قوات الاحتلال تغتال مدير المخابرات الفلسطينية في حلحول وتختطف قائد أمن الرئاسة في سلفيت وناشطا من «حماس» في الخليل

TT

اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس على ارتكاب مزيد من جرائم القتل والاعتقال بحق الشعب الفلسطيني. واعلن مسؤول في حكومة ارييل شارون ان قوات الاحتلال تتصرف في الاراضي الفلسطينية وكأن اتفاقات اوسلو غير موجودة. فقامت وحدة من المستعربين «دوفيدفان» امس باختطاف علي حسن القواسمة من نشطاء حركة حماس في الخليل. وداهمت مجموعة منزل القواسمة في قلب الخليل. وقبل ذلك وفي ساعة مبكرة من فجر امس اغتالت وحدة «دوفيدفان» مدير جهاز المخابرات الفلسطينية العامة في مدينة حلول العقيد خالد ابو خيران (35 سنة) ومساعده احمد سمارة (27 سنة).

وذكرت مصادر فلسطينية ان جنود وحدة المستعربين التابعة لقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال تسللوا الى البلدة في تمام الساعة الثالثة فجرا حيث احاطوا باحد البيوت في المدينة كان يمكث فيه ابو خيران وسمارة، ونجح الاثنان في البداية في التسلل من البيت وحاولا الهرب في سيارة احدهما التي كانت متوقفة بالقرب من البيت، لكن جنود الوحدات الخاصة اكتشفوهما واطلقوا عليهما النار عن قرب الامر الذي ادى الى مقتل ابو خيران على الفور واصابة سمارة. وقال شهود عيان ان الجنود سحلوا سمارة وهو جريح وقامت دبابة في ما بعد بدهسه. وادعى الناطق بلسان جيش الاحتلال ان الجنود كانوا يحاولون اعتقال الاثنين لكنهم اضطروا الى اطلاق النار عليهما بعد ان حاولا الفرار، وان الجيش كان يهدف الى اعتقالهما، الا ان القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي نقلت عن مصدر عسكري اسرائيلي في قيادة المنطقة الوسطى قوله ان الوحدة اجتاحت البلدة لكي تقوم بتصفية الاثنين. وخلال عملية الاجتياح اعتقل الجنود اثني عشر من سكان البلدة من بينهم عدد من عناصر المخابرات العامة الفلسطينية.

يذكر ان قائد جهاز المخابرات الفلسطينية العامة في الضفة الغربية العميد توفيق الطيراوي اكد اول من امس ان الاوامر قد صدرت لاجهزة الامن الفلسطينية للحيلولة دون تنفيذ أي عملية ضد اسرائيل.

وفي مدينة دورا في محافظة الخليل قامت قوات الاحتلال باختطاف محمود السويطي أحد أفراد الأمن الوقائي في المدينة ونقلته إلى جهة غير معلومة. وفي منطقة سلفيت اقدمت قوات الاحتلال على اختطاف المقدم ابو علي الغور قائد جهاز امن الرئاسة «قوات الـ 17» في المدينة وأحد مرافقيه عندما كانا متجهين من قرية هوشة الى سلفيت. وفي منطقة جنين اقتحمت قوات الاحتلال قرية عانين واختطفت ثلاثة من سكان القرية. واقتحمت عناصر لواء «هناحل» بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم واعتقلت 12 شخصا من سكان البلدة.

من ناحية ثانية تبين ان امجد القطي الذي قتل عندما حاول شن هجوم على قاعدة تدريب تعود للواء «جولاني» في منطقة الاغوار الشمالية ينتمي الى كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس. واصدرت كتائب القسام بيانا اكدت فيه ان محاولة القطي لتنفيذ الهجوم تأتي ضمن «سلسلة الردود القسامية على جرائم العدو الصهيوني». وفي قطاع غزة توغلت قوات الاحتلال امس في منطقة الشريط الحدودي الفاصل بين رفح المصرية والفلسطينية تحت وابل من النيران الامر الذي ادى الى اصابة فلسطينيين بجراح.

الى جانب ذلك اقدمت قوات الاحتلال على خطوة غير مسبوقة عندما قامت بابلاغ عائلة الفلسطيني الذي قتل المستوطن في مستوطنة ريفح يام قبل ثلاثة ايام بان عليها اخلاء منزلها لهدمه. وعلاوة على ذلك شددت المخابرات الاسرائيلية على انه يتوجب على العائلة مغادرة منطقة المواصي الى جانب مصادرة الارض التي تعود للعائلة في المنطقة. ولم يحدث ان قام جيش الاحتلال باجبار عائلة أي من منفذي العمليات الفدائية على ترك المنطقة التي تقطن فيها.

وفي رفح ايضا توفي فتى فلسطيني لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره متأثرا بجراح اصيب بها قبل اسبوع اثناء اجتياح قوات الاحتلال جنوب مدينة رفح، وقد قتل في عملية الاجتياح شقيق هذا الفتى.

في تطور اخر كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان بعض القوات النظامية والاحتياط التي تم تجنيدها لتنفيذ عملية واسعة في قطاع غزة ما زالت تتدرب على العملية في منطقة تسئيليم الصحراوية جنوب مدينة بئر السبع. ورغم اعلان اسرائيل ان العملية اجلت الا ان هذه القوات ما زالت تتلقى تدريبات مكثفة.

يذكر ان منطقة تسئيليم هي المنطقة التي تحتضن تدريبات الوحدات المختارة للجيش الاسرائيلي عشية قيامه بالعمليات المعقدة، حيث ان هذه المنطقة هي التي شهدت التدريبات التي اجرتها وحدة «سييرت متكال» اكثر وحدات جيش الاحتلال نخبوية في شتاء عام 1991 على مخطط لاغتيال الرئيس العراقي صدام حسين، وهو المخطط الذي الغي بعد ان قتل خمسة من عناصر الوحدة بسبب اطلاق قذيفة مدفعية عن طريق الخطأ.