السلطات النمساوية تبت خلال أيام في طلب اللجوء السياسي لقيادي الجهاد المصري عادل عبد القدوس

TT

فيما تواصل أجهزة الأمن المصرية مساعيها لتسلم عناصر أصولية هاربة للخارج شاركت وخططت لأعمال عنف وقعت داخل مصر خلال العقد الماضي، كشفت مصادر حقوقية مصرية لـ«الشرق الأوسط» ان السلطات النمساوية تدرس هذه الايام طلب اللجوء السياسي المقدم من الأصولي عادل السيد عبد القدوس أحد قيادات تنظيم الجهاد الاسلامي وأحد أعوان ايمن الظواهري زعيم التنظيم والصادر ضده حكمان غيابيان بالاعدام في مصر.

وقال الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان حافظ أبو سعدة ان منظمته تلقت استفسارات من السلطات النمساوية حول موقف عبد القدوس ومدى الخطورة على حياته التي يمكن ان يتعرض لها في حال تسليمه الى مصر، مشيرا الى ان القيم الدولية الآن تتركز حول مواجهة الإرهاب بصرف النظر عن القيم الحقوقية للانسان.

وأضاف أبو سعدة ان الاطار الدولي للتعامل مع حقوق اللجوء السياسي تغير عن ما كان عليه في السابق منذ أحداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي وبات هناك تسارع في هذه الطلبات وغالبا ما أصبحت تقابل بالرفض، مشيرا الى ان الاختلاف الوحيد بين موقف عبد القدوس وموقف احمد عجيزة الذي تسلمته مصر من السويد العام الماضي ان الاول محكوم عليه بالاعدام والثاني محكوم عليه بالمؤبد.

ولفت أبو سعدة الى ان صدور حكم بالاعدام ضد أي من الاصوليين الهاربين قد لايكون معوقا في سياق تسليمه لبلاده اذا ما كانت هناك ضمانات بإعادة المحاكمة من جديد وإلغاء عقوبة الاعدام.

وجاء موقف السلطات النمساوية بعد دراسة طلب عبد القدوس الذي قدمه منذ أكثر من خمس سنوات بعد أشهر قليلة من حكم محكمة فيينا الذي قضى بتسليم الأصولي محمد جلاش عشري المتهم في إحدى قضايا الاستحلال الى مصر، بما قد يؤشر لامكانية تكرار نفس الأمر مع عبد القدوس.

وعادل السيد عبد القدوس يعد أحد أبرز قيادات تنظيم الجهاد وهو عضو مجلس شورى التنظيم، وصدر ضده حكمان غيابيان بالاعدام، الاول في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري الاسبق الدكتور عاطف صدقي عام 1993 والثاني في قضية العائدون من ألبانيا التي صدرت احكامها عام 1999، وضمت 107 متهمين، وشملت احكام الاعدام فيها 9 من قيادات الجهاد كان على رأسهم ايمن الظواهري زعيم التنظيم وانضم عبد القدوس الى الجهاد أواخر السبعينات، وكان ضمن مجموعة شبرا بالقاهرة التي كان يتزعمها القيادي عبد الرؤوف أمير الجيش الذي يقضي عقوبة السجن 10 سنوات في قضية احياء تنظيم الجهاد أوائل التسعينات.

وكان عبد القدوس ضمن لائحة المتهمين في قضية الجهاد الكبرى التي اعقبت اغتيال السادات عام 81 وضمت نحو 15 عضوا من مجموعة شبرا، ولكن عبد القدوس حصل على حكم بالبراءة في القضية، وبعد مراحل من التضييق الأمني على تحركاته كان في طليعة اعضاء الجهاد الذين سافروا من مصر الى افغانستان عام 85 للمشاركة في الجهاد الافغاني ضد الروس.