جماعة حقوقية تتهم السودان بانتهاكات ضد المدنيين واتباع سياسة «الأرض المحروقة» في الجنوب

TT

نيروبي ـ رويترز: أصدرت جماعة تدعو للسلام في السودان امس تقريرا شديد اللهجة يتهم الحكومة السودانية باستخدام طائرات الهليكوبتر الحربية وافراد قبائل للهجوم على قرى في مناطق يحتمل وجود النفط فيها واخلائها من سكانها. واتهم مشردون في التقرير الذي اعدته الجماعة، قوات موالية للحكومة تقوم بعمليات الاخلاء بنهب وحرق الاكواخ وقتل النساء والاطفال وزرع الالغام في المناطق التي اخلوها لمنع السكان من العودة مرة اخرى. لكن الحكومة السودانية نفت هذه الاتهامات. ونقل التقرير عن شيباك ثيف كاك السوداني الذي شرد أخيرا قوله «انهم يريدون اراضينا حتى يحصلوا على النفط». وقال «شيجو ملوال» وهو جنوبي اخر مشرد «حلقت طائرات الهليكوبتر الحربية على ارتفاع منخفض للغاية.. كان بامكاني رؤية وجوه الطيارين». وقالت جماعة «الائتلاف الاوروبي للنفط في السودان» التي تصف نفسها بانها جماعة للدعوة للسلام، ان الحكومة تستخدم اساليب عنيفة لتمكين مؤسسات النفط الاجنبية من التنقيب عن النفط والبدء في تصديره بدون اي معوقات.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اتهمت في مارس (اذار) الماضي القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها باتباع سياسة «الارض المحروقة» حول حقول النفط. لكن الائتلاف قال ان «الكارثة الانسانية» المتمثلة في اخلاء المناطق من سكانها تتفاقم في مناطق النفط بالسودان بالرغم من الكشف عن هذه القضية في العام الماضي وخطوات السلام الاخيرة التي ايدتها الولايات المتحدة.

وقال احمد درديري القائم بالاعمال في السفارة السودانية بنيروبي ان الحكومة السودانية «لا تتبع على الاطلاق سياسة الارض المحروقة تجاه اي جزء في جنوب السودان». واضاف «ما زالت هناك بالطبع أعمال حربية في ذلك الجزء من البلاد... والحل للمشكلات هناك هو الايقاف الكامل للقتال. ان هدنة شاملة من الممكن ان ترفع بالفعل كل اشكال المعاناة الانسانية. وفي حال استمرار القتال فان المعاناة الانسانية ستستمر». وقال الائتلاف انه استند في مزاعمه الى نتائج زيارتين قامت بهما فرق تحقيق هذا العام. وقال ان 130 ألف مشرد سوداني يبحثون الآن عن منطقة آمنة بعد طردهم من مساكنهم. وقال الائتلاف «فكرة ان الحكومة تستهدف المناطق السودانية الغنية بالنفط لاخلائها من سكانها تتناقض مع مزاعم شركات النفط بأن الحرب لا صلة لها بأنشطتها». واضاف «بل على العكس.. فهذا يؤيد اقتناع السكان المحليين بأن اخلاء مقاطعة روينج وغرب اعالي النيل من سكانها يهدف الى تحقيق الامن الذي يحتاج اليه قطاع النفط».

ولم تعلق بعد شركات النفط الا انها كانت قد نفت في وقت سابق مثل هذه التقارير قائلة ان وجودها سيساعد السودان من خلال دعم الاقتصاد والانفاق على البنية الاساسية. ويركز التقرير على عمليات الاخلاء التي قال انها وقعت في المنطقتين واحد واثنين للتنقيب عن النفط في مقاطعة روينج وهي مصدر اساسي لانتاج النفط في البلاد والمنطقة 5/أ في غرب اعالي النيل. وتحدث التقرير عن هجمات وحشية قامت بها القوات الحكومية وميليشيات موالية لها. وتابع التقرير «طرد عشرات الآلاف من منازلهم ويتجمعون في منطقة المستنقعات لخوفهم من العودة الى منازلهم».