مسؤول برلماني إيراني يؤكد حصول محادثات مع الأميركيين والإصلاحيون يدعون لموقف «غير انفعالي» من مسألة الحوار

TT

طهران ـ الوكالات : اكد محسن مردامادي رئيس لجنة الامن الوطني والشؤون الخارجية في مجلس الشورى الايراني الذي يغلب عليه الاصلاحيون، حصول «محادثات» بين ايران والولايات المتحدة وذلك رغم النفي الرسمي لهذا الامر. وصرح النائب الاصلاحي البارز مردامادي لصحيفة «نوروز» الصادرة امس: «لقد فوجئت من ملاحظات وزير الاستخبارات» علي يونسي الذي نفى الاحد حصول لقاءات من هذا القبيل. واضاف مردامادي: «سألتقي بنائب الوزير (يونسي) المسؤول عن التحقيق الاربعاء (اليوم) لاطلاعه على هذه اللقاءات مع الولايات المتحدة»، في اشارة للتحقيق الذي امر مجلس الشورى الايراني باجرائه. وكان مردامادي اعلن في الثامن من الشهر الجاري ان بحوزته معلومات حول محادثات جرت اخيرا بين ايرانيين واميركيين، وقال: «خلافا لما تقول وزارة الخارجية لدينا معلومات حول حصول محادثات مع الاميركيين اخيرا. اذا تعين اجراء مناقشات مع الاميركيين فانه يجب ان يكون ذلك في وضح النهار». وقد تداولت الاوساط السياسية الايرانية منذ عدة اشهر معلومات حول «اجتماعات سرية» بين مسؤولين اميركيين وايرانيين. وافادت معلومات اخرى بأن هذه المحادثات قد تكون جرت في نيقوسيا او في انقرة وتناولت بالخصوص افغانستان وتعود الى نوفمبر (تشرين الثاني) .2001 وكان يونسي اعلن انه «بعد التحقيق المعمق الذي قامت به وزارة الاستخبارات، فاننا ننفي حصول اي محادثات سواء كانت رسمية او غير رسمية لاي مجموعة كانت او شخص مع الولايات المتحدة». الى ذلك، تعتزم لجنة الشؤون الخارجية التابعة للبرلمان عقد اجتماع مغلق لبحث مسألة الحوار مع اميركا. وقالت الاهية كولاي المتحدثة باسم اللجنة «سنبحث وجهات النظر المختلفة في هذه القضية». ودعت اللجنة زعماء من كل القطاعات السياسية بمن في ذلك المحافظون المقربون للمرشد الاعلى اية الله علي خامنئي لحضور الجلسة المغلقة. واضافت المتحدثة «هذا الاجتماع لا يعني اننا سنقيم علاقة مع الولايات المتحدة... لن يكون مجرد اجتماع واحد.. سيستمر وهذا الاجتماع هو مجرد البداية لبحث هذه القضية». في السياق نفسه، نقلت صحيفة «همشهري» عن عضو البرلمان الاصلاحي محمد دفدار قوله «اذا كنا نرغب في ان نفسح الطريق لعلاقات مع الولايات المتحدة في مستقبل ايران فلا بد ان نتبع سلوكا مختلفا عن الموقف الانفعالي الحالي». ومثل هذه المطالبات تتناقض مع تصريحات خامنئي التي استبعد فيها اجراء اي محادثات مع «الشيطان الاعظم». ويقول المحافظون ان الفصائل السياسية المتناحرة في ايران لا بد ان تتحد في مواجهة تهديد أميركي محتمل وما يصفونه بمحاولات واشنطن السيطرة على العالم. من ناحية ثانية، اعتبر الرئيس الايراني محمد خاتمي ان السياسة الخارجية الاميركية «تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة نفسها». ونقلت الاذاعة الايرانية الرسمية عن خاتمي قوله مساء اول من امس لدى استقباله رئيس الجمعية الوطنية الكينية كزافييه اولي كابارو، ان «القادة الاميركيين يدلون بتصريحات هي عبارة عن تهديدات للامن والاستقرار في العالم، وهذا الامر يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة والشعب الاميركي». واعتبر خاتمي ان «هذه السياسة محكومة بالفشل». وكان البلدان قطعا علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 1980 ولا يوجد اي حوار سياسي رسمي بينهما. واتهم الرئيس الاميركي جورج بوش ايران بانها تشكل مع العراق وكوريا الشمالية «محور الشر» في العالم. واعلن خاتمي خلال لقائه المسؤول الكيني ان ايران تعتبر تطوير علاقاتها مع الدول الافريقية من الاولويات.