البطريركية المارونية في لبنان تبارك التوافق على مرشح تسوية في انتخابات المتن الفرعية

TT

مذ اعلن الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل والنائب المعارض نسيب لحود دعمهما ترشيح غبريال المر (شقيق النائب ميشال المر) للانتخابات الفرعية من دائرة المتن الشمالي لملء المركز الذي شغر بوفاة النائب الراحل البير مخيبر، والاتصالات تدور داخل «لقاء قرنة شهوان» لتفادي اي خضة داخلية قد يسببها هذا الترشيح الذي يتعارض مع دعم معلن من طرفين فاعلين في اللقاء هما حزب «الكتلة الوطنية» والمدير العام لصحيفة «النهار» جبران تويني للمرشح غسان مخيبر.

وقد اتخذت البطريركية المارونية راعية «لقاء قرنة شهوان» منذ ظهور مؤشرات الى هذه المعركة موقف الحياد. وأبدى البطريرك نصر الله صفير امام وفد «لقاء قرنة شهوان» توجه الكنيسة المارونية الى عدم الدخول في لعبة الاسماء وتفضيل مرشح على آخر.

الا ان هذا الحياد الشكلي قد اخفى رغبة بكركي في القيام بمسعى توافقي بين الاطراف لتجنب معركة انتخابية يتوقع لها ان تأخذ منحى حاداً من ظل تنافس الشقيقين النائب ميشال المر والمهندس غبريال المر، ووجود مرشحين ينتميان الى لون سياسي واحد معارض قريب من بكركي. ولهذا لم يمانع البطريرك صفير ان يقوم المطران يوسف بشارة بمسعى للوصول الى توافق ما على قاعدتين اساسيتين:

1 - عدم الدخول في لعبة الاسماء، ما يعني ان بكركي لن تزكي ترشيح اي شخص ولن تدخل في وساطة توافقية على قاعدة ان تختار هي اسماً يقبل به الجميع للوصول الى هذا التوافق.

2 - الاستمرار في المساعي للقيام بما يشبه ربط الحوار بين الاطراف ومساعدتهم على التوافق لتجنب معركة انتخابية قاسية قد تكون لها آثار وتداعيات سلبية.

وفي هذا الصدد، تقول مصادر مطلعة على موقف بكركي ان البطريرك صفير يبارك المبادرة التي يقوم بها المطران بشارة الذي يولي اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع لكونه يقع ضمن ابرشيته (قرنة شهوان) ولانه على علاقة طيبة مع كل الاطراف في المتن.

وتضيف المصادر ان البطريرك صفير تمنى متابعة هذه المبادرة مع الوسطاء الذين يتولونها، لكنه كرر التشديد على عدم ادخال بكركي في لعبة الاسماء. وهو قال لاحد الوسطاء: «اننا لا ندخل في لعبة الاسماء. ونريد ان نوفق بين جميع المرشحين. ونحن لم ننس بعد كيف اننا سمينا مجموعة من الاسماء للاختيار بينها في الانتخابات الرئاسية وما عدنا خلصنا بعدها».

وتتوقع المصادر «ان تتأرجح حظوظ المبادرة التي يقوم بها المطران بشارة بين النجاح والفشل»، لاسيما ان كل الاطراف بمن فيها الرئيس السابق امين الجميل والنائب نسيب لحود والنائب ميشال المر يتجاوبون مع مبادرة بشارة لكي يتجنب كل منهم الظهور وكأنه ساهم في تفشيل التوافق، في حين تكمن الصعوبة في الاتفاق على مرشح يرضي الجميع واقناع جميع المرشحين بالانسحاب لمصلحته.

وتعتبر شخصية مسيحية معارضة ان هذه التجربة التي تحصل في المتن «اثبتت ان بكركي بموقفها الوطني الشمولي، كمرجعية روحية مستقلة، هي اقوى بكثير من محاولات ادخالها في زواريب السياسات المحلية والمناطقية التي وان بدت لوهلة انها تنطلق من معارضة او اخرى الا انها تبقى في عمقها وخلفياتها مناطقية وعائلية، وفي احسن الاحتمالات سياسية ضيقة».

وتقول هذه الشخصية: « ان عملية الدفع التي تجري لنقل قرنة شهوان الى موقع الجبهة السياسية القادرة على تجسيد تمثيل سياسي في المؤسسات الوطنية هي استراتيجية خاطئة تسيء الى المعارضة والى المسيحيين».

وتضيف: «ان المعارضة المسيحية، سواء في تيار العماد ميشال عون او حزب الوطنيين الاحرار او القوات اللبنانية، اعلنت كلها صراحة الوقوف على الحياد، أقله حتى هذه الساعة، نظراً لعدم الرغبة في تمكين السلطة من اختراق صفوف المعارضة من خلال تشتيت الاصوات لكي يتم ترجيح كفة مرشح السلطة».