ماهر يسلم رسالة إلى بوتين واتفاق مصري ـ روسي على أهمية المؤتمر الدولي للسلام

TT

قام احمد ماهر وزير الخارجية المصرية بتسليم رسالة الرئيس حسني مبارك الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اللقاء الذي جمعه مع ايجور ايفانوف وزير الخارجية. وقد تركزت المباحثات حول امرين رئيسيين الاول تناول مجمل جوانب الموقف في الشرق الاوسط، والثاني حول قضايا العلاقات الثنائية الى جانب الاوضاع حول العراق والسودان وبعض جوانب العلاقات الروسية ـ الاميركية والروسية ـ الاوروبية. واشار ايفانوف الى ان الجانبين توفقا طويلا حول ضرورة استئناف الجهود الرامية الى بدء الحوار حول قضايا الامن بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية من منظور الاتفاق الذي توصل اليه الرباعي الدولي في لقائه الاخير في واشنطن. وقال الوزير الروسي ان بلاده تقف مؤيدة لاستئناف الحوار السياسي استنادا الى مرجعية مدريد وقراري مجلس الامن 242 و338 وما جرى التوصل اليه من اتفاقيات لاحقة مع اهمية التركيز على تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1397 الذي ينص على وجود دولتين داخل حدود معترف بها، الى جانب المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية الاخيرة في بيروت.

واشاد ايفانوف بالبيان الاخير الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حول خطته للاصلاح في نظام الادارة الفلسطينية وعزمه على اقرار استقلالية القضاء واجراء الانتخابات. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مدى اتساع مساحات الاتفاق بشأن فكرة المؤتمر الدولي، قال ايفانوف ان هذه الفكرة نجمت عن اللقاء الرباعي وهي مطلوبة من اجل الوصول الى تسوية نهائية للنزاع العربي ـ الاسرائيلي.

واضاف ان ذلك ليس بداية لعملية تفاوضية جديدة، لكن المقصود بعد اختتام عملية المفاوضات التي استمرت لما يزيد عن عشر سنوات مع ضرورة التمسك بكل ما جرى التوصل اليه من اتفاقيات هو التأكيد على اهمية مرجعية مدريد وقرارات مجلس الامن واتفاقيات اوسلو والمبادرة السعودية. اما الوزير ماهر فقد وصف ما قاله ارييل شارون حول المؤتمر الاقليمي بأنه مهزلة مطالبا الحاضرين بنسيان كل هذا السخف.

واشار الى ان ما يقوله شارون بهذا الصدد يعني انه يريد اختيار المشاركين في المؤتمر وتحديد ما سوف يتحدثون عنه واستبعاد من لا يريده. وقال «انا لا احب شارون لكن ذلك لا يعني انني استطيع رفضه اذا اختارته اسرائيل لعملية التفاوض».

وحول القضية العراقية عبر الجانبان عن ارتياحهما لقرار مجلس الامن الاخير الذي يخفف من وطأة الحصار، واعلنا عن مطالبتهما لبغداد بالالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الامن والسماح للمفتشين الدوليين بالعودة لممارسة مهامهم واستئناف الحوار مع الامين العام للامم المتحدة. لكنهما اعلنا رفضهما التام لتوجيه اي ضربة عسكرية للعراق.

وقد حرص الوزير ايفانوف على دعوة الكثيرين من الوزراء والمختصين في العلاقات المصرية ـ الروسية على حفل الغداء الذي اقامه تكريما للوزير المصري من منطلق الاهتمام بضرورة تطوير العلاقات التجارية الاقتصادية وتنفيذ الاتفاقيات التي جرى التوصل اليها خلال الزيارة التي قام بها الرئيس المصري لموسكو في ابريل (نيسان) الماضي.

وكان الوزير الروسي قد وصف مصر بأنها شريك روسيا الاستراتيجي في الشرق الاوسط، معربا عن اهتمامه بتوسيع الحوار معها حول مختلف القضايا على الصعيدين الاقليمي والدولي. وقد لقي ماهر ترحيبا اتسم بقدر كبير من التمييز والفرادة خلال لقائه مع دمتري روجورين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما ومع يفجيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي الاسبق والرئيس الحالي للغرفة التجارية الصناعية. وكان بريماكوف قد تناول مع ماهر جوانب التسوية السلمية في الشرق الاوسط والتي قال انها لا تزال بعيدة المنال وان بدت قريبة في نظر البعض.