عالمان أميركيان يتوصلان لنموذج رياضي يمكن أن يحد من انتشار الجمرة الخبيثة

TT

قال علماء اميركيون امس ان مظاريف تحمل بويغات الجمرة الخبيثة قد لوثت اكثر من 5000 رسالة بالمنطقة الشرقية من الولايات المتحدة، مما تسبب في موت امرأتين بمدينة نيويورك وولاية كونيتيكيت. وقد توصل العلماء من خلال نموذج رياضي الى ان التركيز على المظاريف الحاملة للجمرة الخبيثة كان خطأ كبيراً.

وقال عالم الرياضيات غلين ويب، من جامعة فاندربيلت: «كانت الرسائل الأولى على درجة كبيرة من الخطورة، ولكن هناك خطراً لا يقل عن ذلك ينتج عن التلوث الذي تسببه هذه الرسائل نفسها».

وقال ويب وزميله في مشروع البحث مارتين بليزر، من جامعة نيويورك (كلية الطب) ان النموذج الذي توصلا اليه يمكن ان يستخدم في المستقبل لمتابعة كيفية انتشار اصابات الجمرة الخبيثة عن طريق الرسائل، وربما يكون من الممكن بهذه الطريقة انقاذ بعض الأرواح. وقد نشرت نتائج بحثهما امس ضمن وثائق اكاديمية العلوم الوطنية. وقال بليزر: «نأمل ألا تحدث أية اصابات جديدة. ولكن اذا حدثت مثل هذه الاصابات فان هذا النموذج سيساعدنا عى التحرك السريع للوصول الى مصدر الاصابة الأولى».

وشملت اصابات الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة 18 حالة مؤكدة، وأدت الى خمس وفيات، احداها كانت نتيجة تسلم رسالة مباشرة، وتوفي اثنان من عمال البريد الذين تعاملوا مع رسائل ملوثة. ولكن الضحيتين اللتين توفيتا مؤخراً لم تكونا قد تعاملتا مباشرة مع رسائل ملوث، وهما كاثي نغوين (61 سنة)، واوتولي لونغرين (94 سنة).

وقال بليزر الذي كان يعمل في فريق عمل يبحث التهديدات باستخدام الهجمات البيولوجية «كانت حالة المرأة من برونكس مزعجة بصورة خاصة، لأنه ليس هناك ما يشير الى الطريقة التي يمكن ان تكون قد أصيبت بها. ولكن بمجرد ظهور حالة كونيتيكيت، تكونت لدي فرضية جيدة لما يمكن ان يكون قد حدث، وهو التلوث المنقول بواسطة الرسائل نفسها الى الرسائل الأخرى، والتي تحتوي قدراً اقل من بويغات الجمرة الخبيثة».

بعد تلك الحالة اتصل بليزر بويب الذي كان قد عمل معه من قبل، وقام ويب بتصميم النموذج الذي يحدد المواضع التي يمكن ان يكون قد انتقل اليها الميكروب مثل صناديق البريد ومداخل المكاتب البريدية والمراكز الاقليمية لتصنيف الرسائل والمكاتب التي ترسل اليها الرسائل والمنازل والمكاتب التي تحمل العناوين النهائية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص ـ بـ«الشرق الأوسط»)