الأمير عبد الله يصل إلى جدة بعد سلسلة من الزيارات واللقاءات في المغرب وأميركا ومصر

ولي العهد السعودي تباحث أمس مع مبارك قبيل مغادرته شرم الشيخ استكمالا للقمة الثلاثية التي جمعتهما والأسد السبت

TT

وصل الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أمس، إلى مدينة جدة بعد أن أنهى سلسلة من الزيارات واللقاءات في المغرب والولايات المتحدة ومصر. وقبيل مغادرته شرم الشيخ، التقى الأمير عبد الله بن عبد العزيز الرئيس المصري حسنى مبارك، وعقد معه اجتماعا استكملا خلاله ما تم بحثه من موضوعات في اجتماع القمة الثلاثي الذي عقد مساء أول من أمس بمشاركة الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، كما استعرضا آفاق التعاون الثنائي وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

وأقام الرئيس حسني مبارك أمس، حفل غداء تكريما للامير عبد الله بن عبد العزيز حضره رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد والمشير محمد سيد طنطاوي وزير الدفاع، وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد، والوزراء وكبار المسؤولين المصريين من مدنيين وعسكريين. ورافق الرئيس مبارك الأمير عبد الله الى مطار شرم الشيخ، حيث صافح ولي العهد مودعيه وعلى رأسهم الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، والأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع المصري، والوزراء وكبار المسؤولين المصريين من مدنيين وعسكريين، وابراهيم السعد البراهيم سفير السعودية لدى مصر، وأعضاء السفارة السعودية بالقاهرة، فيما صافح الرئيس مبارك أعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد، بعد ذلك عانق الرئيس مبارك الأمير عبد الله متمنيا له ولمرافقيه سفرا سعيدا.

ووصل الأمير عبد الله إلى جدة عصر أمس، حيث ترأس مستقبليه في مطار الملك عبد العزيز، كل من: الأمير مشعل بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الاشغال العامة والاسكان، والأمير عبد الله بن محمد آل سعود، والأمير بدر بن عبد العزيز، والأمير فواز بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير ممدوح بن عبد العزيز رئيس مكتب الدراسات الاستراتيجية، والأمير عبد الاله بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف، والأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وعدد من الامراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

ووصل برفقة الأمير عبد الله بن عبد العزيز، كل من: الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي، والأمير خالد بن فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشارين في ديوان ولي العهد، والنقيب طيار الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير ماجد بن عبد الله بن عبد العزيز، وناصر بن حمد الراجحي رئيس ديوان ولي العهد، وعبد المحسن بن عبد العزيز التويجري المستشار في ديوان ولي العهد، وابراهيم بن عبد الرحمن الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، وخالد بن عبد العزيز التويجري نائب رئيس ديوان ولي العهد السكرتير الخاص، ومحمد بن عبد الرحمن الطبيشي وكيل المراسم الملكية.

الى ذلك، قال وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان الرئيس مبارك والأمير عبد الله بحثا الخطوات المقبلة والتالية لبيان القمة الثلاثية الذي يؤكد على اصرار السعودية ومصر وسورية على العمل من أجل تنفيذ المبادرة العربية والسير في طريق السلام وكان من الطبيعي ان يبحث الزعيمان التحرك والخطط التفصيلية. واضاف ماهر لـ«الشرق الاوسط» حول اللقاء الذي جمعه والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بالاضافة الى نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية ومحمد دحلان مسؤول الامن الوقائي في غزة ان هدف اللقاء هو وضع الجانب الفلسطيني في الصورة حول المحادثات التي جرت بين الزعماء الثلاثة كي ينقلوا الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الصورة وما جرى في هذه القمة. وقال ان المحادثات المصرية ـ السعودية ـ السورية عكست التوافق والالتقاء في وجهات النظر وفي الخطوات الواجب اتخاذها والتي سوف نعمل على توضيحها للاشقاء العرب خلال اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية الذي سيعقد الاسبوع المقبل في بيروت. من جهته صرح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لـ«الشرق الأوسط» حول اللقاء الذي جمعه مع ماهر وشعث ودحلان، بأنه «كان من المفروض ان يحضر دحلان وشعث الاجتماع الوزاري للجنة المبادرة في القاهرة، ولكن لم يتمكنا من الخروج لمنع الاسرائيليين لهما، وبالتالي لم نتمكن من الحصول على آراء الفلسطينيين بالكامل، ولقد بحثنا معهما زيارة ولي العهد الى الولايات المتحدة ومطالبهم من الفلسطينيين». وحول الخطوات العربية المقبلة في ضوء الاستفزازات الاسرائيلية قال «سننتصر على استفزازاتهم». من ناحيته، قال وزير الاعلام المصري صفوت الشريف ان الرئيس مبارك والأمير عبد الله استعرضا نتائج الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الى الولايات المتحدة والمحادثات التي تمت خلال هذه الزيارة، كما ناقش اسلوب وآليات التحرك العربي في إطار مقررات القمة العربية الاخيرة في بيروت. وكان الزعيمان قد عقدا مساء أول من أمس جلسة مباحثات ثنائية عقدت بعدها قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس الأسد اصدروا في اعقابها بيانا شددوا فيه على مطالبة المجتمع الدولي بمساندة وتأييد الحقوق العربية كما ادانوا المجازر التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين من الاطفال والنساء والشيوخ، وأكدوا تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام كأساس للتحرك في المرحلة المقبلة. وشدد الزعماء الثلاثة في بيان قمتهم على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بإرسال لجنة تقصي الحقائق حول جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في جنين.

وأكد البيان المشترك ضرورة متابعة العمل لتعزيز التضامن العربي في جميع المجالات صونا للأمن العربي انطلاقا من الحفاظ على المصالح العليا للأمة العربية والاسلامية وإيمانا بمبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية. ووجه البيان التحية للشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة في وجه قوات الاحتلال الاسرائيلي وآلاتها العسكرية التدميرية. وندد زعماء مصر والسعودية وسورية بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الاطفال والنساء والشيوخ من دون رادع انساني أو قانوني.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الاجتماع الثلاثي شهد خلافات على صياغة البيان في ما يتعلق بالموقف من العنف، حيث نصت الصياغة الأولى على وقف العنف وأصر السوريون على تغييرها الى نبذ العنف إلا ان البيان الصادر نص على رفض العنف في جميع أشكاله. وبالنسبة للمؤتمر الدولي، فقد تعهدت السعودية بعدم مشاركتها فيه حالة عقده بدون سورية ولبنان كما طلب السوريون اعطاءهم مهلة لإعادة دراسة الأمر وتحديد الموقف من المؤتمر الدولي كما طلبوا ممارسة ضغوط عربية على الولايات المتحدة للحصول على ضمانات قوية قبل عقد هذا المؤتمر.

كما تم الاتفاق في الاجتماع الثلاثي على ان تكون المبادرة العربية احدى المرجعيات الأساسية التي يتم الاستناد إليها في المؤتمر الدولي دون التنازل عن الثوابت التي أقرتها قرارات مجلس الأمن والامم المتحدة بدءا من القرار 242 وحتى القرار .1405 وعرض الأمير عبد الله المطالب الأميركية حول إعادة تأهيل السلطة الفلسطينية وتعديلها بحيث يتم إعادة تجميع أجهزة الأمن الفلسطينية تحت قيادة مركزية برئاسة العقيد محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي بغزة، وكذلك إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية بحيث يكون عرفات رئيسا شرفيا لها ووضع كافة الأمور في يد رئيس وزراء آخر غير عرفات، وهو ما يعني ان الولايات المتحدة ما زالت ترى ان عرفات هو قائد الشعب الفلسطيني وانها لا تطالب بتغييرات في القيادة الفلسطينية.

وكان شعث و دحلان قد حضرا فجأة الى شرم الشيخ أثناء انعقاد الاجتماعات، وعلمت «الشرق الأوسط» ان ذلك تم بطلب سعودي. وعقب انتهاء الاجتماعات التقيا الأمير سعود الفيصل وماهر والأمير بندر بن سلطان سفير السعودية في واشنطن. كما عقدا عدة لقاءات منفردة ومشتركة مع القيادات المصرية والسعودية أمس. ووصف شعث مباحثاته بأنها جيدة وإيجابية وان الفلسطينيين والدول العربية متفائلون بالنسبة لتغيير محتمل في الموقف الأميركي إزاء النزاع في الشرق الاوسط.

وقال لـ«الشرق الأوسط» انه ودحلان طلبا خلال لقائهما المشترك مع وزيري خارجية مصر والسعودية بضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية أولا من أراضي السلطة الفلسطينية وضمان عدم عودة الاسرائيليين الى الاراضي الفلسطينية. واضاف «اننا طلبنا ايضا اعادة بناء أجهزة السلطة الفلسطينية والبنية التحتية التي دمرها العدوان الاسرائيلي كما أطلعناهم على حقيقة الأوضاع على الأرض في غزة».

وعما اذا كان الخطر ما زال قائما في غزة قال شعث «سيظل كذلك طالما ان ارييل شارون على رأس الحكم في اسرائيل». وأوضح ان صمود الفلسطينيين في جنين «هو الذي دفع الاسرائيليين الى اعادة النظر في القيام بعدوانهم حيث تأكدوا من ان صموداً أكبر سيواجههم في غزة، وبالتالي ستكون خسائرهم أكبر بكثير». وأضاف ان المحادثات تناولت ايضا موضوع المؤتمر الدولي المزمع عقده من حيث شكل المؤتمر وضرورة استناده الى المبادرة العربية التي طرحتها السعودية وان يحضره كافة الاطراف العربية والاعداد له، ومن المهم ان يتحقق من خلاله انهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية وإعادة بناء أجهزة السلطة. وبالنسبة للأفكار المطروحة بشأن اصلاح السلطة الفلسطينية قال شعث «يجب ان يكون أي اصلاح وفق أهداف وبأياد فلسطينية وليس بضغوط الولايات المتحدة، كما انه لن يتم وفق منطق اسرائيل فنحن «لسنا جيش لحد»، وأشار الى ان هناك حركة تطوير في أجهزة السلطة حاليا لان هذا مطلب فلسطيني. وفي ما يتعلق بقضية ابعاد الفلسطينيين الذين كانوا محاصرين في كنيسة المهد أوضح وزير التعاون الدولي الفلسطيني ان «الحل الذي توصلنا إليه لأزمة كنيسة المهد استهدف الحفاظ على حياة الناس بدلا من أن يتم قتلهم وكان من الضروري قبول حل وسط حقنا للدماء». ونفى شعث ما تردد عن وجود صفقة وراء رفع الحصار عن عرفات مقابل إلغاء لجنة تقصي الحقائق وقال «هذا الكلام كاذب تماما».