شيخ الأزهر يدعو إلى التعددية والبابا شنودة يرفض الحملة ضد الإسلام

TT

أكد الرئيس المصري حسني مبارك ان السلام القائم على الحوار والشرعية واحترام حقوق الغير هو الخيار الحقيقي أمام عالمنا وان الحروب لن تستطيع حل مشاكل العالم وان الاسلام دين داعم لكل الجهود الخيرة.

وأضاف الرئيس مبارك في كلمته التي وجهها الى المؤتمر الاسلامي الدولي الرابع عشر الذي بدأ فعالياته أمس بالقاهرة وينظمه المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية تحت شعار «الاسلام في عالم متغير»، وألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد ان الاسلام يؤكد الدعوة الى الحوار ويرفض دعوى صدام الحضارات باعتبار ان الحضارات تتكاتف ولا تتصادم، وأشار في نفس الوقت الى ان هذا لا يعني ان هناك حضارات تتفوق على الاسلام وأكد الرئيس المصري ان القواسم المشتركة بين الحضارات والأديان أكثر من جوانب الاختلاف فيما بينها وان تعارف الشعوب والحضارات والأديان من شأنه ان يقضي على الكثير من الأفكار الخاطئة لدى كل طرف وشدد مبارك على ان الاسلام يقر ويؤكد التعددية الدينية والحضارية في العالم ويجعل ذلك منطلقا للتعاون والتحاور وليس للصراع والصدام، وأضاف ان الأديان جميعها بما فيها الاسلام دعت في جوهرها الى المحبة والسلام والخير، ومن هنا لا يتصور أن تكون مصدرا للشر، ويجب ان يظل الفارق واضحا بين من يستخدم حقه في الدفاع عن أرضه لتخليصها من الاحتلال وبين من يقوم بإرهاب شعب ويسيطر على مقدراته، مؤكدا ان الاسلام قد أنزل رحمة للعالمين، ومع ذلك نجحت بعض أبواق الدعاية الاعلامية في التركيز على ما صدر من بعض المسلمين وربطت بينه وبين الإرهاب وتجاهلت الأسباب الحقيقية لهذه الهجمات الناتجة عن اليأس والإحباط وأجمع علماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي من مختلف أنحاء العالم على ضرورة الحوار بين الثقافات والحضارات والتعددية باعتبار ان ذلك هو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب، مؤكدين ان كل الأديان ترفض العنف واستخدام القوة ضد الآخر.

ودعا شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الى الحوار بين كل الأديان لمعرفة ما لدى الآخر وتعريف الآخر بما لدى المسلمين من قيم انسانية رفيعة تدعو الى الخير والسلام بين شعوب الأرض على مختلف أجناسهم وعقائدهم، مشيرا الى ان الحوار من مقاصد الاسلام الذي دعا الى التعارف والتحاور مع الآخر.

وأضاف شيخ الأزهر ان الاسلام دين السلام والرحمة والتسامح ويرفض الإرهاب والعنف وسفك الدماء وانه لا يعادي أحدا لعقيدته أو لونه أو جنسه، فقد رسمت لنا شريعة الاسلام صورة العلاقة بين المسلم وغير المسلم، مؤكدا ان الخلاف في العقائد لا يمنع التعاون على الخير بين البشر وعلى الصعيد ذاته أكد الدكتور عبدالمحسن التركي امين عام رابطة العالم الاسلامي ضرورة تفعيل الحوار مع الآخر للبحث عن الحقيقة الانسانية والتعارف على العالم الذي يحيط بنا وما فيه من خصائص حضارية وثقافية وتصحيح صورة الاسلام المشوهة وتبليغها الى العالم صافية نقية. كما أكد دور الاعلام الاسلامي لاجلاء الحقيقة وتوضيح هدف الرسالة الاسلامية الى العالم في الوقت الذي اشتدت فيه الهجمة الشرسة على الاسلام والمسلمين.

وفي كلمته أمام المؤتمر قال البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اننا لا نوافق على الحملة الشرسة التي تهاجم الاسلام وتصفه بالإرهاب والعنف بسبب حادث معين وقع من أفراد أو جماعات وينسب الى الدين، فان حقيقة الدين لابد من أن تعرف من علماء الدين الاسلامي وفقهائه ويجب ان نفرق بين المسلم الحقيقي الذي يفهم دينه ويسلم الناس من لسانه ويده والذي لا يجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، والمسلم الذي لا يفهم الدين وإنما ينجرف وراء تيار فكري معين لا يعبر عن حقيقة الدين ولا صورته المشرقة.