المبعوث الأميركي الخاص للسودان يقدم تقريرا لبوش يرفض فيه فكرة فصل الجنوب

TT

دعا جون دانفورث الموفد الاميركي الخاص بالسودان، ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الخرطوم، والى تقديم مزيد من الجهود الانسانية الى ابناء الشمال كما للجنوبيين. واعتبر دانفورث ان الوقت قد حان للدفع الى تسوية سلمية للحرب الاهلية التي يعيشها السودان منذ 1983، وقال «لا الحكومة الاسلامية ولا المتمردون الاحيائيون والمسيحيون في الجنوب يبدون قادرين على تحقيق انتصار عسكري». ووطالب الحكومة الاميركية بالتحرك كعامل محفز من اجل تحقيق السلام في السودان. ورفض فكرة فصل جنوب السودان.

وقال دانفورث في تقرير الى الرئيس بوش بعد زيارتين قام بهما الى السودان لمقابلة طرفي النزاع، ونشرت تفاصيله الكاملة امس «حان الوقت للدفع بقوة من اجل التوصل الى اتفاق». ودعا دانفورث الولايات المتحدة الى لعب دور «العامل المحفز» لتحقيق السلام، واشار الى ان الولايات المتحدة تعمل مع مصر وكينيا من اجل تحضير اقتراحات السلام. واضاف «هذا يتطلب على الاقل تعزيز حضورنا الدبلوماسي في السودان، الذي يعتبر حاليا ضعيفا، حتى نتمكن من المشاركة بفعالية في تحقيق سلام دائم وشامل». وكان وزير الخارجية السوداني مصطفى اسماعيل قد اعلن الشهر الماضي تكثيف بلاده لعلاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وطالب دانفورث بضرورة ازدياد المساعدات الانسانية في شمال السودان كما في جنوبه. ودعا الى بذل «جهد كبير» لانهاء الحرب الاهلية الدائرة رحاها منذ عقود في السودان، وقال للرئيس بوش «يجب على الحكومة السودانية ان تقتسم عائدات النفط مع المتمردين وان تقبل مراقبة دولية للحريات الدينية في اطار السعي لسلام عادل». وكانت الحكومة السودانية قد رفضت اي تقاسم للعائدات النفطية مع المتمردين فى اطار تمديد العمل بوقف اطلاق النار في جنوب البلاد حيث تدور حرب اهلية منذ 19 عاما. وأكد علي عثمان طه نائب الرئيس السودانى اخيرا ان حكومة بلاده ترفض الفكرة وقال «ان النفط مورد يملكه الشعب السودانى برمته ولا يمكن ان يكون موضع تسوية». وأوصى دانفورث، الرئيس بوش باعادة النظر في مشاركة الولايات المتحدة في اي عملية سلام، اذا لم تلتزم حكومة الخرطوم ومعارضوها بالاتفاقات الرامية الى تقليل التوتر والخسائر بين المدنيين. وقال ان المفاوضات بين الجانبين «صعبة للغاية». ورفض دانفورت فكرة انفصال جنوب السودان، قائلا انه يجب ان يكون للجنوبيين حكومة تراعي ديانتهم وثقافتهم. وكان الرئيس بوش قد عين دانفورث مبعوثا للسودان قبل خمسة ايام من هجمات 11 من سبتمبر (ايلول) على اميركا.

واستنادا الى تقرير دانفورث قال النائب الجمهوري الاميركي سبنسر باكوس انه سيحاول ثانية اجازة تشريع يحظر تسجيل الشركات الاجنبية في البورصات الاميركية للاوراق المالية اذا شاركت في جهود تطوير القطاع النفطي بالسودان. وقال النائب الجمهوري عن ولاية الاباما «ان شركات النفط شريكة في القتل». وكان مجلس النواب قد اقر مشروع القانون لكنه تعثر في مجلس الشيوخ.