اشتباكات جديدة بين الميليشيات القبلية في جنوب غرب الصومال

TT

اندلعت اشتباكات جديدة في منطقة جدو جنوب غرب الصومال بين ميليشيات «مجلس المصالحة الصومالي» المعارض الذي تدعمه اثيوبيا وبين ميليشيات تحالف وادي جوبا الموالي للحكومة المؤقتة في مقديشو. وبدا القتال عندما دخلت ميليشيات المعارضة صباح امس مدينة «جربهاري» مركز المنطقة واستولت عليها بالكامل، في ما انسحبت ميليشيات وادي جوبا الى خارج المدينة، وتبادل الطرفان المدافع الثقيلة وانتشر القتال الى ضواحي المدينة. وحسبما افاد شاهد عيان هرب من المدينة بأنه شاهد 8 جثث في الطريق ونهبا واسعا للمتاجر ومستودعات منظمات الاغاثة العاملة في المنطقة.

وتأتي هذه الاشتباكات الثانية من نوعها في المنطقة خلال شهر واحد، اذ جرى قتال عنيف بين الطرفين في منتصف ابريل (نيسان) الماضي ادى الى تشريد حوالي عشرة آلاف من سكان المنطقة وعبورهم الحدود الى كينيا هربا من هذه المعارك. ومنذ ذلك الحين كان الطرفان يعدان العدة لمعركة فاصلة لحسم الوضع في جنوب غرب الصومال لصالحه، بعد ان فشلت كل المفاوضات والوساطات التي عقدت بين الجانبين. ففي الوقت الذي تتأهب فيه الاطراف الصومالية للمشاركة في مؤتمر المصالحة المرتقب عقده في كينيا، فان كل طرف يحرص على احراز مكاسب على الارض لتعزيز موقفه في تلك المفاوضات.

واعرب سكان منطقة جدو، التي كانت في السنوات الاخيرة مسرحا لعمليات الكر والفر بين الفصائل الصومالية المتحاربة، عن مخاوفهم من ان تؤدي موجة الحرب الجديدة الى تعقيد الاوضاع المعيشية في المنطقة، حيث ان الطرق ستغلق مما يرشح الوضع الى هروب آلاف اخرى من المواطنين للجوء الى كينيا المجاورة، كما حدث في ابريل الماضي. ويذكر ان السيطرة على مدينة كسمايو الساحلية في المنطقة ـ التي يحكمها حاليا تحالف وادي جوبا ـ هي الهدف الرئيسي لكلا الجانبين ـ لأن من يسيطر على كسمايو سيحظى بمكانة سياسية كبيرة في المفاوضات.