قمة بين مبارك والبشير اليوم في القاهرة لبحث السلام في السودان

TT

تبدأ اليوم في القاهرة اعمال القمة المرتقبة بين الرئيسين المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير، لبحث الجهود المبذولة عربيا واقليميا لارساء السلام في السودان وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان «جدول اعمال هذه الزياره سيتناول ثلاثة موضوعات رئيسية وسياسية، وهي العلاقات الثنائية وكيفية اعطائها دفعة جديدة» مشيرا الى وجود مشروعات مطروحة سيبحثها الرئيسان حتى تستكمل بعض المشاريع المشتركة التي دار الحديث عنها في الفترة الماضية. وقال ان القمة ستبحث ايضا ملف السلام في السودان والجهود المصرية الليبية والتنسيق مع جهود اخرى اميركية وافريقية، بالاضافة الى موضوع المصالحة بين ابناء السودان. واشار ماهر الى ان الرئيسين سيبحثان ايضا الوضع بالنسبة للفسطينيين والشرق الاوسط واسلوب التحرك المستقبلي لتحقيق الاهداف العربية. وحول توقيت الزيارة قال ماهر: «ليس هناك توقيت لزيارة الاخوة السودانيين لمصر مرحبا بهم في أي وقت كان».

وكان السفير السوداني في القاهرة أحمد عبد الحليم قد اكد لـ«الشرق الأوسط»، الاحد الماضي ان القمة ستناقش الجهود التي تبذلها دولتا المبادرة المشتركة مصر وليبيا، بعد تسلم الحكومة السودانية تقرير المبعوث الأميركي للسلام في السودان، الذي يبرز التصور الأميركي للحل السياسي للازمة السودانيةوافاد المسؤول السوداني أن التقرير الأميركي يخضع للدراسة المعمقة حاليا في الخرطوم، كما سيتم التشاور بشأنه مع دولتي المبادرة المشتركة واعتبر عبد الحليم القمة بمثابة تمتين لخطوات التعاون والتكامل بين البلدين، ودفع التعاون، خاصة في المجال الاقتصادي والثقافي والتجاري، والالتزام بالاستراتيجية الزراعية بين مصر والسودان وتنفيذ مشروعات مشتركة في هذا المجالوسوف يرافق الرئيس البشير وفد على مستوى عال يضم الفريق صلاح محمد طه وزير رئاسة الجمهورية، والدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية، واللواء عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية، ومهدي ابراهيم وزير الاعلام، اضافة لوزراء الزراعة والغابات والطاقة والتعدين.

يذكر ان اخر زيارة قام بها الفريق البشير للقاهرة تمت في الاسبوع الاول من مايو (ايار) من العام الماضي.

من جهة اخرى قال المبعوث السويسري الخاص بالسودان والقرن الافريقي جوزيف بوشير بعد لقاء مع وزير الخارجية المصري انه ناقش مع احمد ماهر الوضع في السودان، وكذا الجهود المصرية الليبية بشأن انهاء الحرب الاهلية في جنوب السودان، ودور المجتمع الدولي لحل هذه المشكلة. وقال ان بلاده ليست لديها أطماع في السودان أو في بتروله أو مياهه، كما انها ليست في صراع مع أي طرف من اطرافه وهو ما يجعل منها شريكا ملائما وجيدا للمساعي الداعية لتسوية الصراع القائم بالسودان «لانه لا يمكن اساءة فهم دورها».

وأكد بوشير أهمية التنسيق بين المبادرتين المصرية الليبية، والافريقية «ايقاد»، مع الجهود الاميركية، وقال «لدينا بعض الافكار لتسهيل عملية التنسيق بين الاطراف المعنية بالصراع وتهدئة الوضع بالسودان». وأشار بوشير الى ان مفاوضات كانت قد استضافتها بلاده خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي حول وقف اطلاق النار وجبال النوبة رغم كونها إحدى المناطق السودانية الصغيرة لكنها كانت أول مفاوضات بهذا الخصوص. وقال ان هذه المفاوضات كانت بطلب من السودانيين والاميركيين حيث تولى بنفسه رئاستها، مشيرا إلى أنه اطلع احمد ماهر على مضمونها والوضعين الراهن والمستقبلي، كما ناقش معه الدور الذي يمكن لسويسرا القيام به مستقبلا في اطار الجهود الرامية لحل المشكلة السودانية.

ولمح المبعوث السويسري الى انه عرض على الوزير المصري بعض الافكار بهدف اجراء تقييم شامل لها وتحديد الدور والجهود التي يمكن لبلاده ان تقوم بها تجاه السودان. وشدد على ان الدور الاساسي يرجع للاطراف السودانية وكذا الاطراف الاقليمية خاصة مصر في اطار المبادرة المصرية الليبية وكذا دور كينيا في اطار مبادرة الايقاد وبعدها يأتي دور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. وأكد بوشير اصرار بلاده وعزمها على القيام بهذا الدور بغرض التنسيق بين الجهود والمبادرات المطروحة للعمل على انهاء النزاع القائم بالسودان.