الرجوب في أبوظبي ويعود إلى رام الله نهاية الأسبوع

TT

يعود رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب نهاية الاسبوع الجاري الى رام الله بعد جولة استغرقت بضعة ايام زار خلالها الاردن ومصر وابوظبي يرافقه حراسه الشخصيون كما قال مصدر امني فلسطيني لـ«الشرق الأوسط».

واكد مصدر في مقر الرجوب في رام الله ذلك بقوله لـ«الشرق الأوسط» ان العقيد الرجوب سافر في هذه الجولة كما يسافر في كل مرة وانه سيعود الى رام الله في موعد اقصاه يوم الخميس المقبل عبر الاردن كما غادرها يوم الاربعاء الماضي.

ونفى ابو اسامة الجبريني احد كبار مساعدي الرجوب ما تردد عبر وسائل الاعلام حول مصير الرجوب، وقال «انني انفي بالمطلق ما تردد من اشاعات في وسائل الاعلام الاسرائيلية وغيرها من ان العقيد جبريل اقصي الى مصر او غيرها». وقال «ان العقيد جبريل يقوم الآن بمهمة عمل». وتابع القول «ان هناك مجزرة من الاشاعات في الاراضي الفلسطينية، تطال على وجه الخصوص العقيد جبريل».

وذكرت مصادر فلسطينية اخرى ان الرجوب التقى في جولته هذه التي تمت بناء على تعليمات من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حسب قول مقربين لديه، مع مسؤولين في البلدان الثلاثة، وخصوصا مديري المخابرات في الاردن سعد خير، ومصر عمر سليمان، كما التقى بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

لكن وكالة «الاسوشييتد برس» الاميركية نقلت عن مصادر مصرية وفلسطينية في القاهرة قولها ان مصر رفضت منح الرجوب الدعم الذي يحتاجه في معركة الصراع مع نظيره في قطاع غزة العقيد محمد دحلان. ونسبت «الاسوشييتد برس» الى مصدر لم تكشف النقاب عنه ان الرجوب جاء الى القاهرة بشكل مفاجئ ليطلب من الرئيس المصري حسني مبارك اقناع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليبقيه في موقعه وسط اشاعات عن انه قد يقصيه في اطار الاصلاح والحرب على الفساد كما قال المصدر. وحسب «الاسوشييتد برس» فان الرجوب استقبل من قبل صغار المسؤولين المصريين الذين ابلغوه بأن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية.

غير ان مصادر فلسطينية استبعدت ان يقصي الرئيس عرفات الرجوب عن منصبه. واعتبرت هذه المصادر ان الجولة عززت موقعه في السلطة بعد الضربة السياسية القاسية التي اضعفته الى ابعد حد، وذلك خلال الاسبوع الاول من حملة «السور الواقي» التي شنتها اسرائيل ضد مدن وقرى الضفة الغربية ومؤسسات السلطة الفلسطينية بما فيها مقر الرئيس عرفات ومقر الامن الوقائي في بتونيا غرب رام الله. واتهم الرجوب بأنه عقد صفقة مع الاسرائيليين لضمان سلامة مقره وطلب من مقاتليه الاستسلام وسلم عددا من المطلوبين من حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» كانوا معتقلين في المقر. ونفى الرجوب نفيا قاطعا ان يكون قد امر عناصره بالاستسلام او تسليم اي من المعتقلين. واتهم الرجوب دحلان، بأنه هو الذي نقل اليه وعودا اميركية بأن اسرائيل لن تقتحم المقر وانه خدعه في اطار حملته لتلطيخ سمعته من اجل الاستيلاء على جهازه في الضفة الغربية. وهو ما ينفيه دحلان الذي حمل الرجوب عبر شاشات التلفزيون وصفحات الصحف المسؤولية الكاملة عن هذه المشكلة.

ويطمح دحلان في اطار الدعوات الاميركية والاسرائيلية المطالبة بالاصلاح وتوحيد الاجهزة الامنية الفلسطينية لما ظهر من تسيب خلال حرب «السور الواقي»، في ان يتبوأ منصبا كبير في هذه إطار الاصلاحات.

واضاف مصدر فلسطيني مقرب من الرئيس عرفات طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «ان وضع جبريل الرجوب الآن افضل بكثير مما كان عليه قبل شهر تقربيا». وأرجع المسؤول سبب تحسن وضع الرجوب «الى زيارة الرئيس عرفات الى مقره لدى رفع الحصار عن مقره مطلع الشهر الجاري، والتي كان الهدف منها توجيه رسالة واضحة الى دحلان».

وحسب نفس المصدر فإن دحلان «اصبح يشكل مصدر قلق للرئيس لانه اصبح يتصرف على المكشوف، متبنيا الموقفين الاسرائيلي والاميركي في قضية الاصلاح».