اكدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في البرلمان اللبناني رفضها الدعوة التي تروّج لها الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة لعقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الأوسط «الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى الغاء مرجعية مدريد القائمة على معادلة الارض مقابل السلام، وبالتالي طرح معادلة جديدة تنطلق من اولويات السياسة الاميركية التي حددتها واشنطن في المنطقة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي، والتي تستغلها اسرائيل ولا تخدم اطلاقاً المصلحة العربية».
وكانت اللجنة خصصت جلستها امس لمناقشة اعمال اللجنة الوزارية لمبادرة السلام التي ستعقد اجتماعها اواخر الاسبوع الجاري في العاصمة اللبنانية للتوافق على آلية تحركاتها «خصوصاً بعد المستجدات والتحديات التي طرأت منذ انعقاد قمة بيروت العربية اواخر مارس (آذار) الماضي، وفي مقدم هذه التحديات استمرار المجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لقمع انتفاضته وتهجير ابنائه وضرب سلطته الوطنية برعاية اميركية على مسمع ومرأى من الرأي العام العالمي».
وقد لفت رئيس اللجنة النائب علي الخليل عقب الجلسة الى ضرورة «التمييز بين الارهاب والمقاومة لكي لا يساء تفسير عبارة رفض العنف بكل اشكاله الواردة في بيان قمة شرم الشيخ، وتنفيذ قراري مجلس الامن 1402 و1403 القاضيين بالانسحاب الاسرائيلي في كل المدن والقرى الفلسطينية، وكذلك القرار 1405 القاضي بارسال لجنة تقصي الحقائق حول الجرائم المرتكبة في مخيم جنين التي تراجع عنها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان استجابة لطلب اسرائيل».
ودعا الخليل الى «تطبيق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة حفاظاً على مصداقية هذه المنظمة الدولية التي تستمر في تطبيق ازدواجية المعايير في تنفيذ قراراتها وفي ترك اسرائيل حالة استثنائية لا تنطبق عليها تلك القرارات».
واستغرب قرار الكونجرس الاميركي الذي صدر في الثاني من الشهر الحالي والقاضي بالدعم المطلق للعمليات العسكرية التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. ودعا الى «قيام تحرك عربي فاعل لمتابعة المبادرة العربية، دبلوماسياً وسياسياً واعلامياً، في اتجاه عواصم القرار والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول الصديقة».