رئيس الأركان الإسرائيلي المقبل يهاجم بيريس ويتهمه بتشجيع عرفات

TT

قبل شهرين من تسلمه منصبه الجديد رئيسا لأركان الجيش الاسرائيلي، خرج الجنرال موشيه يعلون، نائب رئيس الأركان حاليا، بهجوم غير عادي على وزير الخارجية، شيمعون بيريس، متهما اياه بأنه لا يلتزم قرارات الحكومة الاسرائيلية بفرض عزلة على الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، بل يقوم بتشجيع عودته الى صدارة الحلبة السياسية.

وقال يعلون امام حشد من كبار ضباط الجيش ان الحكومة اتخذت قرارا واضحا بعزل عرفات واعتبرته غير مناسب كقائد للشعب الفلسطيني ووصفته بأكبر ارهابي في العالم بينما بيريس يواصل التعامل معه كقائد شرعي للفلسطينيين ويروج له في أوروبا، وفي الايام الاخيرة اصدر تعليمات الى الناطقين باسم وزارة الخارجية ان يواصلوا تهجماتهم على الارهاب الفلسطيني وان يكفوا عن مهاجمة عرفات.

واثارت هذه التصريحات ذهولا في اسرائيل، خصوصا بعد ان تبين ان صاحبها معني بتسريبها الى وسائل الاعلام. فالمعروف ان القانون الاسرائيلي يحظر على قادة الجيش التدخل في السياسة، وإن تدخلوا فيحظر عليهم التناقض مع سياسة الحكومة او التعرض للوزراء، وان فعلوا فيجب ان يكون ذلك فقط داخل الحكومة او خلال لقاء مع رئيس الحكومة.

وعليه، فان يعلون داس على كل هذه الانظمة والقوانين وخرقها. ولم يفعل ذلك بالصدفة، بل بشكل مخطط سلفا، مما يعني انه يبث رسالة الى المجتمع الاسرائيلي مفادها ان الجيش تحت قيادته ينوي زيادة التأثير على سياسة الحكومة، وهو امر لم يكن مقبولا حتى الآن في اسرائيل باعتباره شأنا غير ديمقراطي. ويخشى ان يسكت عليه رئيس الأركان الحالي شاؤول موفاز، ورئيس الحكومة، ارييل شارون، اللذان يعتبران شريكين في هذا الموقف مع يعلون.

يذكر ان هناك حسابا قديما بين يعلون وبيريس، يعود الى فترة التصعيد الحربي الاسرائيلي على الفلسطينيين قبل خمسة اشهر. ففي حينه كشف بيريس ان يعلون يخطط لقتل عرفات. واعلن ذلك على الملأ، مما اثار ردود فعل واستدعى ضغوطا دولية، اضطر شارون في اعقابها الى التعهد بأن لا يمس عرفات جسديا. واعرب شارون عن ندمه عدة مرات على اعطاء هذا التعهد.