المجموعة الإرهابية اليهودية المعتقلة خططت لتفجير مدرسة تضم 1500 تلميذة فلسطينية في القدس

جاءوا من مستوطنة معظم سكانها أميركيون يرتدون الجينز وتضم فنانين وموسيقيين ولا ترحب بالعمال العرب

TT

يمكن ان يخطأ الناظر عندما يشاهد هذه المستوطنة المقامة وسط حقول الزيتون وكروم العنب، ويتصور انها مقامة في بلدة صغيرة في ولاية كاليفورنيا الاميركية، فالعديد من السكان هم من الاميركيين الذين يرتدون الجينز والصنادل.

ولكن هنا تم الاعداد لعملية ارهابية ضد الفلسطينيين في الشهر الماضي، طبقا لـ«شين بيت»، جهاز الامن الاسرائيلي.

وكانت الخطة طبقا للشرطة، تفجير سيارة مفخخة خارج مدرسة ابتدائية للبنات في القدس الشرقية على بعد 20 ميلا من هذه المجتمع الريفي. وتضم المدرسة 1500 تلميذة وهي تقع عبر الشارع من مستشفى. وكان المفروض ان يؤدي الانفجار الذي كان متوقعا حدوثه في اواخر الشهر الماضي، وسط الحملة الاسرائيلية في الضفة الغربية، الى قتل عشرات من المدنيين.

وكشفت الشرطة هذا الاسبوع انه تم القبض على اربعة رجال في المؤامرة المزعومة. ولكن في تلك الحالة كان هناك فرق اساسي من العمليات الاخيرة، هو ان المشتبه فيهم هذه المرة من الاسرائيليين.

وبالنسبة للبعض هنا فإن القبض على اليهود وسع نطاق العمليات الانتقامية ضد اليهود المدنيين، بدلا من الاطراف الاعتيادية: الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين. واثارت هذه المؤامرة وغيرها من الحوادث القلق من ان تتسبب حركة يهودية في سلسلة من اعمال العنف خارج نطاق سيطرة الجيش والحكومة الاسرائيلية.

وكان قد تم القبض على شلومو دفير (26 عاما) وياردن موراغ (25 عاما) فجر يوم 28 ابريل (نيسان)، عندما شاهدهما رجال شرطة القدس الشرقية وهم يحاولان فصل مقطورة محملة بكميات من عبوات البنزين وخزانين للوقود، عن سيارة تقف بين مدرسة البنات ومستشفى المقاصد، وهي واحدة من اكبر المؤسسات الصحية الفلسطينية.

وكانت المقطورة مجهزة بجهاز توقيت بحيث تنفجر في الساعة السابعة و35 دقيقة عندما تبدأ الفتيات في دخول المدرسة، طبقا لمعلومات الشرطة. كما تم القبض على مستوطنين آخرين احدهما من بات عاين والآخر من مستوطنة اخرى ـ بتهمة مساعدة التخطيط للهجوم. وتجدر الاشارة الى ان الاربعة من مواليد اسرائيل، وإن كان يعيش في بات عاين 15 اميركيا. وذكر نفتالي فورزبرغر محامي دفير وموراغ ان موكليه اعترفا بمشاركتهما في المؤامرة. ولكنه نفى في مقابلة تلفزيونية ان الرجلين عضوان في جماعة ارهابية اسرائيلية. وقال ان مؤامرة التفجير كانت «عملية للهواة».

غير ان الشرطة تحقق في احتمال وجود علاقة بين مؤامرة بات عاين وانفجار وقع في 5 مارس (آذار) الماضي خارج مدرسة فلسطينية للبنين في شرق القدس، مما ادى الى اصابة عدة اولاد ومدرس. وتجدر الاشارة الى ان المستوطنين اليهود قتلوا 7 فلسطينيين في عمليات قنص في الضفة الغربية منذ بداية الانتفاضة في سبتمبر (أيلول) عام 2000. ويعتقد ان منظمة «كاهانا حي» الاسرائيلية المتطرفة، الممنوع ممارسة نشاطها في اسرائيل، هي المسؤولة عن العديد من هذه الهجمات.

والمعروف ان المستوطنات مثل بات عاين هي من اكثر القضايا حساسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وتريد السلطة الفلسطينية استعادة كل الضفة الغربية وقطاع غزة لاقامة الدولة الفلسطينية وطرد كل المستوطنين اليهود الذين يعيشون هناك ويصل عددهم الى 390 الف مستوطن. غير ان بعض المستوطنين يقولون انه يحق لهم البقاء حتى لو اعيدت الى فلسطين، بينما يقول البعض الآخر بضرورة ضم المستوطنات الى اسرائيل.

ووصفت داليا موراغ والدة ياردن ابنها بأنه اب لاربعة اولاد خجول ومتدين يدرس التوراة لاكثر من 12 ساعة يوميا ويكتب الموسيقى في منزله بالمساء. اما دفير فهو مدرس لعلوم البيئة في مدرسة ابتدائية. والمستوطنة عبارة عن مجموعة من الفنانين والموسيقيين الذين ينتمون لحركة العصر الحديث، وقد نشأ العديد منهم في بيوت علمانية وظهر اهتمامهم بالدين في مرحلة المراهقة. ومن بين الرسائل الواضحة في بات عاين عدم الترحيب بالعمال العرب. وتجدر الاشارة الى انه قبل الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر عام 2000، فإن العديد من المستوطنين اليهود كانوا يعتمدون على العمال العرب. اما البيوت في بات عاين فقد تم تشييدها باستخدام عمال يهود فقط.

وادان مجلس المستوطنين مؤامرة بات عاين قائلا انها «محرمة في نظر القانون ومن الناحية الاخلاقية».

وذكر سكان بات عاين ان الرجال ابرياء. ولكن حاخام المستوطنة كوهين اشار الى انهم ربما شعروا بالغضب من العمليات الارهابية ضد المدنيين الاسرائيليين. واوضح «لاكثر من 19 شهرا، كنا نعاني من اطلاق النار في الطرق، وتمكن اليهود من سكان الضفة الغربية وبضبط نفس، من الاحتفاظ بهدوئهم».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»