تقرير للخارجية الأميركية ينفي ضلوع عرفات في التخطيط لهجمات داخل إسرائيل

TT

اصدرت وزارة الخارجية الاميركية تقريرا جديدا ذكرت فيه انها لم تعثر على «أي دليل مقنع» يشير الى تورط الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات او أي من المسؤولين الفلسطينيين البارزين في التخطيط لهجمات داخل اسرائيل او التخطيط لها خلال الشهور الستة المنتهية في ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، مما يتعارض تماما مع المزاعم الاسرائيلية الاخيرة حول تورط عرفات ومسؤولين فلسطينيين في هجمات ارهابية. ولكن التقرير الذي ارسل الى الكونغرس الاسبوع الماضي اورد ان الادلة المتوفرة تشير الى ان القادة الفلسطينيين كانوا يدركون ان مرؤوسيهم تورطوا في اعمال عنف «ولم يتخذوا اجراءات كافية للسيطرة عليهم» او معاقبتهم. كما اشار التقرير الى ان مسؤولين فلسطينيين بارزين كانوا جزءا من مساع لم تكلل بالنجاح في تهريب اسلحة متطورة الى الضفة الغربية وقطاع غزة، اذ كان من المحتمل ان تؤدي هذه الاسلحة الى تصعيد العنف الفلسطيني. لم يغط التقرير نصف السنوي الفترة التي شهدت عنفا مكثفا من الجانب الفلسطيني والغارات والهجمات الانتقامية الاسرائيلية خلال الشهرين الاخيرين. ولكن رغم ذلك وصف عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الخارجية التابعة للمجلس، توم لانتوس، التقرير المشار اليه بأنه «مضلل ويفتقر الى الدقة وغير متقن».

واضاف لانتوس خلال لقاء اجري معه ان الاحداث خلال هذه الفترة ومنذ فترة كتابة التقرير تنسف مصداقية التقرير تماما، كما صرح بأنه يعتزم مطالبة وزير الخارجية كولن باول باصدار ملحق للتقرير قبل صدور التقرير الدوري المقبل في فصل الخريف بغرض «تسليط الضوء على حقائق واضحة معروفة للجميع لا نزال او جدال حولها»، على حد تعليقه. ويلاحظ ان الكونغرس الاميركي ظل خلال الاسابيع الاخيرة موحدا تقريبا في تأييده لاسرائيل وادانة الجانب الفلسطيني. الجدير بالذكر ان فترة الشهور الستة الاخيرة من العام الماضي شهدت وقوع العديد من الهجمات الانتحارية من الجانب الفلسطيني بما في ذلك هجوم على مطعم للبيتزا اسفر عن مقتل 15 اسرائيليا، اذ اعترف التقرير بأن «السلطة الفلسطينية تحملت على الاقل في بعض النواحي المهمة مناخا شجع او ايد استخدام العنف من خلال بيانات وبرامج اذاعية وتلفزيونية».

من جهة اخرى يعتزم جورج تينيت، مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية» (سي آي إيه)، التوجه الى الشرق الاوسط للمساعدة في اعادة هيكلة قوات الامن الفلسطينية، بيد ان خطط رحلته ارجئت بسبب استمرار النقاش حول اجندة الرحلة، حسبما اكد مسؤولون اميركيون يوم اول من امس. وصرح ريتشارد باوتشر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، بأن باول تحدث مع تينيت حول رحلته الى المنطقة «الاسبوع المقبل تقريبا». وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد صرح الاسبوع الماضي بأنه سيرسل تينيت الى الشرق الاوسط في اطار جهود الولايات المتحدة في تعزيز اجهزة الامن الفلسطينية وتحسين ادائها حتى تصبح قادرة على اجتثاث نشاط المتشددين، بيد ان تينيت لا يزال حذرا ازاء استئناف دوره في الجهود الدبلوماسية الخاصة بالشرق الاوسط، فيما ابدى الاسرائيليون بعض الاعتراضات. ومن جهته قال باوتشر ان بوش ظل راغبا حتى الاسبوع الماضي في ارسال تينيت الى المنطقة، مؤكدا ان واشنطن لا تزال تعتقد أن مشاركة تينيت يمكن ان تساعد في دفع الجهود الاميركية الرامية الى انهاء العنف واستئناف التعاون الامني كجزء من عملية السلام في مجملها. وجاءت تعليقات باوتشر بعد يوم من تصريح مسؤول عسكري اسرائيلي لصحافيين بانتفاء وجود سبب عملي وراء ارسال الادارة الاميركية لتينيت طالما ظل عرفات مسؤولا عن اجهزة الامن الفلسطينية، فقد علق المسؤول الاسرائيلي قائلا انه لا يرى فائدة من هذه الخطوة وان الاوضاع الراهنة ليست ملائمة لمثل هذه المهام. واعرب المسؤول العسكري الاسرائيلي عن اعتقاده بعدم جدوى اجراء اصلاحات في اجهزة الامن الفلسطينية طالما ظل عرفات في السلطة. ومن جهته قال مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ان رحلة تينيت لا تزال مطروحة ولكن موعدها لم يحدد بعد، مؤكدا ان النقاش جار مع اطراف مشاركة حول جدول اعمال الرحلة وافضل الطرق لتحقيق ما يتفق حوله. ومن جانب الخارجية الاميركية، قال مسؤول ان الوزارة لم تحدد بعد موعدا للرحلة، واضاف ان الخطة العامة تتلخص في ان «تينيت لا بد ان يتوجه الى المنطقة»، وذلك رغم انعقاد محادثات بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين في واشنطن هذا الاسبوع. وكان الجنرال موشي يالون، القائد المقبل للجيش الاسرائيلي، قد التقى مسؤولين بارزين في الادارة الاميركية، كما ان محمد رشيد، مستشار عرفات، بصدد عقد لقاءات مع مسؤولين اميركيين.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»