بن اليعزر على ان كل الخيارات مفتوحة امام اسرائيل بشأن مستقبل العمل ضد ما سماها «مراكز الارهاب» في غزة.

وجاءت تصريحات بن اليعزر في وقت جرى فيه تسريح الاحتياط والحديث عن تأجيل الحملة ضد قطاع غزة ردا على عملية ريشون لتسيون جنوب تل أبيب التي قتل فيها اكثر من 16 إسرائيليا وجرح حوالي 40 آخرين الاربعاء الماضي.

واتهم العديد من المعلقين في اسرائيل كلا من رئيس الوزراء ارييل شارون وبن اليعزر بالجبن بسبب الغاء العملية في غزة. وقال اليكس فيشمان المعلق العسكري لصحيفة «يديعوت احرونوت» كبرى الصحف الاسرائيلية ان بن اليعزر وشارون «اصابهما الجبن بسبب غياب الاجماع الوطني» حول العملية ضد غزة. واشار فيشمان الى انه باستثناء رئيس هيئة اركان الجيش شاوول موفاز وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال دورون الموغ فان معظم الجنرالات عارضوا او تحفظوا على العملية على اعتبار انه لا مبرر لها، مشيرين الى انه منذ اندلاع انتفاضة الاقصى لم تستطع أي منظمة فلسطينية تنفيذ أي عملية فدائية في قلب المدن الاسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.

لكن السلطة الفلسطينية حذرت من انه رغم قرار الحكومة الاسرائيلية تأجيل الحملة العسكرية على غزة الا انها لم تلغ هذه الحملة وانها من الممكن ان تحدث في أي وقت. وقال نبيل ابو ردينة المستشار الاعلامي للرئيس ياسر عرفات ان المطلوب من العالم ان يعمل على إلغاء هذه الحملة مطلقا وليس تأجيلها. واشار ابو ردينة الى انه في حال قامت اسرائيل بالهجوم على غزة فان ذلك سيؤدي الى كوارث كبيرة وسيعيد الامور الى نقطة الصفر.

من جانبه كشف شارون النقاب عن انه ابلغ الرئيس الاميركي جورج بوش في ختام زيارته لواشنطن ان الجيش الاسرائيلي بصدد القيام بعمل عسكري محدود في قطاع غزة ردا على عملية ريشون لتسيون. وقال شارون خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية الاسبوعية امس انه حقق انجازات سياسية كبيرة خلال هذه الزيارة، حيث ساد تطابق في وجهات النظر بينه وبين بوش في جميع القضايا التي طرحت في الاجتماع بينهما.

وشدد شارون على ان اهم انجاز للزيارة، كان تبني بوش للمطالب الاسرائيلية بادخال اصلاحات بنيوية على هياكل السلطة بحيث تتجمع الاجهزة الامنية في جهاز واحد، الى جانب فرض رقابة مشددة على اوجه صرف الاموال الواردة لخزينة السلطة. واشار شارون بشكل خاص الى موقف الادارة الاميركية من الرئيس عرفات لا سيما الموقف الذي عبرت عنه المستشارة لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس التي اكدت انه لا يمكن التوصل لتسوية في ظل وجود القيادة الفلسطينية الحالية.

وحول موقفه من اقامة دولة فلسطينية قال شارون ان الحديث عن اقامة دولة فلسطينية حاليا سابق لأوانه، لأنه يتوجب في البداية التركيز على ما سماه بـ«وقف الارهاب» وتطبيق الاصلاحات في مؤسسات السلطة الفلسطينية. ونفى شارون ان تكون لموقفه هذا علاقة بالضغوط التي يمارسها اعضاء في حزبه الليكود لاصدار قرار داخل مركز الحزب للاعلان عن رفض الحزب اقامة دولة فلسطينية الى الغرب من نهر الاردن.

وكشفت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر امس النقاب عن ان الادارة الاميركية حذرت حكومة شارون من ان أي عملية في غزة من شأنها ان تقضي على أي فرصة لادخال اصلاحات بنيوية في هياكل السلطة. واضافت الصحيفة ان ادارة بوش لفتت نظر شارون الى ان أي عمل في غزة من شأنه ان يقضي على فرصة قادة السلطة الاقوياء الذين يراهن عليهم في انجاز الاصلاحات.