بيروت تجاوزت عبئا أمنيا بتداعيات طائفية مع اختتام مباريات بطولة كرة القدم... بسلام

TT

شكلت «ليلة الحسم» في بطولة الدوري اللبناني ليل اول من امس، عبئاً على السلطات اللبنانية الامنية التي استنفرت قواها لضبط الوضع في مدرجات مدينة بيروت الرياضية التي استقبلت نحو 38 الف متفرج من جمهوري فريقي «النجمة» و«الحكمة» المتنافسين على لقب البطولة بفارق نقطة واحدة.

وقد انتشرت قوات من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في محيط الملعب وداخله بكثافة لافتة. وامتدت هذه الاجراءات الى «المناطق الحساسة» داخل العاصمة، اي مقرات الفريقين وبعض المناطق الاخرى.

لكن الليلة مرت على خير بتعادل الفريقين بعد مباراة مثيرة وحماسية، فنال «النجمة» لقبه الرابع وتوج بطلاً للبنان بفارق نقطة واحدة. وعنى ذلك ان جمهوره الكبير الذي قدر بنحو 35 الف متفرج ـ وهو رقم قياسي في الدوري المحلي ـ خرج راضياً واحتفل بطريقته الخاصة من دون حوادث تذكر.

وامتدت احتفالات النجماويين طوال الليل خصوصاً حول مقر ناديهم في غرب بيروت، حيث اطلقت الاسهم النارية والمفرقعات لتجعل النوم صعباً على اهالي العاصمة.

وكل ما تقدم لا يعني ان الليلة كانت مثالية، فالمدرجات شهدت فرزاً طائفياً وقبله الشارع اللبناني، فالمناطق ذات الغالبية المسيحية ايدت بشكل لافت فريق «الحكمة» الذي تديره مطرانية بيروت المارونية، فيما كانت الصورة معكوسة في الشارع الاسلامي الذي التف بغالبيته حول «النجمة». وقد اطلقت في المدرجات هتافات مناطقية ذات دلالات طائفية بدأها جمهور الحكمة بهتافه المعهود «اشرفية... اشرفية» دلالة على منطقة الاشرفية المسيحية شرق بيروت.

وقد رد عليها بعض جمهور «النجمة» بعبارات نابية، فيما عمد فريق صغير منهم الى اطلاق هتافات من نوع «الله، نصر الله، ضاحية وبس» في اشارة الى الامين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله ومنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت ذات الغالبية الاسلامية.

وانتقلت لعبة التحالفات من لعبة كرة السلة الى كرة القدم. فجمهور نادي «الرياضي» المنافس التقليدي لـ«الحكمة» بطل لبنان في كرة السلة، حضر الى مدرجات النجمة محتلاً جزءاً من احدها حاملاً علم ناديه وراياته. وقابله جمهور «الحكمة» القليل (نحو 3 آلاف متفرج) بهتافات عدائية فرد عليهم جمهور «الرياضي» بالمثل