عرفات يزور اليوم جنين ونابلس وبيت لحم لأول مرة منذ الحصار على متن طائرة أردنية

TT

قال وزير الاشغال العامة الفلسطينية عزام الاحمد لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيقوم اليوم بزيارة خاطفة الى مدن جنين ونابلس وبيت لحم، وذلك لتفقد الاضرار التي لحقت بمخيم جنين والبلدة القديمة في مدينة نابلس وكنيسة المهد في بيت لحم جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي على مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية.

وهذه اول زيارة يقوم بها الرئيس عرفات الى خارج مدينة رام الله منذ الحصار الذي فرضته عليه في 3 ديسمبر (كانون الاول) الماضي بعد سلسلة من العمليات الفدائية التفجيرية في مدينة القدس وحيفا ادت الى مقتل العشرات من الاسرائيليين وجرح اكثر من 250 اخرين، ومنذ رفع الحصار عنه في مقره في رام الله قبل حوالي الاسبوعين.

واضاف عزام الاحمد عضو المجلس التشريعي عن دائرة جنين الذي سيرافق الرئيس عرفات في جولته التفقدية، ان «الزيارة ستكون خاطفة وسريعة يعود بعدها الرئيس الى مقره في مدينة رام الله». وتابع الاحمد القول ان الرئيس سيتنقل بين هذه المدن الثلاث على متن طائرة هليكوبتر عسكرية تخصصها الحكومة الاردنية له، وان تنسيقاً مع الجانب الاسرائيلي قد تم كما هي العادة في السابق، من اجل القيام بمثل هذه الزيارة.

لكن الاحمد استبعد ان يقوم الرئيس عرفات قريبا بزيارة الى قطاع غزة التي لم يدخلها منذ اكثر من 6 اشهر. وثمة توجه اسرائيلي بمحاصرة عرفات في قطاع غزة في حال الانتقال اليه.

يذكر ان قوات الاحتلال دمرت جميع مقار عرفات في القطاع الى جانب طائراته ومهابطها ردا على العمليات الفدائية المذكورة. وحتى مطار غزة فقد قامت بحرق مدرجه ولم تسمح باعادة بنائه بسبب تواصل اعتداءاتها.

وكانت مدن جنين ونابلس وبيت لحم ومخيماتها هي الاكثر تضررا من بين مدن الضفة خلال ما سمته الحكومة الاسرائيلية بحملة «السور الواقي» للقضاء على المقاومة الفلسطينية. فقد الحقت القوات الغازية دمارا كبيرا في مخيم جنين من خلال تجريف منازل على رؤوس اصحابها وقتلت عشرات الابرياء والمقاتلين واعدمت بدم بارد عددا من المسلحين بعد تسليم انفسهم، الامر الذي استدعى مجلس الامن الدولي الى اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تقصي حقائق في ما ارتكبته قوات الاحتلال من مجازر في المخيم. لكن اسرائيل رفضت استقبال اللجنة مما استدعى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى دعوة مجلس الامن الى حلها.

وتعرضت البلدة القديمة في مدينة نابلس الى دمار مشابه. وكان الاكثر تضررا فيها حي القصبة حيث كانت المقاومة اكثر عنفا، فهدمت العديد من المنازل التي يعود بناؤها الى مئات السنين، على رؤوس اصحابها. واسفر العدوان الاسرائيلي على المدينة الى مقتل ما لا يقل عن 72 شخصا.

اما بيت لحم فقد شهدت حصار قوات الاحتلال لكنيسة المهد اقدس المقدسات المسيحية في العالم لمدة 38 يوما، وانتهى الحصار بعد أن وافقت السلطة الفلسطينية على نفي مؤقت من المحاصرين الـ123، الى قبرص كمحطة اولى قبل توزيعهم على بلدان اوروبية اخرى، وابعاد 26 اخرين الى قطاع غزة. وادى الحصار الى مقتل 8 محاصرين وجرح ما لا يقل عن 20 اخرين.