جامعة أميركية تنظم حملة ناشطة لاجتذاب مزيد من الطلبة اليهود

جهات في الطائفة قلقة من التلميح النمطي لـ«التفوق العقلي»

TT

ناشفيل (ولاية تنيسي) ـ ا.ب: تنظم جامعة فاندربيلت الاميركية الراقية حالياً حملة ناشطة لاجتذاب الطلبة اليهود، ولكن زخم الحملة هذه خلق عند بعض اليهود شيئاً من الحرج والانزعاج.

الجامعة، التي أسست في القرن الـ19 بمدينة ناشفيل، تقول ان حملتها جزء من مساعيها لتعزيز التنوع في جسمها الطلابي. بيد ان مدير الحملة اعترف بان الجامعة تحاول أن تختار طلاباً قادرين على تسجيل علامات عالية في اختبارات التأهيل للقبول. وكان هذا التبرير بالذات مصدراً لقلق البعض من أن الجامعة تنشر فكرة خطيرة مفادها أن اليهود يتميزون بتفوق عقلي على غيرهم. وهو ما عبرت عنه جيسيكا كيموفيتش، المديرة في احدى المدارس الثانوية اليهودية بمدينة بوسطن بقولها إن تبريراً هكذا «يعمّق القوالب النمطية ويعززها بشكل لا نريده».

في هذه الاثناء، وسّع مسؤولو جامعة فاندربيلت، التي تغلب عليها الهوية البيضاء البروتستانتية الجنوبية الثرية ـ والتي احتلت المرتبة الـ21 في احدث تقييم للجامعات الاميركية الكبرى اعدته مجلة «يو إس نيوز اند ووورلد ريبورت» ـ للنجاح في جذب الطلاب اليهود المنتمين إلى أسر ثرية، برامج الدراسات اليهودية، وزادوا عدد الحلقات والمؤتمرات الترويجية في هذا الميدان لجعل الجامعة مكانا يشعر به اليهود بالراحة، كما عين حاخام مساعداً لمدير المناهج الدراسية قبل سنة ونصف السنة. وبالإضافة إلى ذلك شيد في الجامعة مركز يحمل اسم بن شولمان، وهو خريج يهودي ثري تبرع للجامعة بمبلغ 2،2 مليون دولار لبنائه. وفي هذا المبنى ذي الطابقين خلق مناخ يهودي محض، مزوّد بقبة نحاسية ونوافذ ذات زجاج معشّق، وفي مقهاه يقدم الطعام على الطريقة اليهودية الأصولية (الكوشير).

اخيراً، ولاية تينيسي، حيث جامعة فاندربيلت، لا تعد من مراكز الكثافة السكانية اليهودية في الولايات المتحدة، ومع هذا بلغت نسبة الطلبة اليهود في الجامعة (4%) اي ما يساوي ضعفي نسبة تعدادهم على مستوى البلاد. ولكن من جهة اخرى، ليس بين الجامعات الاميركية الكبرى التي احتلت مراتب الصدارة الـ25 في تقييم «يو إس نيوز اند ووورلد ريبورت» الا جامعة واحدة تقل فيها نسبة الطلبة اليهود عن نسبتهم في فاندربيلت، وهي جامعة نوتردايم الكاثوليكية.