القوات الإسرائيلية تجتاح مجددا مخيم جنين وتتوغل في قطاع غزة

قوات الاحتلال تقتل طفلا في مخيم عسكر بنابلس وتعتقل 40 فلسطينيا من بينهم قائد في كتائب الأقصى شمال الضفة الغربية

TT

شملت عمليات الاجتياح العسكري الاسرائيلي امس والليلة قبل الماضية معظم مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، واسفرت عن مقتل عدد من الفلسطينيين من بينهم طفل في مخيم عسكر بنابلس وجرح العشرات واعتقال آخرين من بينهم مسؤول في كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح. وتبرر اسرائيل هذه الاعتداءات بانها تأتي في اطار حربها المتواصلة ضد ما تسميه بالارهاب الفلسطيني.

وادانت السلطة الفلسطينية عمليات الاجتياح واعتبرتها تصعيدا خطيرا وناشدت العالم وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة والدول الاوروبية التدخل لمنع الجرائم الاسرائيلية.

وتؤكد اسرائيل ان هذه الاعتداءات تشكل تواصلا لما بدأته في حربها العدوانية في ابريل (نيسان) الماضي تحت عنوان حملة «السور الواقي» للقضاء على الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية. وشملت الحملة احتلال كل المدن الفلسطينية ومحاصرة مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكنيسة المهد واسفرت عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين واعتقال حوالي 6 الاف اخرين، وتزعم اسرائيل بأنها تقوم بالمهمة التي يفترض ان تقوم بها الاجهزة الامنية الفلسطينية. وقالت ان هذه الاعتداءات ستستمر طالما احجمت السلطة عن القيام بها.

فقد توغلت قوات الاحتلال تساندها الدبابات وطائرات الهليكوبتر مدن جنين وطولكرم ومخيماتهما واطراف نابلس ورام الله والبيرة في الضفة الغربية ورفح في جنوب قطاع غزة. وشنت حملات مداهمات واعتقالات بحثا عما تسميهم مطلوبين امنيين نجحوا في الفرار في حملة «السور الواقي»، كما قامت باعمال تجريف للاراضي.

وبدأت قوات الاحتلال تساندها اكثر من 20 دبابة اجتياحها لجنين ومخيمها الذي شهد ابشع الجرائم الاسرائيلية في ابريل الماضي، في حوالي الساعة 3.30 فجراً حسب التوقيت المحلي، واندلعت اشتباكات عنيفة لدى وصولها الى داخل المخيم قامت بمحاصرة منزل جمال ابو الهيجا احد قادة كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحماس. وقال شهود عيان ان قوات الاحتلال المهاجمة طوقت منزل ابو الهيجا، وطلبت عبر مكبرات الصوت ممن كان في البيت الخروج فخرجت زوجته واطفاله فقط. عندئذ القت قوات الاحتلال قنابل داخل المنزل واتبعتها بوابل من النيران الامر الذي ادى الى اشتعال النيران في المنزل، وهدم في ما بعد ولكن قوات الاحتلال فشلت في اعتقال ابو الهيجا.

يذكر ان ابو الهيجا معروف كمتحدث باسم المقاومين في مخيم جنين خلال الحصار في الشهر الماضي.

واعتقلت قوات الاحتلال حوالي 40 فلسطينيا لم يكن من بينهم سوى واحد فقط من المطلوبين الذين تبحث عنهم اسرائيل حسب قول مصادر فلسطينية. واوضحت المصادر ان شخصا واحدا تبحث عنه اسرائيل كان بين المعتقلين في مدينة جنين، وهو حسب المزاعم الاسرائيلية جمال ابو الوفا احد قادة كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح.

يذكر ان المخيم شهد اعنف المعارك خلال اعادة احتلاله واستمرت الى اكثر من 11 يوما نجح فيها المقاومون الفلسطينيون في قتل ما لا يقل عن 23 جنديا اسرائيليا وجرح العشرات اضافة الى اعطاب عدد من الاليات. ولم تتمكن قوات الاحتلال من بسط سيطرتها على المخيم الا عندما قامت بهدم وجرف المنازل بمن فيها من سكان، الامر الذي ادى الى ارتكاب مجازر وهو ما تنفيه اسرائيل لكنها في الوقت نفسه منعت لجنة تقصي حقائق شكلها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للاطلاع على ما يخفيه الاسرائيليون في مخيم جنين.

وزعمت قوات الاحتلال انها انسحبت من المدينة والمخيم حال انتهائها من مهمتها، لكن مصادر فلسطينية قالت لـ«الشرق الأوسط» ان «الانسحاب غير صحيح وان القوات الاسرائيلية لا تزال على اطراف المدينة والمخيم».

وأعلن زهير مناصرة محافظ جنين، أن قوات الاحتلال أعادت احتلال المدينة والمخيم، وتنفذ حملة اعتقالات عشوائية وواسعة النطاق في صفوف المواطنين. وقال مناصرة في تصريحات لوكالة الانباء الفلسطينية «وفا» ان القوات الغازية اعتقلت العشرات من المواطنين واقتادتهم إلى جهة مجهولة، بعد أن أخرجتهم من منازلهم. وأشار إلى أنها دمرت العديد من منازل وممتلكات المواطنين على غرار ما حدث بحق المنازل في جبل أبو ظهير ووسط المدينة. ودخلت قوات الاحتلال فجر امس مدينة طولكرم من الشمال والجنوب والشرق والغرب قبل ان تحاصر المخيم المتاخم للمدينة الذي يحمل اسمها بحثا عن المقاومين الذين فشلت في اعتقالهم في المرات السابقة. وارهبت الناس لا سيما الاطفال باطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة. وبقيت القوات والدبابات في المخيم قرابة الاربع ساعات على حد قول مصدر في المدينة لـ «الشرق الأوسط».

وقتلت قوات الاحتلال امس طفلا فلسطينيا من مخيم عسكر في مدينة نابلس شمال الضفة خلال توغلها في المدينة. وأعلنت مصادر طبية في نابلس، أن ثمانية مواطنين فلسطينيين اخرين على الاقل أصيبوا بنيران الجنود الاسرائيليين في محيط المدينة عندما قامت قوات الاحتلال المتمركزة قرب متنزه الصيرفي ومحيط مستوطنة ألون موريه شرق نابلس باطلاق النيران صوب المواطنين ومنازلهم في محيط المخيم والمساكن الشعبية الامر الذي ادى الى مقتل الطفل.

وتوغلت وحدات اخرى من قوات الاحتلال في مدينتي البيرة ورام الله وواصلت توغلها كذلك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وقامت بتجريف مساحات واسعة من اراضيها.

وقتل الجنود الاسرائيليون مسلحا فلسطينيا خلال محاولته التسلل الى مستوطنة دوغيت في شمال قطاع غزة الليلة قبل الماضية. واعترفت قوات الاحتلال بان المسلح الفلسطيني قذف الجنود الاسرائيليين قرب المستوطنة بالقنابل اليدوية واشتبك معهم بالاسلحة الخفيفة، لكن القوات الاسرائيلية لم تعترف باي خسائر بشرية.

وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الاستقبال والطوارئ في «مستشفى الشفاء» في المدينة، إن عز الدين عبد الفتاح عودة الشمالي (21 سنة) من جباليا قتل برصاص الاحتلال.

وأشارالدكتور معاوية إلى أن الجثمان تعرض لعدة طلقات في الرأس والرقبة والصدر والبطن والأطراف مع تنكيل وتشويه في الجثمان.