بشكل سريع ومفاجئ للمسؤولين بشركة الخطوط الجوية المصرية الخاصة «شروق» حصلت الطيارة المحجبة المفصولة قبل 5 أشهر نيرين احمد سمير سالم على حكم لصالحها من محكمة العمال الجزئية بالقاهرة بوقف تنفيذ قرار الفصل وإعادتها الى وظيفتها مساعد طيار.
وألزمت المحكمة الشركة بسداد المرتب الأساسي للطيارة من تاريخ فصلها في ديسمبر (كانون الاول) الماضي بواقع 775 دولارا عن كل شهر.
وفي المقابل رفض مسؤولو الشركة التي تملك مؤسسة مصر للطيران 51 في المائة من أسهمها والخطوط الجوية الكويتية 49 في المائة رفضوا تنفيذ الحكم واعادة مساعدة الطيار التي فصلت بسبب الحجاب واضطر محامي الطيارة الى الحجز على منقولات شركة شروق القاهرة وتحديد جلسة بيع بالمزاد العلني بعد ان رفضوا سداد المستحقات المتأخرة لنيرين لديهم.
وكانت نيرين قد التحقت بالعمل في شركة شروق في شهر يونيو (حزيران) 1996 وتلقت تدريبات كما اجتازت اختبارات ترقيتها الى مركز مساعد طيار على طراز «ايرباص 320» واستطاعت ان تحقق 1850 ساعة طيران في الفترة الوجيزة التي طارتها واقتربت من الترقي الى كابتن أو قائد طائرة وفقا لمعايير هيئة الطيران المدني التي تشترط ان يحقق الطيار ما بين 3000 و4000 للترقية الى قائد طائرة.
وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» قالت مساعدة الطيار نيرين ان محاميها التقى المسؤولين بشركة شروق بعد الحكم إلا انهم رفضوا اعادتها الى العمل. وأكدت اصرارها على الحصول على حقها، وقالت «لا يوجد ما يمنعني من الطيران بالحجاب وليس لديهم أي سبب آخر ضدي فلماذا أتهاون في حقي؟».
وقالت نيرين التي درست الطيران في كاليفورنيا بالولايات المتحدة واستطاعت ان تعادل رخصة الطيران في مصر، انها رفضت سابقا عرض الشركة بتحويلها الى عمل اداري واضافت «لن أتنازل عن الطيران ولا عن الحجاب».
وأشارت الى انها مهددة حاليا بفقدان رخصة الطيران بسبب توقفها عن العمل حيث يتم تجديد رخصة الطيران كل ستة أشهر بعد توقيع الكشف الطبي واختبارات المحاكى للطيارين العاملين لكنها أضافت «ربما اضطر لإعادة الاختبارات لاستعادة الرخصة لكن هذا لا يقلقني قدر ابتعادي عن الطيران بما يهدد ان افقد لياقتي المهنية وهذا أخطر».
وقال المسؤولون في شركة «شروق» بأن قرار الفصل ليس بسبب الحجاب بل بسبب تغيير شكل الزي يعتبر مخالفة للوائح الشركة.
وجاء الحكم الأخير ليهدم ادعاءات الشركة وعلقت نيرين بأن اللوائح نصت على شكل الزي الخاص بالطيارين الرجال وما هو ممنوع وما هو مسموح لهم ولم تتطرق على أي نحو لزي الطيارين النساء وكذلك لم تشر لمنع ارتداء الحجاب أو «ايشارب».
هذا، في الوقت الذي بدأ فيه المسؤولون بشركة شروق بالحصول على تعهدات مكتوبة من المضيفات بعدم تقليد زميلتهن بارتداء الحجاب طوال تعاقدهن مع الشركة.