الأمير عبد الله يستقبل وزير العمل الإيراني ورئيس مجلس سياسة الشرق الأوسط في واشنطن ووفد البرلمان الأوروبي

TT

يستقبل الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي اليوم في جدة وفد البرلمان الاوروبي الذي يزور السعودية حاليا، وذلك في اطار لقاءات موسعة اجراها الوفد المكون من 18 عضوا، في كل من الرياض وجدة على مدى 4 أيام.

واكد سامي ناير رئيس وفد العلاقات الاوروبية مع بلدان المشرق ودول مجلس التعاون في مؤتمر صحافي عقده امس ان رؤية البرلمان الاوروبي لأي مؤتمر سلام دولي جديد يتم عقده لحل النزاع في منطقة الشرق الاوسط يجب ان لا يكرر اخطاء المؤتمرات السابقة، ولا يكرس سلوك الحكومة الاسرائيلية غير المكترثة بالقرارات الدولية، وقال إنه يلزم ان يتم ايجاد قوات للفصل بين طرفي النزاع، وايجاد قوة لحماية الشعب الفلسطيني، وايقاف النزاع الذي ينتج عنه الاعتداء على الشعب الفلسطيني الاعزل من قبل القوات الإسرائيلية، وكذلك حماية المدنيين الاسرائيليين من العمليات التي تستهدفهم.

وابدى ناير تخوفه من ان تشكل مسألة ترحيل 13 فلسطينيا الى دول الاتحاد الاوروبي في اطار حل حصار كنيسة المهد في بيت لحم سابقة في العلاقات بين الاتحاد واسرائيل، معتبرا ان المكان الصحيح لوجود الفلسطينيين هو فلسطين.

وحول رأيه في قرار حزب الليكود القاضي برفض قيام دولة فلسطينية غرب نهر الاردن، قال ان عملية السلام تتخطى اي حزب حتى لو وجد ضمن التشكيل الحكومي، كما ان رفض الليكود قيام الدولة الفلسطينية ليس جديدا ولا يمثل كافة الشعب الاسرائيلي الذي يؤيد قيام الدولة الفلسطينية بنسبة 60 في المائة، من هنا ـ يقول ناير ـ فان المبادرة السعودية أو العربية وبعد تبنيها من قبل الدول الكبرى مثل أميركا والاتحاد الاوروبي وروسيا تفرض على اسرائيل ان تتحمل مسؤوليتها تجاه التسوية السلمية، كما ان على الطرف العربي تحمل مسؤولياته في ايقاف استهداف المدنيين الاسرائيليين.

وقال ان البرلمان الاوروبي كان قد اصدر قرارا في 10 ابريل (نيسان) الماضي، اكد من خلاله بوضوح اهمية مبادرة السلام التي تقدم بها الامير عبد الله بن عبد العزيز، كما ان القرار الاوروبي يكتسب اهمية خاصة لكونه المرة الاولى التي يتم فيها التحدث عن تعليق اتفاقية الشراكة بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي نتيجة لانتهاك هذه الدولة للقوانين الدولية.

وفي سياق العلاقات السعودية الاوروبية قال ناير ان الزيارة تطرقت الى 3 موضوعات رئيسية بينها العلاقات التجارية والاقتصادية بين الاتحاد الاوروبي والسعودية، مضيفا «لقد لاحظنا تلاقي وجهات النظر حول ضرورة تنمية هذه العلاقات، وربما ينظر السعوديون للاستفادة من التجربة الاوروبية في اطار بناء التعاون بين دول الخليج العربية» مشيرا الى أن المباحثات تناولت في هذا السياق «ضرورة المضي في مباحثات ايجاد منطقة للتجارة الحرة بين السعودية ودول الخليج والاتحاد الاوروبي في اطار توفير شروط اوروبية تمثل الشفافية والعدل وايجاد آليات لفض النزاعات الاقتصادية التي قد تنشأ وهي أمور يجري بحثها، وسيقوم البرلمان الاوروبي ببحثها في حال تلقي تفاصيلها».

ونفى ان تكون المباحثات التي جرت خلال الزيارة موضوع انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية، موضحا ان أوروبا ترى من الضروري عدم خلق ازدواجية في المعايير فلا يطلب من الدول كافة امور لا يتم الزام السعودية بها، وتم بالفعل الاطلاع خلال الزيارة على بعض جوانب التحديث التي تمر بها السعودية، والاليات المرشحة لايجاد تنمية مجتمعية، ولكن تم التعبير للجانب السعودي ان أوروبا تنظر للتنمية الشاملة على انها نتيجة لتنمية اجتماعية وترسيخ للسلوك الديمقراطي، وقد تم ذلك كله في اطار التفهم لخصوصية الاخر وعدم فرض أي قيم أو آراء عليه.

وقال «لقد شرح رئيس مجلس الشورى السعودي، الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، ما حققته السعودية من تقدم على مستويات عدة كما تم اطلاعنا على ان اعداد نظام العمل والعمال يقترب كثيرا من قيمة المساواة بين الرجل والمرأة والمواطن والاجنبي، وهي قيم نهتم بها كثيرا في الاتحاد الاوروبي ونحاول تعميمها في العالم، وايضا اسعدنا ارتفاع نسبة الفتيات في قطاع التعليم في السعودية وهي معلومات ترفع العلاقات بيننا، على الرغم من انتمائنا لمناطق مختلفة، ومن البديهي انه لن نتمكن من الاتفاق في جميع الامور، خصوصا في مجال دور المرأة».

وأضاف «لقد تم بحث هذه الامور في لقاء مع رئيس مجلس الشورى، واستمعنا بانتباه شديد لما قاله، ونحن كذلك ذكرنا اننا كاتحاد اوروبي نرى ان القانون يسمو فوق كل شيء وكل شخص، وقد عبر رئيس مجلس الشورى عن عدم مشاطرتنا وجهة النظر والرأي ولكنه يقبل بوجهة النظر في اطار تبادل في الرأي يقوم على الصراحة التي ستكون كفيلة باقامة علاقات متينة».

وكشف ناير ان المباحثات مع الامير تركي بن محمد بن سعود الكبير، وكيل وزارة الخارجية المساعد للشؤون السياسية، ومدير دائرة المنظمات الدولية، التي عقدت امس تناولت المشاكل الاقليمية وبالتحديد النزاع القائم بين الهند وباكستان، مشيرا الى ان الامير تركي أوضح انه يقيم اتصالات مستمرة مع ممثلي الهند وباكستان في السعودية، مبرزا ان هناك العديد من المساعي والجهود لايجاد الحلول لهذا النزاع عبر الاليات الدبلوماسية، فيما اعرب الوفد الاوروبي «عن تأييدنا لهذه الخطوة واتخاذ أي مبادرات ترجح التعقل والحوار».

=